لنجعل خروجنا للشارع آمنا

حسنا فعلت الحكومة من خلال السماح بحركة السيارات (زوجي وفردي) ابتداء من اليوم، والسماح بتشغيل بعض القطاعات كصالونات الحلاقة ومحال (الدراي كلين) وغيرها، فتلك خطوة من شأنها التخفيف عن الناس من جهة، وتشغيل قطاعات عانى أصحابها من جهة ثانية.اضافة اعلان
القرار جاء في وقته، وأعتقد أننا في طريقنا للاستماع لقرارات أخرى تتعلق بإعادة فتح قطاعات رويدا رويدا، وتلك العودة يحددها ويسرعها استقرار تطويق الوباء، ومعرفة مصدره، وأيضاً تدني حالات الإصابة، وهذا يتطلب منا جميعا الالتزام بتعليمات الصحة والسلامة العامة واتخاذ الخطوات التي من شأنها الحفاظ على التباعد والتعقيم، ونعي أن فيروس كورونا ما يزال موجودا ما يتطلب أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم الاستهانة.
كلنا عانينا خلال الفترة الماضية، ولهذا من واجبنا العمل لكي لا نعود لنقطة الصفر، ونحافظ على تدني حالات الإصابة حتى نصل الى صفر حالة، وهذا الأمر لا يقع على عاتق الحكومة فقط وإنما هو مسؤوليتنا جميعا من خلال الحفاظ على أنفسنا وعلى غيرنا وعدم المبالغة في الاختلاط.
اليوم، سيخرج الكثير من الناس إما بمركباتهم الخاصة أو من خلال وسائط النقل العام، ولهذا فإن على عاتقنا مسؤولية جعل هذا الخروج إيجابيا لا يعود علينا بأي أثر سلبي لا قدر الله، ونعرف أن الفيروس موجود ونتعامل على تلك القاعدة حتى لا نقول (ليت اللي جرى ما كان)، ذاك يدفعنا لاتباع طرق الحماية والوقاية التي أوصت بها وزارة الصحة، بحيث لا يضيع مجهود أولئك الذين سهروا ليل نهار في سبيل تطويق الجائحة والسيطرة عليها هباء، فالكادر الطبي من أطباء وممرضين وصيادلة ومختبرات وأشعة بذلوا جهدا مضنيا يستحقون عليه ليس الثناء فقط وإنما التكريم، وعرضوا أنفسهم يوميا لخطر الإصابة في سبيل تطويق الفيروس ومنع تمدده، كما أن الأجهزة الأمنية بذلت جهودا لا يستهان بها في سبيل الحفاظ على سيرورة العمل ومنع التنقل، وعزل المناطق التي كان يتوجب عزلها.
الحق يقال، فإن كادرنا الصحي بكافة قطاعاته كان وفيا لقسمه، ولوطنه، ولإنسانيته، فتعامل مع الجائحة بكل حرفية وتصميم، وقدم صورة لنا وللعالم نفتخر ونفاخر بها، وعلينا أن نعرف أن عمل أولئك الأبطال متواصل سيما وأن أمامهم مشوارا جديدا يتمثل في عودة الطلبة الأردنيين إلى أرض الوطن، من حقنا أن نتفاءل ولكن علينا معرفة أن الوباء ما زال موجودا، وبأيدينا يمكن أن نواصل محاصرته أو تسهيل انتشاره.
أعرف، وربما تعرف الحكومة أن الكثير من الناس سيخرج للشوارع هذا اليوم، وأعرف أن بَعضنَا اشتاق لشوارع عمان ومحالها، والبعض يريد إنهاء قضايا عالقة لم يستطع إنهاءها خلال فترة الحجر الإجباري، بيد أن كل ذاك يحب أن لا يمنعنا مِن التفكير كثيرا بأهمية الحفاظ على أنفسنا وعلى غيرنا، وعدم التمادي في الخروج فما زال شعار البقاء في البيت ما أمكن قائما وأن لا نسقطه من حساباتنا بأي شكل من الأشكال.
المؤمل أن ننجح معا حكومة ومواطنين ونمهد الطريق بحيث يأتي علينا عيد الفطر وقد انتهينا من الجائحة ووضعناها خلف ظهرنا وعدنا لحياتنا اليومية الاعتيادية، وينتهي أمر الدفاع وما حمله من قرارات وأعدنا تشغيل مصانعنا ومحالنا وتجارتنا بكامل قوتها الإنتاجية وأكثر، وأعلنا أننا قد سيطرنا بالكامل على الوباء ولم تسجل حالات جديدة، وخرج المصابون من المشافي معافين، واحتفلنا معا بكادرنا الطبي، وأعدنا لصناعتنا حضورها والزراعة رونقها، ولعلنا في هذا المقام بات من واجبنا التفكير أن علينا إعادة التفكير أكثر وبجدية بدعم قطاعنا الزراعي بشكل يسمح له بالحضور الدائم، وبقطاعنا الصناعي من خلال تعزيز مفهوم الصناعة الوطنية ودعمها لكي تكون أقوى، وهي مناسبة للقول إنه آن الأوان لإعادة ترتيب أولوياتنا.