لنخليها من دون خوف

 

هآرتس - اسرة التحرير

الاستعدادات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، حرس الحدود والشرطة تمهيدا لاخلاء 23 بؤرة استيطانية غير قانونية تبعث الامل في ان الحكومة تعتزم بجدية الايفاء بتعهدها.

اضافة اعلان

لاسباب تكتيكية بقي موعد الاخلاء خفيا حتى الان. ولكن من التقارير التي نشرها يوئيل ماركوس في هآرتس أمس (الثلاثاء) يتبين ان الحكومة اخيرا استوعبت الحاجة الى الاسراع وهي بذلك جديرة بالتأييد والتشجيع. فإسرائيل تسارع في مسار الصدام مع الادارة الأميركية غير المستعدة بعد اليوم لابداء التسامح تجاه استمرار البناء في المستوطنات بشكل عام، ولاسيما تجاه جر الارجل الإسرائيلي، بالنسبة لتطبيق تعهدها في ازالة البؤر الاستيطانية غير القانونية التي بنيت بعد العام 2001.

مناورات التسويف، والغمزات التي تم تبادلها بين المستوطنين ومحاولة تسويغ جزء من البؤر الاستيطانية ادت حتى الان الى قضم عميق في مصداقية الحكومتين السابقة والحالية لدرجة ان إسرائيل تعتبر الان مسؤولة عن الجمود في المسيرة السياسية واحباط نوايا الادارة الأميركية لدفعها الى الامام. وهكذا أخذ نحو 1200 مستوطن، في تلك البؤر الاستيطانية، جميع مواطني إسرائيل والعلاقات السليمة مع الولايات المتحدة والمسيرة السلمية رهائن لديهم. وهذا وضع لا يمكن ولا يريد أحد ان يسلم به.

تهديدات المستوطنين ورجال اليمين المتطرف، الذين يعدون بالعمل بقوة ضد هذا القرار، ليست جديدة والتحدي السياسي والعسكري الذي يطرحه اخلاء البؤر الاستيطانية معروف، فقد بات الجيش الإسرائيلي معتادا عليه. ولذا فإنه يجب ألا  يخيف هؤلاء الحكومة ويمنعوها من تحقيق نيتها، وعليها ان تضع حدودا، وفورا، لخارقي القانون من دون هوادة ومن دون شروط، واصدار الاوامر للجيش الإسرائيلي بالاخلاء.

صحيح ان ازالة البؤر الاستيطانية لن تحل الخلاف العميق في مسألة مكانة المستوطنات او البناء في القدس الذي تنتظر الحكومة المزيد من الصراعات القاسية في شأنه. ولكن، هذه الخطوة ضرورية لاظهار استعداد من جانب إسرائيل بالايفاء بتعهداتها على الاقل في موضوع ليس مدار خلاف.

من المهم اعادة الثقة الأميركية والإسرائيلية بالحكومة – ليس باعتبارها صاحبة أقوال فقط بل ايضا باعتبارها صاحبة أفعال من اجل تقدم المسيرة السلمية –، اذا كنا نريد ان نصل الى المرحلة التالية التي يمكن فيها الشروع في ترسيم الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين.