لن يكون هناك شيء

معاريف

يوسي ملمان

24/5/2019

اضافة اعلان

التسريبات من واشنطن مستمرة ولكنها لا تجدد الكثير. بعد شهر سينعقد في البحرين مؤتمر يبحث في استثمارات دولية لتقدم الاقتصاد الفلسطيني. ويفترض بهذا ان يكون رصاصة بدء "صفقة القرن" التي وعد بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. كعادته، صخب ترامب بصوت عال، بعث توقعات عالية وبالغ. واستنادا الى التسريبات، فان ما يلوح الآن هو صوت أمس ضعيف، لن يكون حتى ملاحظة هامشية لعشرات مشاريع السلام السابقة التي عرضتها الإدارات الأميركية منذ حرب الأيام الستة.
السلطة الفلسطينية، التي تواصل مقاطعة الاتصالات مع إدارة ترامب، بعد ان قلصت هذه مساعداتها المالية لها، للوكالة وللمستشفيات في شرقي القدس، أعلنت منذ الآن بان ممثليها لن يشاركوا في اللقاء. المفارقة والتضارب في سلوك الولايات المتحدة يصرخان الى السماء. من جهة تعاقب الادارة الفلسطينيين وتمس بجيوبهم، ومن جهة اخرى تدعو الى مؤتمر دولي وتطلب من رجال الاعمال ومن الدول العربية ان يساعدوهم ماليا.
ولكن مثل هذه التضاربات لا ينبغي ان تكون مفاجئة. فالتذبذب يميز الإدارة الأميركية الحالية في غير قليل من المواضيع، في السياسة الخارجية والداخلية. فقد وعد ترامب مثلا بان يتوصل إلى اتفاق على تجريد كوريا الشمالية من السلاح النووي. ولهذا الغرض فقد التقى مرتين مع الطاغية من بيونغ يانغ كيم يونغ اون، دون أن يطلب شيئا بالمقابل، وانتهى اللقاءان دون تجريد، دون تسوية، ومع كل الخلافات القديمة. اعلن عن سحب القوات الامريكية من سوريا، وبعدها تراجع وقرر (في ظل تنفس الصعداء من اسرائيل) البقاء هناك. وهو يهدد بابادة ايران وفي نفس الوقت يعلن انه لا يريد حربا معها. باختصار، التواء آخر في سياسة التغريدات خاصته والتي لا ترفع ولا تنزل شيئا. بالطبع، هذه المرة يتعلق الامر بنا.
لا حاجة لان نتفاجأ من التطورات وذلك ايضا لان مخطط التسوية يضعه ثلاثة من مستشاري الرئيس: المبعوث الخاص جيسون غرينبلت، صهره ومستشاره جارد كوشنير، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان. كلهم أميركيون من اصل يهودي، مؤيدون لإسرائيل بشكل عام واليمين الاستيطاني بشكل خاص. فلماذا إذن سيصدق الفلسطينيون بانهم يمكنهم أن يكونوا "وسيطا نزيها"؟.
ولكن هذه ليست فقط مشكلة فكرهم ومنبتهم. فالثلاثة عديمو التجربة في ادارة النزاعات الدولية، ومن الصعب التصديق بانهم مناسبون لدفع المفاوضات في نزاع معقد كهذا مثل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.