كنا وما نزال نستخدم في الصحافة الرياضية مصطلحا بات دارجا حتى على لسان اللاعبين والمدربين والإداريين والجماهير، وهذا المصطلح يعبر عن الخسارة في بعض الحالات بأنها "مشرفة"، رغم أن الخسارة هي خسارة مهما كبرت أو صغرت نتيجتها.
لا يمكن نكران أن المنتخبات والأندية الأردنية كانت سابقا "تهلل" حين تخسر بفارق هدف أو هدفين مع منتخبات أو فرق تصنف على أنها كبيرة، بعد أن كانت تتعرض أمامها لخسائر كبيرة بل و"هزائم" ثقيلة، وحين يتحقق التعادل وليس الفوز فحسب، تجد الفرحة كبيرة ويوصف ذلك بأنه "إنجاز مشرف".
وحتى نكون عادلين ومنصفين، فإن مشاركة الوحدات الحالية في دور المجموعات بدوري أبطال آسيا، كانت تحتمل احتمالين بنظر المتابعين؛ أولهما تعرض الفريق لخسائر قاسية، قياسا بمستوى فريق الوحدات والفرق المنافسة له على حد سواء، فيما كان الاحتمال الثاني يشير إلى أن فريق الوحدات قد يفاجئ منافسيه ويحقق نتائج إيجابية تخلط أوراق المجموعة وتترك ذكرى طيبة في نفوس أنصار الفريق.
التحفظ الدفاعي المبالغ فيه والتنظيم الدفاعي المحكم، الذي يعتمد على إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المرمى، يعد نهجا يقوم به كثير من المدربين العالميين، وربما يكون المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو هو الأشهر في اتباع نهج "اصطفاف الحافة"، من خلال تكديس أكبر عدد من اللاعبين أمام المرمى لمنع تسجيل الأهداف، وهذا الأسلوب قد يأتي بنتائج إيجابية على حساب المستوى الفني، ويترجم بالمقارنة في نسب الاستحواذ على الكرة بين الفريقين المتباريين.
في مباراته الأولى، نجح الوحدات في الخروج بنقطة ثمينة بعد تعادل سلبي مع النصر السعودي، لأن الوحدات فرض أسلوب "قتل اللعب"، وعدم ترك المجال أمام الفريق المنافس لفرض أسلوب لعبه وإدارة المباراة كما يحلو له، وكاد الأمر أن يتكرر مع فريق فولاذ الإيراني، لكن الدقيقة قبل الأخيرة من زمن الشوط الأول حملت هدف المباراة الوحيد للفريق الإيراني من ركلة جزاء، بعد سيطرة مطلقة ترجمتها القراءات الرقمية، التي أشارت إلى هيمنة فريق فولاذ على الكرة واستحواذه عليها بنسبة زادت على 75 % أحيانا، والأغرب من ذلك أن فريق الوحدات لم يسدد كرة واحدة على المرمى الإيراني أو خارجه حتى نهاية الشوط الأول.
الوحدات دفع ثمن مبالغته بالدفاع، و"احترامه الزائد" أو "خوفه" من الفريق الإيراني، لأن الأخير استنفد مجهوداته في آخر 20 دقيقة من زمن المباراة، وعندما تحرر الوحدات من "قيوده" الدفاعية وهاجم مرمى فولاذ سنحت له فرص عدة لتغيير النتيجة، وأصبح أداؤه مقبولا بشكل أكبر من قبل المتابعين رغم الخسارة في نهاية المطاف.
مرة أخرى، التوازن في الشقين الدفاعي والهجومي مطلوب، و"احترام" قدرات الخصم مسألة لا خلاف عليها، لكن التموضع في المناطق الخلفية لأطول زمن ممكن بحثا عن هدف يمكن أن يصيب مرمى المنافس من خلال هجمة مرتدة، أمر لا يمكن التعويل عليه دائما، فكما يقال "ليس في كل مرة تسلم الجرة".
قد يقول قائل "أن لا تلعب وتكسب، أفضل من أن تلعب وتخسر"، ولكن عندما لا يلعب الفريق ويخسر، فتلك يمكن اعتبارها "خسارة مزدوجة".
ما يزال بإمكان فريق الوحدات التعويض، ومباراته المقبلة أمام السد القطري يوم بعد غد الثلاثاء، يفترض أن تظهر الصورة الحقيقية لممثل الكرة الأردنية.
اضافة اعلان