لوكاس.. وحدود جابر!

تباينت المعلومات الواردة بشأن تحديد مصدر العدوى والإصابة بفيروس كورونا، التي أصابت ثمانية من لاعبي وإداريي فريق الفيصلي، ما أدى إلى تعليق دوري المحترفين لمدة 14 يوما، وترك مصيره أقرب إلى الإلغاء في ظل معطيات واضحة ومطالبات بعض الأندية بذلك، وإن كانت أسباب تلك المطالب تشكل خليطا من الخوف، سواء من ازدياد حالات الإصابة بـ"كورونا"، أو من ازدياد نتائج المباريات سوءا، بالنسبة للفرق التي ترغب في المنافسة على اللقب والأخرى الساعية لتجنب الهبوط، وإن كان دعم "فيفا" المنتظر قد يغير اتجاه الأفكار ويبقي على الدوري.اضافة اعلان
أول من أمس، أصدر النادي الفيصلي بيانا رسميا يتوعد فيه محترفه البولندي لوكاس باتخاذ إجراءات بحقه لمخالفته بنود العقد، ورافضا الاتهامات التي وجهها اللاعب وزوجته على مواقع التواصل الاجتماعي للنادي الفيصلي والمنظومة الصحية الأردنية، وزعما فيها أن اللاعب كان مصابا بالفيروس منذ 12 يوما "قبل الإعلان الرسمي عن إصابته الخميس الماضي"، ولعب مباراتين أمام فريقي الحسين إربد وسحاب بالدوري، وكان حرا طليقا يتجول بين الناس ويخالطهم بشكل طبيعي.
هذه الاتهامات "إن صدقت" تشير بطريقة أو بأخرى، إلى أن اللاعب ظهرت عليه أعراض المرض خلال المباراة أمام الحسين إربد يوم الاثنين 10 آب (أغسطس) الحالي، وأنه من تسبب بنقل العدوى لزملائه، نتيجة عدم إخضاعه للفحص الطبي ومن ثم العزل في حال اكتشفت إصابته، كما تشير إلى وجود خلل في تطبيق البروتوكول الصحي سواء من قبل النادي أو الاتحاد، وتؤكد ضرورة إعادة النظر بتلك الإجراءات المتبعة في حال تم استكمال الدوري.
ولكن ثمة أسئلة.. كيف عرفت زوجة لوكاس أن زوجها كان مصابا بالفيروس قبل 12 يوما؟.. هل كان يعلم أنه مصاب بالمرض ولم يخبر ناديه وهل أجريت له فحوصات وماذا كانت نتيجتها؟.
الفرضية الأخرى "إن صدقت هي الأخرى" تشير إلى حدوث إصابة بين أحد الإداريين المخالطين لمصاب في أحد فنادق العاصمة، وهذا المصاب تلقى العدوى من مصاب آخر في حدود جابر، حيث تسبب في نقل العدوى لبقية زملائه في فريق الفيصلي.
إذن، فإن مصدر إصابات لاعبي الفيصلي حائر بين اللاعب لوكاس و"حدود جابر"، وبغض النظر عن أي متسبب بتلك الإصابات للاعبين والإداريين، الذين نسأل الله أن يمن عليهم بالشفاء العاجل والصحة والسلامة، فإن تلك الإصابات تستدعي من اللجنة الأولمبية أن لا تقف مكتوفة اليدين وتراقب ما يجري عن بعد، من دون أن تتواجد في أماكن المباريات والتدريبات للمنتخبات والأندية على حد سواء.
وفي الوقت ذاته، فإن الاتحادات الرياضية والأندية مطالبة بالتنسيق مع الجهات الصحية الحكومية لتكرار الفحوصات في مواعيد مناسبة تكفل الاطمئنان بشكل دوري على صحة وسلامة أركان المنظومة الرياضية، وتمنع احتكاك الجماهير بهم، لاسيما في التدريبات، التي طالما اختلط فيها الحابل بالنابل.
من المهم معرفة مصدر العدوى لاحتواء المرض وتضييق حدود انتشاره، والمهم أيضا أن نضمن استمرار مصدر رزق الناس من ممارسة النشاط الرياضي ونحافظ على صحتهم وحياتهم في الوقت ذاته، وهذا لا يتم الا بتطبيق الإجراءات الصحية بشكل سليم… نسأل الله الصحة والسلامة للجميع من هذا الوباء.