"لولاكِ": مشروع يسعى لتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في العمل

شعار مشروع "لولاك" - (من المصدر)
شعار مشروع "لولاك" - (من المصدر)

منى أبوحمور

عمان- يسعى مشروع “لولاكِ” إلى تمكين المرأة الأردنية من المشاركة في سوق العمل، وفق مؤسسة المشروع  المدير العام للمركز الوطني للثقافة والفنون لينا التل، ويبحث المشروع وراء الأسباب الحقيقية لعزوف المرأة الأردنية عن العمل.اضافة اعلان
فريق “لولاكِ” عمل دراسة مسحية بالتعاون مع مركز المعلومات والبحوث، وبناء على النتائج انطلق المشروع في العام 2014 بعمان بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، ليبدأ التركيز حول العقبات التي تواجه المرأة الأردنية بشأن المشاركة الفعّالة في سوق العمل.
وتؤكد التل على انتشار ظاهرة التمييز الجندري بالحقوق والواجبات في مجتمع ذكوري تسوده النظرة الذكورية السلطوية ما يساهم في تعطيل عجلة التنمية الاجتماعية. وضمن هذا التوجه وجدت التل أن مشاركة المرأة ضئيلة على الرغم من وجود جهود من قبل الدولة ومؤسسات المجتمع التي تعمل على تعزيز زيادة نسبة مشاركة المرأة في كافة المجالات، الأمر الذي دفعها للعمل على تنفيذ مشروع لتمكين الشباب والشابات تحت عنوان “توازن”، وذلك بمشاركة السفارة النرويجية.  وقامت بصياغة “لولاكِ” رانيا قمحاوي، واستطاع المشروع ومن خلال الدراسة إثبات عدم وجود مواصلات آمنة للمرأة، وعدم تأمين الحضانات وتدني أجور النساء مقارنة بالرجال وراء تدني نسبة مشاركتها وهو ما تناولته “لولاك” في عمل مسرحي تحت عنوان “أكون ولا أكون” بأسلوب كوميدي يبرز أهمية مشاركة المرأة بسوق العمل.
ويهدف المشروع الى توعية أبناء المجتمع الأردني حول العقبات التي تواجه المرأة الأردنية بشأن المشاركة الفعّالة في سوق العمل، من خلال إطلاق الحملة الإعلامية للمشروع تحت شعار “انت قدها” يتبعه تقديم عرض لمسرحية تفاعلية بعنوان: “أكون أو لا أكون”.
وجاء اختيار اسم المشروع لولاك في جلسة عصف ذهني لفريق المسرح الوطني التفاعلي الذي قام بعرض مسرحية “أكون أو لا أكون” في ست جامعات في عمان ومن ثم تم اختيار عشرين طالبا وطالبة لديهم الرغبة في العمل الفني وتم تدريبهم حول كيفية إعداد مشاهد تفاعلية تحاكي الوضع في المجتمع.
وتلفت التل إلى قيام لولاك بعمل “tv spot”، مع مجموعة من الفنانين والإعلاميين تم عرضها على التلفزيون الأردني ورؤيا لتعزيز مكانة المرأة ومشاركتها، فضلا عن إنتاج أغنية راب تحمل عنوان “قرارك”.
تقول “أصبحنا ومن خلال لولاكِ نبحث عن نساء رائدات ونسلط الضوء عليهن”، مؤكدة الأثر الإيجابي الذي أحدثه هذا المشروع على حياة النساء، سيما وأن هناك الكثير من الناس لا يعلمون بوجودهن وإبداعاتهن. وتردف أن وجود أي مجتمع آمن ومتطور لابد أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها وأن تحصل على العدالة حتى تتمكن من إنشاء جيل سوي ومستقر نفسيا.
ويقوم المركز الوطني للثقافة والفنون بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع “تمكين المرأة من المشاركة في سوق العمل” لمدة ثلاث سنوات في إربد بالتعاون مع بلدية إربد تعرض من خلالها المسرحيات في جامعة العلوم والتكنولوجيا، جدارا، إربد الأهلية وجامعة اليرموك، في حين سيتم تنفيذها في العام 2016 في محافظة العقبة بالتعاون مع سلطة إقليم منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة. كما سيقوم المركز الوطني للثقافة والفنون بعقد ورشات عمل تدريبية حول استخدام تقنيات المسرح للتوعية حول قضايا اجتماعية واسلوب المناظرة ومهارات الاتصال للشباب والشابات من الفئة العمرية 18 – 30 عاما. ونتيجة لهذا المشروع سيتم تشكيل فرقة مسرحية في كل محافظة من قبل المشاركين، حيث تعرض مشاهد مسرحية للمجتمع المحلي حول قضايا تهم المرأة ومشاركتها في سوق العمل.
وتشيد التل بالدور الكبير والجهود المبذولة التي يقوم بها فريق التسويق الرقمي في شركة تاكتكس بحملة “إنت قدها” على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر وانستغرام، حيث يسلط الضوء على المبادرات والأنشطة المحلية وتعزيز معرفة الناس بها، كما تلقي الضوء على أهم القضايا التي تتعلق بتمكين المرأة وتعزيز صورتها وتشجيع الناس على التعامل مع المرأة بوصفها جزءا لا يتجزأ من المجتمع.
وتقول “استطعنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن نجعل حملة لولاك جزءا من النشاطات والأحداث المحلية والعالمية”، حيث تم العمل على أكثر من حملة على سبيل المثال: الحملة التي تحدثت عن الأردنيات اللاتي لمعن في مهن كانت حكرا على الرجال، والحملة الخاصة باليوم العالمي للكتاب التي تم تسليط الضوء من خلالها على مسيرة عدد من الكاتبات الناجحات سواء أردنيات أو عربيات، بالإضافة إلى الكاتبات اللاتي تميزن على المستوى العالمي، وحملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة والتي شارك فيها عدد من الشخصيات المحلية البارزة من الجنسين.
 كما أن حضور الحملة اللافت على مواقع التواصل الاجتماعي، والحرص على العمل على محتوى مميز مكنها من إقامة عدد من الشراكات الإعلامية وغيرها، فتضافر الجهود حول هذه القضية يعد أحد أهداف حملة لولاك. وتؤكد التل أن وجود مثل هذه المشاريع له دور كبير في نشر التوعية، إلى جانب الإعلام بكافة أشكاله، وقد ساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي وكسب التأييد للعديد من القضايا، بحيث يشكل قوة ضاغطة من أجل التغيير.
وتشدد على ضرورة التركيز على التعليم وتعزيز دور المرأة ومكانتها في المناهج التعليمية وأن حصولها على حياة كريمة هو سبب في نهضة المجتمع، مؤكدة أن إنشاء جيل واع ومتفهم لحقيقة التوازن بين الرجل والمرأة أمر في غاية الاهمية، مستشهدة بالقول المأثور “العلم في الصغر كالنقش في الحجر”.
ويسعى المركز الوطني للثقافة والفنون ومنذ تأسيسه العام 1987 إلى إنتاج أعمال تحاكي قضايا المجتمع والإنسانية وتعكس التحديات التي تواجهها المرأة الأردنية على كافة الأصعدة.

[email protected]