لو ؟!


أبيش إلها كم يوم .. فقد استقال قبل فترة وزيرة البيئة الفرنسي ، مع أنه لو تلف كل فرنسا لن تشاهد بكم ديزل بدّخن ، والشوارع هناك أنظف من صالون دارنا ، ومياه الأنهر أنقى من مياه الكولر في منازلنا ، ومع ذلك استقال الوزير فقط لأنه يشعر أنه يعمل لوحده في مواجهة التحديات البيئية ، طبعا التحديات البيئية التي يتحدث عنها قد تكون تسلل بعوضة عبر الحدود، بينما في الأغوار عدد الذباب الذي يشاركك كاسة الشاي أكثر من عدد سكان فرنسا ووزير البيئة لدينا لم يتحدث في حياته عن وجود أي  تحديات بيئية ! اضافة اعلان
في الولايات المتحدة ، حيث أفضل مكان في العالم للرعاية الصحية .. وأصبحت عمليات القلب المفتوح بالنسبة لهم أسهل  من عملية فتح حبة البوملي ، والممرضة تعامل المريض احسن من معاملة زوجته  ، والأدوية متوفرة أكثر من البطاطا ،  ومع ذلك استقال وزير الصحة بعد أن استخدم طائرات خاصة في أداء مهام عمله .. في بلادنا لم نعد نبحث عن الرعاية الصحية ، ولا السؤال عن توفر الأدوية .. فقط نرجوهم أن يسلمونا المرحوم الذي يخصنا، وكل من فجع بوفاة قريب أصبح مطلوب منه أن لا يتركه لثوان أو أن ينام بجانب ثلاجته .. 
إن كنّا غير قادرين على تسليم مرحوم بالله عليكم كيف نثق برعايتكم الصحية ونسلمكم مريضا حتى لو كان يعاني من الأنفلونزا ؟ فمن السهل جدا أن يدخل إلى العمليات بدل مريض قلب، بعد أن تحضروا ويكون مريض القلب في التواليت ، فتعتقدوا أن مريض الانفلونزا هو المقصود ويصبح في خبر كان  !
في اليابان ، حيث زجاج  العمارات والأبراج أصبحت لا تتأثر حتى بالزلازل ، ورغم أنها مناطق أعاصير لم تعد تنقطع عنهم حتى الكهرباء  .. ومع ذلك استقال وزير الإعمار بسبب كلمة حيث قال : أنه كان من الأفضل أن يضرب زلزال منطقة في الشمال الشرقي بدلا من أن يضرب المناطق القريبة من طوكيو .
في الأردن أي زخة مطر تستمر لدقائق معدودة ، يصبح السمك في وادي الحدادة أكثر من السمك في المحيط الهندي.. ويصبح الوصول إلى مبنى وزارة المالية بحاجة إلى فريق غطس .. بينما اذا غطت غيمة سماء عمان تنقطع الكهرباء وشبكات الانترنت وحتى القضامة تنفقد من الأسواق .. ومع ذلك لا يستقيل المسؤول حتى لو أصبحت عمان جزيرة من جزر المالديف !
بعد الساعة الحادية عشرة تجد أن معظم طلاب المدارس أصبحوا في الشوارع ، لو كان ذلك في السويد لبكى وزير التربية والتعليم قبل أن يستقيل لأنه لم يقنع الطلبة بحب المدرسة ، في الأردن لو لم يداوم المعلمون ولا الطلبة لما استقال الوزير حتى لو لم يبق في المدرسة إلا الحارس !
لو حصل خطأ في تسليم الجثث في سويسرا ، لتم اعتقال نصف أعضاء مجلس الوزراء ومنعهم من السفر  لحين تحديد المتسبب بوقوع مثل هذه الكارثة ، في الأردن لو تم تسليمك بدل المرحوم كيس أرز لما تم اعتقال حتى مسؤول الغسيل في المشرحة ! 
حين يكلف السد عشرات الملايين ولا يتم تركيب كاميرات على جسم السد ببضعة دنانير حتى نراقبه عن بعد في حال الفيضانات ، لو حصل ذلك في بنجلادش لانتحر وزير المياه والري من أعلى جسم السد !
مايحدث في الأردن من كوارث بسبب سوء الإدارة و التخطيط لو حصل في بلاد أخرى تحترم مواطنيها لطلب منهم أن يكتبوا وصيتهم بدل استقالتهم !