ليبيا: غارات جوية على طرابلس و"الصليب الأحمر" يحذر من كثافة المعارك

Untitled-1
Untitled-1
طرابلس- أعلنت السلطات التابعة لحكومة الوفاق الوطني أمس الأحد، مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرين آخرين في طرابلس، ونسبت هذه الغارات إلى قوات المشير خليفة حفتر التي تشن هجوما على العاصمة الليبية. وأعلن المسؤول الإعلامي في وزارة الصحة أمين الهاشمي، عن "سقوط أربعة قتلى وأكثر من عشرين جريحا تم نقلهم إلى مستشفى أبو سليم العام"، مؤكدا أن "العدد مرشح للارتفاع بعد الانتهاء من حصرهم". وقال مصدر عسكري في قوات حكومة الوفاق الوطني، إن "مواقع عدة تعرضت لقصف جوي في وقت متأخر من السبت ما تسبب في سقوط عدة ضحايا من المدنيين" . وحول المواقع المستهدفة، أوضح أن "معظم الضربات استهدفت مناطق في بلدية أبو سليم" لكنها لم تصب "مواقع عسكرية" . وتتهم حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج، المشير حفتر باللجوء إلى طائرات أجنبية لشن هذه الغارات، بدون أن تحدد جنسيتها. وقال مهند يونس المتحدث باسم حكومة الوفاق، في بيان وزع على وسائل الإعلام إن "هذا المجرم يغطي هزائمه وانكسار جنده على أسوار طرابلس بالاستعانة بطيران أجنبي لقصف المدنيين العزل داخل المدينة". وأضاف أن حكومة الوفاق الوطني، "تحمّل البعثة الأممية ومجلس الأمن مسؤولية سكوتهم تجاه ما يقوم به حفتر من قصف للعاصمة"، مؤكدا "مطالبة الحكومة الكشف عن حقيقة هذه الطائرات التي تدعم حفتر في عدوانه على طرابلس". وفي نفس السياق، تعرّضت العاصمة الليبيّة طرابلس لغارات جوّية مساء السبت، وفق ما أفاد صحفيّون في وكالة فرانس برس وسكّان في المدينة. ولم تُحَدّد المواقع الدّقيقة لتلك الغارات. لكنّ صحفيّين في فرانس برس بوسط العاصمة سمعوا بين الساعة 23,00 ومنتصف الليل بالتوقيت المحلّي دويّ انفجارات ضخمة عدّة ترافقت مع هدير طائرات في السّماء. وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس الماضي، عن قلقها إزاء تكثف المعارك في ليبيا وتدهور الوضع الانساني في نواحي طرابلس حيث "تتحول مناطق سكنية تدريجيا إلى ساحات معارك". وطلبت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا من مجلس الأمن الدولي، إرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق في ما قالت انها هجمات ضد مدنيين في طرابلس. من جهة ثانية، أرجأت ثلاث بلديّات في غرب ليبيا، إلى أجل غير مسمّى، الانتخابات البلديّة التي كان مقرّرًا إجراؤها السبت، بسبب الوضع الأمني و"الانقسامات السياسيّة" في البلاد، بحسب ما قال مسؤولون محلّيون. وكان مقرّرًا السبت انطلاق عمليّات الاقتراع في أربع 4 بلديّات (صبراتة وصرمان والحرابة وسبها) في غرب ليبيا وجنوب غربها. ولم تفتح مراكز الاقتراع في المدن الأربع، باستثناء بعضها في سبها. ويشهد جنوب العاصمة الليبيّة اشتباكات عنيفة منذ ذلك التاريخ بين قوّات حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر. وأدّت المعارك إلى مقتل 278 شخصًا على الأقلّ وإصابة 1332 ونزوح 38900 آخرين، حسب الأمم المتحدة. من جهة ثانية، أعلنت المؤسّسة الوطنيّة للنفط الليبيّة الأول من أمس، أنّ إيرادات النفط ارتفعت في آذار(مارس) متجاوزةً 1,5 مليار دولار، غير أنّها أبدت في الوقت نفسه قلقها من "التهديد الجدّي" للنزاع الحالي في البلاد. وتُمثّل هذه الأرقام ارتفاعًا بنسبة 20 % مقارنةً بشباط (فبراير). وقال رئيس مجلس إدارة المؤسّسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، في بيان "نرحّب بعودة الإيرادات الشهريّة إلى المستويات المعتادة من خلال الأرقام المسجّلة خلال شهر آذار (مارس)". وبحسب بيان للمؤسّسة الوطنيّة للنفط "يُعزى هذا الارتفاع في إيرادات شهر آذار (مارس) بشكل أساسيّ إلى رفع حالة القوّة القاهرة عن حقل الشرارة النفطي يوم 4 آذار (مارس) 2019، وذلك بعد انتهاء الإغلاق المسلّح الذي دام ثلاثة أشهر بأكملها في الحقل". ويقع حقل الشرارة في منطقة أوباري التي تبعد نحو 900 كلم جنوب طرابلس، وهو أحد أكبر الحقول النفطيّة في ليبيا وينتج 315 ألف برميل يومياً من أصل أكثر من مليون برميل هو إنتاج البلاد الإجمالي، وفق المؤسّسة. غير أنّ صنع الله، قال إنّ "القتال الذي اندلع مؤخّرًا يشكّل خطرًا على عمليّاتنا، ويهدّد كلّاً من الإنتاج والاقتصاد الوطني". كما أعربت المؤسّسة، عن "قلقها البالغ إزاء الخطر الذي يهدّد منشآت الطاقة الوطنيّة". وقالت إنها "تستنكر المحاولات الرامية إلى استخدام مرافق المؤسسة ومعدّاتها لأغراض عسكرية"، مطالبةً "بالوقف الفوري للأعمال القتالية".-(أ ف ب)اضافة اعلان