ليث القاسم: لا تخافوا من التغيير واستمروا بالتعلم

عمان-الغد- قال مدير عام الصندوق الأردني للريادة، ليث القاسم، إن الشخص هو من يجد المال، وليس المال من يجد الشخص.
وبين القاسم، خلال جلسة لحملة قادة الأعمال، التي تنفذها مؤسسة "إنجاز" عبر الانترنت، بسبب ظروف جائحة كورونا، أنه يلخص حياته بالفضول، وحب التعلم، وعدم الخوف من التغيير.اضافة اعلان
وقال القاسم "بدأت دراستي في عمان، وفي العام 1979 درست هندسة الميكانيك في جامعة ميشغان في أميركا، وبعد التخرج، عملت في شركة هيوز لانظمة الدفاع الجوي وعملت مهندس على أنظمة الدفاع الجوي لمصر والسعودية".
وأضاف القاسم، أنه على الرغم من إكماله عاما كاملا في العمل، إلا أن أول أربعة أشهر كان متشوقا، وتعلم الجديد، ثم باتت مهنة لا جديد فيها، وتأكد بعد ذلك أن الهندسة لا جديد فيها، فتركها والتحق بالجامعة من جديد لدراسة ماجستير إدارة الأعمال، والاستثمار أيضا في أميركا.
ويضيف "بعد عامين من الدراسة، وجدت أن العودة إلى الأردن أكثر جدوى بالنسبة لي، وعملت بداية في ترميم المحركات في شركة الملكية الأردنية، وذلك في أول قسم هندسي للطيران في الشرق الأوسط، كنت مسؤولا عن تسويق الخدمات الفنية، سافرت لدول عربية وعالمية".
وأشار القاسم، إلى أنه بدأ تسويق القسم الهندسي في بعض البلدان، وذلك لحثهم على إرسال قطع الطيارات التي تحتاج لصيانة إلى الأردن، فتعاقد مع الطيران السوداني والليبي والعراقي، خلال تلك الفترة.
القاسم شعر بالملل مرة أخرة "فلا شيء يتغير، وليس هناك جديد أشعر أني سأتعلمه في هذا المجال"، غير وظيفته إلى مجال البنوك، وكان مساعد مدير في البنك العربي الأردني للاستثمار، في دائرة الاستثمار، ترك الوظيفة بعد عام كامل، حتى لا يؤخذ عليه تغيير وظيفته كل فترة قصيرة.
ويذكر "عند العمل في البنك، خلال شهرين عرفت أنه ليس لي على الإطلاق، وأن العمل المتطور والحديث الإيجابي هو مكاني، فاكتشاف الذات وما يريده الفرد والسعي للنجاح هو المهم، فالتعليم الذي يحصل عليه الفرد يجب أن يشكل إضافة نوعية له".
والتحق القاسم بشركة جديدة وهي المجموعة الأردنية للتكنولوجيا، وعمل فيها 15 عاما، وكانت تعنى بتمويل رأس المال المغامر، وهي أول شركة عربية تعمل في هذا المجال، وتمنح تمويلا للريادي بعد تقييم فكرته، يتراوح بين 4 و190 ألف دينار.
وبين القاسم، أن هذه الوظيفة من أكثر الوظائف التي عمل بها، متعة وتجددا، وكانت الشركة تعمل في مجال الانيميشن، و"عملنا في مجال سموم الأفاعي بما يجدي نفعا لأدوية الجلطات الدموية، بعد ذلك أسسنا استديو للموسيقى والإعلانات ثلاثية الأبعاد، بعد دراسات مالية عدة".
وبعد 15 عاما، أسس القاسم شركة اسمها "الاستشاريون العرب لتنمية الأعمال"، ومن أول أعمالها كان التدريب على التفكير الابتكاري، وكان الهدف الرئيسي من تأسيسها هو الدخول في مجال الاستشارات "لأنني أحب التعلم، وأمل من الروتين".
ومنذ 2003 لغاية اليوم "أصبح لدينا شركات ومؤسسات مانحة، وعملنا في الخليج والجزائر واليمن، وفي العام 2007 أدرت مشروعا تابعة لوكالة الإنماء الأميركية (usaid)، لمدة أربعة أعوام، ثم عدت للاستشارات، وفي العام 2019 أصبحت مدير عام الصندوق الأردني للريادة، وهو شركة خاصة في مجال الاستثمار"، ومن أهداف الصندوق تأسيس 9-12 صندوقا استثماريا في الأردن، لدعم المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، إضافة الى تدريب وتأهيل الرياديين ودعم حاضنات ومسرعات الأعمال. وأشار إلى أن الهدف من الصندوق أن يجد الريادي ما يريده، واليوم بعد عامين "حققنا إنجازات عظيمة، وفي طور تأسيس 10 صناديق استشمار". وقال القاسم "يجب أن يفهم الناس أن الاستثمار له أبعاد عدة، في حين أنه اقتنع أن أهم مجال هو الاستشارات المالية والهندسية، وطوال حياته كان لديه فضول عال، للبحث عن كل ما هو جديد".
وعاد القاسم بالطلاب، إلى العام 1989 عندما صمم أول سيارة اسمها "بادية1" كل ما فيها أردني مع مجموعة من الأردنيين، وهي سيارة عسكرية، وفي العام 1997، "صمننا فئة أخرى اسمها بادية2".
وتحدث القاسم عن دراسة نشرت العام 1993، تضمنت أن حجم المعلومات في الفترة 1945-1993، كان كما هو، لكن بعد ذلك تضاعفت هذه المعلومات، ما يعني أن العلم لا ينتهي والتطور ومواكبة التغيير أمر واجب؛ حيث إن كل 18 شهرا يتطور العلم ويصبح ما قبله قديما.
يذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحد برامج مؤسسة "إنجاز" التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها "إنجاز" للعام الثالث عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن LEAP التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلامية مع صحيفة الغد وراديو هلا.