ليست ذات قيمة فنية ولكن..

قد لا تكون المباراة أمام منتخب جنوب السودان، المقررة عند الساعة 8 مساء يوم غد على ستاد خليفة الدولي في الدوحة، ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العرب "فيفا قطر 2021"، ذات قيمة فنية قياسا بالتصفيات الآسيوية المزدوجة، التي خرج "النشامى" من "مولدها" من دون "حمص أو فول حتى". لكن هذه المباراة بـ"تاريخيتها" مع جنوب السودان، الذي لم يسبق أن التقى منتخبات من خارج أفريقيا منذ تأسيس اتحاد بلاده في العام 2011، تعد أيضا مهمة للخروج بنتيجة معنوية تعوض شيئا بسيطا من "الهيبة" المفقودة، وتعزز بعضا من المعنويات التي تحطمت بفعل النتائج السلبية والكارثية في التصفيات المزدوجة. هذه المباراة مؤهلة إلى نهائيات كأس العرب، بحيث سيلعب "النشامى" - في حال تأهله - ضمن المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات السعودية والمغرب و"الفائز من لقاء فلسطين وجزر القمر يوم الخميس المقبل"، وتعد فرصة للحصول على مكتسبات مالية وأخرى معنوية للاتحاد الأردني والمنتخب الوطني، وتحضيرا للمرحلة المقبلة من التصفيات الآسيوية. بالطبع، ستكون المباراة الأولى للمنتخب الوطني مع المدرب الجديد القديم في ذات الوقت عدنان حمد، الذي عبر عن سعادته بثقة الاتحاد، مؤكدا أن قيادة "النشامى" مسؤولية كبيرة، ويسعى لتحقيق تطلعات الاتحاد والجماهير الأردنية، باستعادة المكانة المرموقة للمنتخب، والبناء على المكتسبات التي تحققت في السنوات الأخيرة. ثمة حالة من الاحباط تعيشها أسرة كرة القدم الأردنية.. منتخبات متراجعة الأداء والنتائج، وأندية غارقة في المشاكل الإدارية والمالية، ولاعبون محبطون من الحالة التي يعيشون فيها، ومدربون ينظرون بحسرة إلى ما يجري حولهم، عندما يشاهدون المدربين الأجانب يحصلون على أرقام "فلكية" رغم تواضع قدراتهم وسيرتهم الذاتية، فيما يحصلون على مبالغ قليلة ويخضعون لفترة اختبار قصيرة لا تشكل "الفرصة الكاملة". إقصاء البلجيكي فيتال ومساعده ستيفاني لا يجب أن يكون بمثابة "حبة مسكن"، وليس الحل الأوحد للخروج من دوامة الإخفاق المونديالي، بل يجب أن ينظر إليه كأحد القرارات المهمة التي تم اتخاذها، على أن تتبعها قرارات أخرى أكثر أهمية تصوب مسيرة الكرة الأردنية، بدءا من حل مشاكل الأندية التي تمثل القاعدة الصلبة للعبة، وتوفير الظروف الإيجابية لإشهار رابطة أندية دوري المحترفين حتى لا تبقى "حبرا على ورق" إلى أجل بعيد، ووصولا إلى مجلس إدارة كفؤ ومؤهل قادر على قيادة اللعبة وتجاوز العقبات وإكتساب ثقة مختلف أركان الكرة الأردنية، من خلال تعيين وانتخاب الأكفأ وليس الأكثر موافقة على القرارات. الاعتقاد بأن طي صفحة "فيتال وجماعته" هو الحل سيكون خاطئا، والاعتقاد كذلك بأن المدرب عدنان حمد يملك عصا سحرية سيكون وهما، لأن نجاحه أو فشله سيكون مرتبطا بعدة عوامل قد يكون الحظ أحدها، لذلك دعونا أولا نعود إلى الطريق الصحيح أو حتى نقطة البداية، قبل التفكير في الحد الذي يمكن أن نصله مع هذا المدرب، فيما إذا كان أبعد من الملحق الآسيوي" أو غير ذلك.اضافة اعلان