- انظروا وسترون، فلا بد أن هذا سيحصل. ذات يوم سيأتي ليوجه حتى لأفيف كوخافي الوصف بانه يساري. هذا لن يكون نتنياهو، بل مواصلو طريقه في الليكود، ولكن اذا ما حلت اللحظة مثلما حصل للكثيرين من قبله، فإن رئيس الاركان بالفعل سيقرر نزع بزته ودخول السياسية. هذا ما ينتظره هو أيضا.
لماذا؟ لأن هكذا يعمل النظام. "انت لا تفهم في السياسة"، اقتبست زميلتي سيما كدمون ما قاله في حينه نتنياهو لرؤوفين رفلين الذي دهش من طلبه ان يلصق برئيس اركان آخر، امنون ليبكين شاحك الراحل، وُصف بـ "اليساري" حين نافس نتنياهو على رئاسة الوزراء. فمحاولة وصم خصومهم اليساريين بلقب "اليساري" تأتي لتشويش الحدود بين السياسي وغير السياسي والقول: كل شيء سياسي. ولكنه ليس كذلك.
شواهد القبور في المقابر العسكرية لا يظهر لقب "اليساري"، لان الجنود والجنديات – وعلى رأسهم رؤساء الاركان – يخدمون القيادة السياسية والدولة. وهم يطبقون فكر الحكومة – يمينا كان ام يسارا. وعليه، فقد حان الوقت للكف عن هذه الحيلة الحقيرة لإلصاق لقب "اليساري" لكل من يهدد حكم نتنياهو. - ولكن هذا ليس هو وحده. فقد طلب من ميري ريغيف هذا الاسبوع التعقيب على حجة خرجت من بلفور في أن غيئولا ايفين ساعر، زوجة جدعون ساعر هي "يسارية متطرفة". ريغيف لم تحتج بل العكس، اطلقت الرسالة "ساعر غادر الليكود والان يحاول العودة". غير انه لم يغادر الليكود ابدا وكان هناك قبلها بكثير. من ساعد ريغيف على شق الطريق في الحزب، بالمناسبة، كان ساعر اياه. وعلى ذلك قيل: في السياسة لا يوجد اصدقاء.
- الطلب المتصاعد في أميركا للإطاحة بترامب لم يعد مجرد طلب من معارضيه الديمقراطيين. فجمهوريون محافظون أيضا في حالة فزع من أن يكون من شأن الرئيس ان يحدث اضرارا لا مرد لها بالأمن الأميركي. وعلى سبيل الخلاف، عندنا لم يصخبوا كثيرا بعد أن كشف نتنياهو تفاصيل سرية عن مئات هجمات سلاح الجو ضد اهداف ايرانية في سورية.
ويقول كبير سابق في جهاز الامن إن "نتنياهو يدفعنا لان نفكر بانه في اطار محاولاته ان يخفي عن نفسه التهديد بالإزاحة عن رئاسة الوزراء بسبب الاتهامات المتورط فيها، مسموح له أن يصرف الانتباه إلى النشا ضد الايرانيين. ينبغي الامل بان تحقيقات نتنياهو لا تشوش تفكيره. - الحملة التي دشنت في نهاية الاسبوع في اليافطات الكبيرة في الشوارع وفي الشبكات الاجتماعية مع صور بعض من زملائنا الصحافيين، اولئك المسؤولين عن كشف الادلة في تحقيقات نتنياهو تحت العنوان "هم لن يقرروا" تعبر اساسا عن امر واحد: الخوف. لا شك أن نتنياهو ومقربيه يعيشون حالة قلق- دون صلة بنتائج الانتخابات القريبة – من ان مصيره سيحسم في المحكمة.
اتفق عمليا مع ما تقوله الحملة "هم لن يقرروا": فالإعلام حقا لا يقرر. هو بالإجمال يقوم بواجبه ويشكل وسيطا بين السلطة التنفيذية والتشريعية وبين الجمهور. والمهمة الملقاة عليه ليست التمجيد لمنتخبينا بل اضاءة الزوايا المظلمة حولهم. لا توجد بعد طريقة تضمن النظام الديمقراطي ليست هي وجود الاعلام الحر. ولكن نتنياهو، من يومه الاول كرئيس وزراء، يبذل جهودا عظيمة للقضم من قوة الاعلام. فقد أكثر من تبرير ذلك بحاجة وجود "تعدد الآراء" وسعى لان يمس بالإعلام من خلال "جيبه" ولكن الهدف كان اسكات الخطاب وعدم توسيعه. - كل من يعتقد انه يمكن الوصول إلى وضع "يسكن فيه الذئب مع الخروف" مخطئ. لا يمكن ارضاء نتنياهو. مع نهاية ولايته الاولى في رئاسة الوزراء، حين كان واضحا أن ايهود باراك سيهزمه ألقى نتنياهو بخطاب هجومي ضد الصحافيين ثبت فيه اصطلاح: "هم خائفون". وقد أحب جمهوره الشعار.
في حينه، مثلما هو اليوم، نجح نتنياهو في أن يلاحظ بان الجمهور، او قسم منه على الأقل، لا يهمه حرية الصحافة. ورغم ذلك، فإنني اقترح علينا جميعا الا نخاف على الاطلاق. وأن نواصل القيام بواجبنا دون روع ودون تحيز.
يديعوت أحرنوت
شمعون شيفر
20/1/2019
- انظروا وسترون، فلا بد أن هذا سيحصل. ذات يوم سيأتي ليوجه حتى لأفيف كوخافي الوصف بانه يساري. هذا لن يكون نتنياهو، بل مواصلو طريقه في الليكود، ولكن اذا ما حلت اللحظة مثلما حصل للكثيرين من قبله، فإن رئيس الاركان بالفعل سيقرر نزع بزته ودخول السياسية. هذا ما ينتظره هو أيضا.
لماذا؟ لأن هكذا يعمل النظام. "انت لا تفهم في السياسة"، اقتبست زميلتي سيما كدمون ما قاله في حينه نتنياهو لرؤوفين رفلين الذي دهش من طلبه ان يلصق برئيس اركان آخر، امنون ليبكين شاحك الراحل، وُصف بـ "اليساري" حين نافس نتنياهو على رئاسة الوزراء. فمحاولة وصم خصومهم اليساريين بلقب "اليساري" تأتي لتشويش الحدود بين السياسي وغير السياسي والقول: كل شيء سياسي. ولكنه ليس كذلك.
شواهد القبور في المقابر العسكرية لا يظهر لقب "اليساري"، لان الجنود والجنديات – وعلى رأسهم رؤساء الاركان – يخدمون القيادة السياسية والدولة. وهم يطبقون فكر الحكومة – يمينا كان ام يسارا. وعليه، فقد حان الوقت للكف عن هذه الحيلة الحقيرة لإلصاق لقب "اليساري" لكل من يهدد حكم نتنياهو. - ولكن هذا ليس هو وحده. فقد طلب من ميري ريغيف هذا الاسبوع التعقيب على حجة خرجت من بلفور في أن غيئولا ايفين ساعر، زوجة جدعون ساعر هي "يسارية متطرفة". ريغيف لم تحتج بل العكس، اطلقت الرسالة "ساعر غادر الليكود والان يحاول العودة". غير انه لم يغادر الليكود ابدا وكان هناك قبلها بكثير. من ساعد ريغيف على شق الطريق في الحزب، بالمناسبة، كان ساعر اياه. وعلى ذلك قيل: في السياسة لا يوجد اصدقاء.
- الطلب المتصاعد في أميركا للإطاحة بترامب لم يعد مجرد طلب من معارضيه الديمقراطيين. فجمهوريون محافظون أيضا في حالة فزع من أن يكون من شأن الرئيس ان يحدث اضرارا لا مرد لها بالأمن الأميركي. وعلى سبيل الخلاف، عندنا لم يصخبوا كثيرا بعد أن كشف نتنياهو تفاصيل سرية عن مئات هجمات سلاح الجو ضد اهداف ايرانية في سورية.
ويقول كبير سابق في جهاز الامن إن "نتنياهو يدفعنا لان نفكر بانه في اطار محاولاته ان يخفي عن نفسه التهديد بالإزاحة عن رئاسة الوزراء بسبب الاتهامات المتورط فيها، مسموح له أن يصرف الانتباه إلى النشا ضد الايرانيين. ينبغي الامل بان تحقيقات نتنياهو لا تشوش تفكيره. - الحملة التي دشنت في نهاية الاسبوع في اليافطات الكبيرة في الشوارع وفي الشبكات الاجتماعية مع صور بعض من زملائنا الصحافيين، اولئك المسؤولين عن كشف الادلة في تحقيقات نتنياهو تحت العنوان "هم لن يقرروا" تعبر اساسا عن امر واحد: الخوف. لا شك أن نتنياهو ومقربيه يعيشون حالة قلق- دون صلة بنتائج الانتخابات القريبة – من ان مصيره سيحسم في المحكمة.
اتفق عمليا مع ما تقوله الحملة "هم لن يقرروا": فالإعلام حقا لا يقرر. هو بالإجمال يقوم بواجبه ويشكل وسيطا بين السلطة التنفيذية والتشريعية وبين الجمهور. والمهمة الملقاة عليه ليست التمجيد لمنتخبينا بل اضاءة الزوايا المظلمة حولهم. لا توجد بعد طريقة تضمن النظام الديمقراطي ليست هي وجود الاعلام الحر. ولكن نتنياهو، من يومه الاول كرئيس وزراء، يبذل جهودا عظيمة للقضم من قوة الاعلام. فقد أكثر من تبرير ذلك بحاجة وجود "تعدد الآراء" وسعى لان يمس بالإعلام من خلال "جيبه" ولكن الهدف كان اسكات الخطاب وعدم توسيعه. - كل من يعتقد انه يمكن الوصول إلى وضع "يسكن فيه الذئب مع الخروف" مخطئ. لا يمكن ارضاء نتنياهو. مع نهاية ولايته الاولى في رئاسة الوزراء، حين كان واضحا أن ايهود باراك سيهزمه ألقى نتنياهو بخطاب هجومي ضد الصحافيين ثبت فيه اصطلاح: "هم خائفون". وقد أحب جمهوره الشعار.
في حينه، مثلما هو اليوم، نجح نتنياهو في أن يلاحظ بان الجمهور، او قسم منه على الأقل، لا يهمه حرية الصحافة. ورغم ذلك، فإنني اقترح علينا جميعا الا نخاف على الاطلاق. وأن نواصل القيام بواجبنا دون روع ودون تحيز.