ليس للإرهاب هوية

 ليس للإرهاب هوية. لكن للإرهاب هدف: قتل الأبرياء وترويع الآمنين من دون أي اعتبار لجنسيتهم أو دينهم.

وللإرهاب مرجعية: عقائدية ضلالية عدمية متخلفة. وللإرهاب حلفاء: كل من يروج لهذه العقائدية ويحاول تبرير الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون بحق الأبرياء عرباً كانوا أو غير عرب, مسلمين أو غير مسلمين. تأكد أن تنظيم القاعدة كان وراء الهجمات الإرهابية في عمان.

اضافة اعلان

وثبت أن القتلة الذين استباحوا أمن الاردنيين عراقيون. لكن العراقيين لا يحملون وزر تلك الحفنة من القتلة, تماماً كما لا يحمل الاردنيون وزر جرائم أبي مصعب الزرقاوي. فقد كان الأردنيون ضحايا الإرهاب الأربعاء.

ولا يكاد يمر يوم الا يسيل فيه الدم العراقي على أيدي قتلة لا هوية لهم سوى الوحشية ولا دين لهم سوى الكفر.

الإرهاب عدو الأردنيين وعدو العراقيين وعدو الاسلام وقيمه وعدو كل من يرفض تلك الضلالية التي ينطلق منها الارهابيون.

تلك حقيقة يجب ان تكون اساس الجهد المكثف الذي يجب ان ينطلق على الجبهات الأمنية والفكرية للتصدي للإرهاب فكراً وممارسة.

فقد كان "الأربعاء الاسود" نقطة تحول في الأردن. ولا بد من زيادة الاحتياطات الأمنية بعد أن اثبت الارهابيون أن لا حد لخساستهم ولوحشية ادوات قتلهم.

لكن لا بد أيضاً من اتخاذ موقف واضح صريح صارم في مواجهة الفكر التكفيري الذي يروج له الارهابيون. فالمرحلة تتطلب مواجهة صريحة مع الذات تنتهي بتنقية الفكر الجمعي من أي سوء فهم كان لحق به حول هوية الإرهاب وادواته ومآربه.

ذلك جهد يجب أن ينتشر على امتداد الوطن العربي وعلى مساحة كل الأحزاب والمجموعات والتيارات الموجودة في المنطقة. فالإرهاب خطر يمتد على مدى الوطن العربي أرضاً وفكراً, ويتجاوزه الى العالم كله.

بات واضحاً أن الخطر كبير وأنه سيتفاقم إن لم يتكاتف الجميع لدحره.