ليعودوا إلى مدينة القناصة

هآرتس

أوري مسغاف

19/4/2018

هذا ليس موضوع "فيلم قصير" أو "مشكلة دعاية" أو "مشكلة اسلوب". جنود الجيش الإسرائيلي يطلقون النار الحية والرصاص المطاطي على أشخاص غير مسلحين، هذه هي القصة. كنا نريد التصديق بأن هذا هو تدهور حدث في الأسابيع الاخيرة فقط، لكن هذا ليس صحيحا. الفيلم القصير عن القناصة يعود لشهر كانون الأول. التراجع حدث قبل ذلك بكثير. توثيق التراجع ببساطة كان من نصيب جهات هامشية مرفوضة – "بيتسيلم" و"نحطم الصمت" وجدعون ليفي.اضافة اعلان
جنود مدرعات أطلقوا النار وقتلوا من الكمين طفل كان يبحث عن نباتات برية ليأكلها قرب جدار الفصل. لقد تمت ادانتهم باستخدام السلاح بإهمال، العقيد إسرائيل شومر، قائد لواء منطقة بنيامين، ركض وراء طفل رشق نحوه حجرا كبيرا، وأطلق النار على ظهره وقتله. لقد تمت تبرئته في المحكمة وتم ترفيعه منذ ذلك الحين. ضابط وجنود من لواء "كفير"، كانوا يسافرون في شارع 443، تصادف وجودهم مع رشق حجارة، قاموا برش ابرياء في سيارة وهم عائدين من نزهة، وقتلوا شابا واصابوا اربعة آخرين؛ تم تقديمهم لمحاكمة انضباطية. مقاتلو سلاح البحرية يطلقون النار بين الفينة والاخرى على قوارب صيد من غزة عندما تتجاوز الحد المسموح به للإبحار. الجندي الذي يقوم بإطلاق النار على أشخاص غير مسلحين لا يعرضون حياته للخطر، يقوم بتنفيذ أمر غير قانوني بصورة واضحة.
هذا ما علموني إياه وعلموه لكل من يتجند للجيش الإسرائيلي حتى الآن. اذا كان الواقع تغير فيجب تبديل الكتب التعليمية والطلب من بروفيسور الاخلاق طبعة محدثة لـ "روح الجيش". في هذه الاثناء، تحت قيمة طهارة السلاح، مكتوب هناك: "على الجندي عدم استخدام سلاحه وقوته من اجل المس بالناس غير المشاركين في القتال والأسرى. وأن يفعل كل ما يستطيع لمنع المس بحياتهم واجسادهم وكرامتهم وأملاكهم".
يائير لبيد سارع إلى التعبير عن ثقته بأن "الجيش سيحقق في الفيلم القصير". ماذا بالضبط يوجد للتحقيق فيه هنا، هل هي اخلاق مطلق النار وزملاءه، مهما كانت مقرفة ومثيرة للاشمئزاز. الموضوع الاساسي ليس ثقافة حديثهم، أو غياب "ضبط النفس المطلوب"، كما أعلن المتحدث بلسان الجيش. كان سيكون لطيفا لو أن قناصة الجيش الإسرائيلي قرأوا "كديش" على المصابين بنيرانهم، ربما يستبدلون "ابن زانية" بقراءة قصيدة الترمان "عن هذا". ولكن القصة الحقيقية هي أنهم تلقوا أوامر باطلاق النار على اشخاص غير مسلحين، الذين في معظم الحالات لا يعرضون حياتهم للخطر، وينصاعون لهذه الاوامر.
افيغدور ليبرمان، المعتد بنفسه أكثر من أي وقت مضى، وحتى بمعاييره، أعلن أن "الجندي الذي اطلق النار يستحق وسام التقدير، والجندي الذي قام بالتصوير يستحق رتبة جندي أول". هو يفهم برتبة الجندي الأول لأنها تقريبا هي الرتبة التي تسرح بها من خدمته السريعة كأمين مستودع. ولكن لماذا وسام التقدير؟ أوسمة البطولة تمنح في الجيش الإسرائيلي على اظهار الشجاعة والتضحية أمام العدو، على الأغلب في أرض معادية وتحت تهديد واضح وفوري. الجندي الذي ينبطح في موقع مخفي ومحمي ويقوم بقنص متظاهر يرفع علما من خلال المنظار، لا تنطبق عليه شروط منح هذا الوسام.