ليفني دفعت ثمن السلام

هآرتس أسرة التحرير 19/2/2019 ان اعتزال تسيبي ليفني السياسة هي خسارة للمجلس التشريعي لدولة إسرائيل بشكل عام ولمعسكر السلام بشكل خاص. ليفني، التي كانت عضوا في الكنيست منذ 1999 (في اطار الليكود)، ترأست لاحقا حزب كديما وتولت ضمن مناصب اخرى منصب وزيرة الخارجية والعدل ورئيسة المعارضة، قالت والدموع في عينيها في مؤتمر صحفي عقدته في تل ابيب امس: "فعلت كل ما في وسعي من أجل دولتي الحبيبة". منذ أن حل رئيس العمل آفي غباي المعسكر الصهيوني وعمليا أطاح بليفني، وجد حزب الحركة برئاستها صعوبة في اجتياز نسبة الحسم في الاستطلاعات. ليفني لم تعتزل بلا كفاح. فقد حاولت الارتباط بحزب بني غانتس الجديد، مناعة لإسرائيلي، وفي حزب "يوجد مستقبل" ليائير لبيد. ولكن لشدة الأسف خاف الرجلان من صورتها اليسارية. "السلام اعتبر كلمة فظة"، شرحت ليفني الصعوبة التي رافقت عملها السياسي في السنوات الاخيرة. فاختيار غباي التخلص من ليفني، مثلما هو تردد غانتس ولبيد من الارتباط بها – من القليلات في البرلمان الإسرائيلي ممن وصلن إلى رفع صوت واضح وعال من اجل السلام والديمقراطية، في ضوء الموجة اليمينية العكرة التي تجتاح إسرائيلي – هي شهادة فقر لهم ولأحزابهم. وبالتوازي، فحصت ليفني امكانية الوحدة مع ميرتس بل والارتباط المتجدد بالعمل مع رئيس الوزراء الاسبق اهود باراك. لم تعط جهودها ثمارا وانطلاقا من الاحساس بالمسؤولية عن معسكر السلام قررت الاعتزال. "لن اغفر لنفسي اذا ضاعت اصوات من يؤمنون بطريقي هباء"، هكذا شرحت المنطق الذي وجه قرارها. ان حقيقة أن احزاب اليسار تخلت عن ليفني وسمحت باعتزالها السياسة دون الكفاح من اجلها تنضم إلى الاحساس المطلق الذي ينشأ عن قوائم الحزبين: الحاجة إلى تسوية سياسية ليست العلم المركزي الذي يرفعانه. في السنوات الاخيرة ظهرت ليفني كمعارضة بارزة لبنيامين نتنياهو. وشددت على الفهم بأن فقط وحدة القوى بين احزاب الوسط – اليسار ستؤدي إلى الانتصار في الانتخابات وإلى تحول سياسي يؤدي إلى نهاية الولاية السيئة والطويلة جدا لرئيس الوزراء. اما اعتزالها فيمثل بالتالي عدم قدرة المعسكر على وضع الأنا جانبا والعمل معا في ظل التعاون، لغرض الهدف المشترك؛ كما أنه يشكل دليلا على أن معظم الطاقة في معسكر الوسط – اليسار تضيع هباء على صراعات داخلية، ومعظم "الذخيرة" السياسية توجه لاطلاق النار داخل المجنزرة. اما النتائج في صندوق الاقتراع فستكون متناسبة مع ذلك. ينبغي الامل في انه حتى لو كان هذا هو وداع مؤقت فقط فإن ليفني ستواصل عملها من خارج الكنيست. في وسعها ان تساهم كثيرا في الحياة الإسرائيلية العامة في محاولاتها لوقف الاندفاع الهدام نحو الضم وفي قلقها على المستقبل السياسي والديمقراطي لدولة إسرائيلي.اضافة اعلان