ليلة "تدمير" برشلونة

اتفق المحللون ومختلف وسائل الاعلام الاسبانية والعالمية على وصف الخسارة الكبيرة التي تعرض لها فريق برشلونة أمام نظيره بايرن ميونيخ، بنتيجة 2-8، في الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، بأنها "إذلال تاريخي" و"عار" و"كارثة" و"فضيحة" و"هزيمة ساحقة"، وغيرها من الكلمات القاسية التي تعبر عن حال "البرشا"، الذي وجد نفسه أمام واقعة كروية استثنائية لم يعهدها منذ 74 عاما حين خسر 0-8 أمام إشبيلية بكأس ملك إسبانيا العام 1946.. خسارة لطخت سجله الاوروبي وتركت النادي وليس الفريق فحسب على مشارف "ثورة" ستطيح برؤوس كثيرة، سيكون على رأس قائمتها المدرب كيكي سيتين. لم يكن أحد يتصور أن يظهر برشلونة الذي يضم نجما ذهبيا بوزن ميسي، بهذه الصورة "المخزية" لأنصاره... فريق بلا حول أو قوة، عجز عن إيجاد الحلول لإيقاف "الماكينة الألمانية"، وظل بعيدا عن أجواء المباراة حتى لحظة إطلاق صافرة النهاية، ولسان حال الكثيرين يقول "كفاية.. حرام". وجد برشلونة نفسه أول من أمس يشرب من الكأس ذاتها التي جرعها لخصومه إسبانيا وأوروبيا، لكن شتان بين حال برشلونة عندما كانت أوصال المنافسين ترتجف منه، وبين الفريق الذي تجرع الخسارة بالثمانية، وكان من الممكن أن تصل بسهولة إلى "دزينة أهداف"، بعد أن غاب التركيز الذهني عن اللاعبين، وظهرت لياقتهم البدنية في أسوأ أحوالها وثقلت حركتهم، وغابت حلولهم الفردية لاسيما من ميسي "الحاضر الغائب" في المباراة، وتأكد بما لا يدع مجالا للشك بأن قوة فريق برشلونة ترتبط ارتباطا وثيقا بمدى توفيق ميسي خلال المباراة، وبمعنى أكثر وضوحا فإن برشلونة يضم لاعبا استثنائيا، وبقية اللاعبين يؤدون دور "الكومبارس" على "مسرح" المباريات. منذ الدقائق الأولى أظهر لاعبو بايرن ميونيخ عزيمة قوية وإرادة صلبة والتزاما تكتيكيا وحضورا ذهنيا رائعا، وقدرة على مواصلة الضغط على لاعبي الفريق المنافس، ومنعهم من التصرف بالكرة بشكل مناسب... لقد ظهر بايرن بمظهر "البطل" وشخصيته القوية، ما يذكر بالسيناريو ذاته الذي فعله الألمان العام 2014، حين "أذلوا" منتخب البرازيل على أرضه وأمام جماهيره وغلبوه 7-1، ليعبد ذلك الفوز التاريخي الطريق أمام الألمان للتتويج بكأس العالم على حساب ميسي ورفاقه الأرجنتينيين في المشهد الختامي. قد يرى كثيرون أن ما جرى في برشلونة رغم قسوة "مشهد الرعب" الذي لم يتحمله ذوو القلوب الضعيفة من أنصار الفريق، ربما يكون سببا في إحداث تغييرات جذرية تعيد للفريق هيبته وسمعته التي تلطخت جراء الخسارة القاسية، فللمرة الأولى منذ 12 عاما يغيب برشلونة عن منصات التتويج إسبانيا وأوروبيا، وللمرة الأولى أوروبيا يتعرض الفريق لـ"التدمير" بهذا الشكل المهين. خسارة برشلونة تعني عدم وصول أي فريق إسباني للدور نصف النهائي في "التشامبيونزليغ" منذ 13 عاما، وهي حالة تدق ناقوس الخطر وتؤكد أن الدوري الاسباني يتراجع أمام الدوريات الاوروبية الأخرى بشكل ملحوظ، وتعني أيضا أن الفريق بحاجة إلى إحداث "انقلاب" يطيح برؤوس الفساد في النادي ويعيد للفريق هيبته. بقي القول إن تلك الخسارة الكبيرة تؤشر بشكل او بآخر إلى مصير ميسي، الذي سارع إلى خلع شارة القيادة بعد نهاية المباراة، وكأنه يقول "إنها النهاية"!.اضافة اعلان