مأساة موت الأطفال

مأساة وفاة الطفل عزالدين الهرش داخل مطعم للوجبات السريعة بصعقة كهربائية مؤخرا يجب أن نتوقف أمامها كثيرا كمواطنين وكأجهزة معنية ومؤسسات تجارية وخدماتية. فموت الأطفال دائما مفجع، ويترك آلاما كبيرة وعميقة لدى الأهل والأقرباء. وتكون الفاجعة أكبر حينما يكون الموت "مجانيا"، إن جاز التعبير، أي حينما يكون مفاجئا وفي ظروف عادية لا تحمل أي مخاطر، كما حدث مع المرحوم الهرش، الذي دخل ليلعب ويلهو مع أقرانه، داخل مساحة معدة للعب ولهو الأطفال، ومن المفترض أنها مكان آمن للأطفال، ليفاجأ الأهل أنه تعرض لصعقة كهربائية مميتة. ومثل هذه الحوادث الخطيرة والمفاجئة وفي ظل ظروف من المفترض أن تكون آمنة وقعت في السابق وكان ضحيتها أطفال بريئون لا ذنب لهم، ولم يقعوا بأي خطأ، في حين فشلت الإجراءات التي اتخذت لحمايتهم أو التي من المفترض أن تتخذ لحمايتهم وتوفير ظروف آمنة ومناسبة لهم. اضافة اعلان
من المؤكد أن القائمين على المطعم في حالة الطفل الهرش يتحملون مسؤولية، ولذلك، فإن الجهات المختصة، أوقفت موظفين على ذمة التحقيق بتهمة التقصير والإهمال. لكن هذه المأساة يجب أن تدفع الجميع للعمل من أجل عدم تكرارها. ولهذا فإن المسؤولية لا تقف عند حدود المطعم الذي كان من المفترض أن يقوم بصيانة دائمة للألعاب وكل مرافقه، وإنما تصل أيضا إلى الجهات الحكومية المختصة والتي تقع على كاهلها مهام التفتيش والرقابة على المطاعم وغيرها من المرافق والشركات والمؤسسات التي تتعامل مباشرة مع المواطنين من خلال تقديم الطعام أو الخدمات المتنوعة لهم مباشرة. فهذه الجهات الحكومية المختصة من المفترض أن تقوم بجولات تفتيشية دورية على المطاعم والمتنزهات والمحال التجارية وغيرها للتأكد من أن كل شيء يتم وفق الأصول وضمن المواصفات والمقاييس الأردنية، ليس فقط فيما يتعلق بما تقدمه هذه المحال من سلع وخدمات، وإنما، أيضا، بمرافقها التي تحظى بزيارة مواطنين مع أسرهم وأطفالهم، لاسيما أن بعض المحال والمؤسسات خصصت أماكن للهو الأطفال بهدف جلب أسرهم زبائن لها، ما يستدعي رقابة دائمة من قبل الجهات المختصة.
مأساة وفاة الطفل الهرش، لا يجب أن تمر بسهولة، بل يجب أن يستنفر الجميع، وخصوصا الجهات والأجهزة الحكومية المعنية التي يجب عليها أن تتشدد في منح التراخيص وفي الرقابة على أداء هذه المرافق الخدمية حماية لأرواح الأبرياء.