مأمون "يعاند" صعوبات التعلم ويطلق العنان لتحقيق طموحاته

مأمون "يعاند" صعوبات التعلم ويطلق العنان لتحقيق طموحاته
مأمون "يعاند" صعوبات التعلم ويطلق العنان لتحقيق طموحاته
ربى الرياحي عمان - لم يقبل الشاب مأمون دودين أن يبقى سجينا للأفكار المحبطة السلبية مجردا من حقه في أن يعيش الحياة كبقية أقرانه. فهو لديه ما يمكنه من أن يكون مسؤولا عن نفسه ومنتجا في المجتمع له مكانه في سوق العمل وليس عالة على أحد. عوائق كثيرة واجهت مأمون في البداية كونه شخصا يعاني مشكلة صعوبات التعلم لكن ذلك لم يزده إلا إصرارا وتحديا وبمساندة عائلته أبى أن يكون منزويا خارج الحياة فتمكن من الاعتماد على نفسه وتحديدا بعد خضوعه للتأهيل المهني واكتشافه لقدراته. البحث عن وظيفة بالنسبة له لم يكن أمرا سهلا في البداية بل واجهته بعض الصعوبات نتيجة النظرة القاصرة وعدم ثقة أرباب العمل، إلا من لديه إيمان حقيقي بأن النقص في أحيان كثيرة قد يكون مصدر قوة وتميز وغالبا ما يكون الأشخاص من ذوي الإعاقة ملهمين لغيرهم رسائل تنبض بالأمل والتصميم موجهة لكل من ارتكن لضعفه وقرر أن يتوقف عن الحياة. ورغم أن الفرص قليلة جدا في سوق العمل وكذلك تفعيل القوانين الخاصة بتشغيل الأشخاص من ذوي الإعاقة ما يزال بطيئا لا يرقى للمستوى المطلوب والواجب الوصول إليه، غير أن مأمون كان له نصيب في أن يدخل إلى سوق العمل بدعم جمعية سنا وبما لديه من إمكانات أهلته للحصول على وظيفة مناسبة في فندق لاندمارك. خضع للتدريب مدة ثلاثة أشهر تقريبا تعلم فيها آلية العمل والمهمة المطلوبة منه، بالإضافة إلى تعويده على أجواء العمل والتأقلم معها من خلال تمكينه من التعامل مع زملائه ومع الزبائن. الفضل الأكبر بعد الله حسب قول والدة مأمون يعود لجمعية سنا التي لم تتوان في مساعدة مأمون وتأمين وظيفة له يستطيع من خلالها الإنفاق على نفسه وأيضا تشعره باستقلاليته وبأنه شخص قادر على العطاء وخدمة مجتمعه فهي تسعى جاهدة لتوفير فرص عمل مناسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة ودعمهم باستمرار ومتابعة أحوالهم. أما مأمون ومنذ حصوله على الوظيفة في العام 2017 وحتى اليوم يحرص على أن يكون مثالا للموظف الملتزم، مخلص جدا في عمله ودقيق في مواعيده كما يحظى بمعاملة سوية تخلو تماما من الشفقة والعطف أو حتى الإنكار. وأهم الصعوبات التي تواجه مأمون في العمل المواصلات لكونه لا يمكنه الاعتماد على نفسه في هذه النقطة بالذات، لذلك يستعين بأهله حتى يستطيع الذهاب يوميا إلى عمله والالتزام بدوامه. وجود العقبات في كل وظيفة وحتى في شتى نواحي الحياة أمر طبيعي قد يكون في أغلب الأحيان سببا وحافزا للنجاح وزيادة إنتاجية الشخص حتى وإن بدت هذه العقبات في ظاهرها عائق يستدعي الإرباك والقلق ربما، لكن بالإرادة والتصميم تهزم الكثير من العراقيل. وعن المشاركة في الأولمبياد، يجد مأمون نفسه فيها كثيرا، وتحديدا يتعرف على ذاته وعلى إمكاناته ويصبح أقدر على تقديم نفسه للناس بصورة لائقة وإيجابية وهو نموذج يستحق التقدير لأنه أراد أن يكون مميزا بقوته وإصراره على تحسين واقعه.اضافة اعلان