مؤتمرون يؤكدون على قيم العيش المشترك والاعتدال والوسطية

عمان - الغد - تمحورت رؤى متحدثين وأوراق عمل قدمها مؤتمرون على أهمية ترسيخ ثقافة التسامح والاحترام والتقدير الحقيقي للآخر وهمومه وتطلعاته وطموحاته.اضافة اعلان
وأشاروا في المؤتمر الوطني "الوئام بين الأديان: الأردن أنموذجاً" الذي افتتحه نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات أمس، إلى دور الأردن الريادي في دبلوماسية الحوار بين أتباع الأديان.
وقال الذنيبات إن الشريعة الإسلامية تحث على المساواة والعدل بين الناس، ولم تفرق بينهم في الحقوق والواجبات الإنسانية، وأن الأصل في المعاملة بين الشعوب هو الوئام وليس الخصام، مشيرا إلى أن المجتمع الأردني يعيش حالة من العيش المشترك والاعتدال والوسطية والحوار البناء الهادف، ما يشكل النموذج الحقيقي للوحدة العربية التي ننشدها على أرض الواقع.
وبين في المؤتمر، الذي نظمته اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، أن استقبال الأردن للملايين من أبناء الدول الشقيقة والصديقة يؤشر على النهج السليم للإنسان الأردني وتعامله وفق المنهج الإسلامي السمح، في ظل قيادة هاشمية حكيمة قادته وتقوده إلى بر الأمان والاستقرار.
ويكتسب المؤتمر، بحسب الذنيبات، أهمية خاصة في ضوء الأحداث والتطورات الاستثنائية التي يشهدها العالم العربي وما نجم عنها من تداعيات أثرت علينا جميعاً، داعيا إلى بلورة مواقف منسقة تجاه هذه الظروف والتي تحتم علينا جميعاً نشر رسالة الوئام والانسجام بين أتباع الأديان على أساسٍ طوعي وفقاً للقناعات الخاصة لكل منا.
واعتبر أن الاحترام والوئام السائدين بين أتباع الأديان في مجتمعنا الأردني بُني خلال عقود على التفاهم المتبادل والعيش المشترك بين مكونات المجتمع كافة، فيما أكد ان الحاجة تقتضي ترسيخ ثقافة التسامح والاحترام والتقدير الحقيقي للآخر وهمومه وتطلعاته وطموحاته، وكذلك تعزيز القيم المشتركة في إطار من التشاور والحوار والالتزام بالأخلاق والمثل البناءة النبيلة التي نسعى جميعاً لتحقيقها.
من جانبه، بين أمين سر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم سهيل شاهين ان الحوار بين أتباع الأديان والثقافات هو أحد المحاور الثابتة في عمل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وأحد أهم أهدافها الاستراتيجية، خاصة وأن ميثاق الوحدة الثقافية العربية أكد الرسالة الإنسانية للثقافة العربية، ومقتضيات التفاعل والتواصل مع الثقافات الأخرى.
وقال ان دستور المنظمة العربية نص في مادته الأولى على تشجيع التعاون بين الأمة العربية والأمم الأخرى في جميع نواحي النشاط الفكري، مبينا أن المنظمة عملت على إنشاء المنتدى العربي للحوار بين الثقافات، وتنظيم العديد من الندوات الدولية من أجل إرساء ثقافة السلام وتعزيز الوئام بين مختلف الشعوب والأديان.
وأكد شاهين، أن الصراعات الطائفية ومظاهر التعصب والكراهية تضاعف التحديات أمام المنظمة العربية سواء في المجال التربوي أو الثقافي، ما يتطلب منهجا وجهدا جماعيا على المستوى الوطني والعربي لتعزيز ثقافة السلام ونبذ العنف والتطرف بكافة أشكاله.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين، عددا من أوراق العمل حول دور الأردن الريادي في دبلوماسية الحوار بين أتباع الأديان خاصة مبادرات جلالة الملك عبدالله الثاني "رسالة عمان، وتعالوا إلى كلمة سواء، والأسبوع العالمي للوئام"، ودور المؤسسات التربوية وثقافة الوئام، ورسالة عمان ودورها في الوئام العالمي والإسلامي.
كما يبحث المؤتمر دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تعزيز الوئام بين أتباع الأديان، ودور الأردن الوطن الأنموذج في الوئام بين أصحاب الديانات السماوية، ودور المنابر الدينية في تعزيز التعايش المجتمعي وبناء السلام، ودور الإعلام في تعزيز الوئام بين أتباع الأديان، وموضوع الشباب وثقافة الوئام.
ويشارك في المؤتمر ممثلون عن المؤسسات الرسمية وعدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي، وممثلون عن الجهات العاملة والمهتمة بموضوع المؤتمر كمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي ووزارة الأوقاف والجامعات الأردنية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة الإفتاء العام، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس رؤساء الكنائس في الأردن، ومراكز البحوث والدراسات المعنية بالوئام وشخصيات إعلامية.
وناقش المشاركون في يومهم الأول ورقة عمل حول "رسالة عمان ودورها في الوئام" للدكتور رشاد الكيلاني، وورقة بعنوان "الأردن رياض العيش المشترك" للمطران قيس صادق، وثالثة حول "الشباب وثقافة الوئام" للدكتور سامي المجالي، وأخرى حول "دور الإعلام في تعزيز الوئام بين أتباع الأديان".