"مؤتمر المسيحيون" يختتم أعماله بـ"إعلان عمان خريطة طرق لمستقبل أفضل لمسيحيي البلدان العربية"

عمان - أصدر المشاركون في المؤتمر الثاني "المسيحيون وأثر ربيع العرب" بيانا ختاميا، أمس بعنوان "إعلان عمان.. خريطة طريق لمستقبل أفضل لمسيحيي البلدان العربية".اضافة اعلان
وشارك في المؤتمر 80 شخصية مسيحية تمثل مختلف ألوان الطيف السياسي والفكري والديني في دول مصر، العراق، لبنان، فلسطين، سورية، والأردن.
وقال البيان "لاحظ المشاركون تفاوتاً ملحوظاً في مكانة المسيحيين ومنظومة حقوقهم وحرياتهم بين دولة عربية وأخرى باختلاف نظمها السياسية وتباين السياقات التاريخية الخاصة بنشأتها وتطورها".
وأضاف "تصاعدت بشكل غير مسبوق في تاريخ المنطقة، عمليات القتل الجماعي والتهجير القسري واستهداف الكنائس ورجال الدين، وكل ما يمكن أن يندرج في إطار جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تعاقب عليها كل الشرائع السماوية والوضعية"، مشيرين إلى حدوث هذا بشكل خاص في كل من سورية والعراق.
وتابع البيان أن المشاركين والمشاركات توقفوا عند "ظاهرة الهجرة والتهجير التي تفشت في أوساط مسيحيي هذه البلدان بالأعوام العشرة الأخيرة، وبشكل مركز وكثيف منذ تصاعد حركة الاحتجاجات والثورات التي اجتاحت المنطقة في الأعوام الأربعة الأخيرة، في سياق ما بات يعرف باسم ثورات الربيع العربي".
واعتبر أن "مسؤولية وقف هذه الظاهرة، والعمل لاستعادة المهاجرين والمهجرين من أبناء الطوائف المسيحية إلى أوطانهم الأصلية، هي مسؤولية كبرى تقع على عاتق حكومات هذه الدول في المقام الأول، فضلاً عن كونها مسؤولية المجتمعات العربية بكل مكوناتها السياسية والحزبية والمدنية والثقافية والأهلية".
وأجمع المؤتمرون على أن "فشل الدولة الوطنية العربية في بناء دولة المواطنة المتساوية، المدنية الديمقراطية التعددية، كان سبباً حاسماً في خلق مناخات من التمييز ضد شرائح أساسية من المواطنين والمكونات".
واشتمل البيان على خريطة طريق للمرحلة المقبلة طريق للمستقبل، مستندة إلى الفهم المشترك للتحديات التي تجابه مسيحيي المنطقة، بحيث توافق المؤتمرون على خطة عمل، تتوزع على عدة محاور، من ضمنها: توجيه رسالة للأمين العام لجامعة الدول العربية لإدراج قضية المسيحيين العرب، وخاصة في سورية والعراق على جدول أعمال القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في القاهرة خلال آذار (مارس) المقبل.
كما قرر المشاركون توجيه رسائل وإجراء اتصالات مع ممثلي مختلف الأطراف الإقليمية والدولية ذات الصلة، لنقل مضامين رسالتهم المشتركة، التي يتضمنها هذا الإعلان، وإيلاء أهمية خاصة، للاتصال بالعواصم الغربية، لحثها على "زيادة مساعداتها الإنسانية، والعمل لوقف الهجرة التي تستنزف المجتمعات المسيحية، وبذل كل جهد ممكن لتثبيت الوجود المسيحي في الدول العربية".
وقرر المؤتمرون، في ختام بيانهم، إطلاق اسم "إعلان عمان.. خريطة طرق لمستقبل أفضل لمسيحيي البلدان العربية"، وتشكيل "لجنة متابعة" لتنفيذ ما ورد فيها من توصيات ومهام، على أن تتشكل من 3 أو 4 ممثلين عن كل تجمع مسيحي في الدول الست، وتضع لنفسها خطة تحرك في المرحلة المقبلة.
وكان المؤتمرون أكدوا، خلال جلسات المؤتمر، تعزيز فكرة المواطنة لمحاربة التطرف والتعصب الديني، وأهمية الاعتراف المتبادل بين الطوائف الدينية المختلفة في المنطقة العربية لبناء مجتمعات صحية قادرة على العيش بسلام وانسجام.
وقدم مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام رفعت بدر، ورقة عمل حول ما يواجه المسيحيين من مشكلات وتحديات (ملامح خريطة طريق المستقبل).
وتطرق بدر الى ما يواجه المسيحيين في الأردن من "تحديات"، مؤكدا أنها "أمر طبيعي، بحيث لخصها بنمو التطرف الديني والمناهج الدراسية والزواجات المختلطة، وإعادة النظر في المقترحات المسيحية التي قدمتها الكنائس للتعديلات الدستورية، وخاصة قضايا الإرث وتبعية الأولاد وعدم التمييز بين الذكور والإناث، ومعاملة الأوقاف المسيحية بطريقة معاملة الأوقاف الإسلامية نفسها فيما يختص بدفع الضرائب والمستحقات وإعادة النظر بقانون الأحوال الشخصية، الذي يعتبر أن كل المسيحيين في الأردن هم طائفة واحدة".-(بترا)