مؤتمر المياه الإقليمي: دعوات لخريطة تكيف مع التأثيرات المناخية

مشاركون في مؤتمر المياه الإقليمي (إكسبو) دبي-( من المصدر)
مشاركون في مؤتمر المياه الإقليمي (إكسبو) دبي-( من المصدر)
فرح عطيات دبي – لا يمكن في رأي مختصين في شأن البيئة والمياه، أن ينجح “الأردن والدول العربية في التكيف مع التأثيرات المناخية دون رسم خريطة واضحة لتلك التداعيات وتأثيراها على كافة القطاعات مثل الزراعة والمياه وغيرها”. وشدد هؤلاء، في تصريحات لـ”الغد” على هامش مؤتمر المياه الإقليمي (إكسبو) دبي، الذي تعقده مؤسسة الإعلام عبر التعاون والتحول (MICT)، بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، على أن “تداعيات التغيرات المناخية لا تقتصر على قطاع دون آخر، إذ إنه لا حدود لها، بل قد تؤدي الى عدم استقرار الوضع الاقتصادي والاجتماعي لكافة الدول العربية دون استثناء”. وبينوا أن “دولا عدة باتت تشهد هجرات داخلية بين السكان، والتي قد تمتد الى الخارج نتيجة تأثيرات التغيرات المناخية على المصادر الطبيعية”. وفي هذا الصدد أكد المستشار الإقليمي لقطاع المياه والتعاون في السفارة السويسرية المهندس مفلح العلاوين أن “موضوع ربط القطاعات المتأثرة بالتغيرات المناخية ما يزال غير واضح، ويحتاج الى بذل المزيد من الجهود المطلوبة”. ولفت إلى أن “الربط سيسهم في جذب المزيد من الاهتمام العالمي لكافة القطاعات المتأثرة بالتغيرات المناخية، وعلى رأسها المياه، ولا سيما خلال المناقشات التي تجرى على صعيد قمة المناخ كوب 27”. وأشار الى أن “العديد من الدول العربية باتت تشهد تأثيرات التغير المناخي، من ارتفاع درجات الحرارة، والفيضانات وغيرها”. وشدد على أن “التغيرات المناخية لا تقف عند حد أي دولة دون الأخرى، والتي قد تنتج عنها تبعات اجتماعية، مثل هجرات السكان من منطقة لأخرى، وخاصة بين الأرياف والمدن الحضرية، لذلك لا بد أن تكون لديهم خطط واضحة متبعة”. وأكد أن “هنالك فرصة كبيرة للأردن في قمة المناخ كوب 27 باعتبارها دولة متأثرة بالتغيرات المناخية، وليست مؤثرة، لتقديم موقف موحد ورؤية واضحة والرسائل التي لا بد أن تصل للدول لكسب مجريات المفاوضات لصالحنا وخاصة بشأن تحصيل التمويلات”. بدوره، أكد الأستاذ المساعد جامعة أكسفورد البريطانية د.حسام حسين أن “هذه السنة ستشهد انعقاد قمة المناخ كوب 27 ولأول مرة في دولة عربية، ولذلك فإنها تعتبر لحظة حاسمة يُمكن من خلالها أن تلعب الدول العربية دوراً مهماً في محاولة تعبئة المجتمع الدولي لدعم رؤيتهم في هذه القضية”. ولفت، إلى أن “هذه القمة تعتبر فرصة مهمة للأردن لعرض تحدياته المتعلقة بالتغيرات المناخية، لذلك فإن العام الحالي والمقبل، عليهما أن يحددا التأثيرات التي يتعرض لها، وبشكل خاص ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤثر على الوضع المائي ومصادره”. وفي رأي مدير برنامج مؤسسة سيواس (CEWAS) في الأردن ميسم العتوم فإن “فرصة انعقاد قمة المناخ العام الحالي والمقبل في المنطقة العربية ابتداء من هذا العام، يمنحها الأهمية الكبرى، ولا سيما أنه سيسلط الضوء على الدول الأكثر تضرراً من تأثيرات التغيرات المناخية، من بينها الأردن”. وبين أن “هنالك العديد من الدول المتضررة لكن لديها القدرة الاقتصادية التكيف مع التغيرات المناخية، وهو الأمر الذي يفتقده الأردن لمحدودية موارده الاقتصادية”. ولذلك، ومن وجهة نظره فإن “الأردن عليه أن يعرض القضايا ذات الأولوية بهذا الشأن، مع الاستناد الى النماذج الناجحة في شأن التعامل مع التغيرات المناخية وتأثيراها على كافة القطاعات مثل الزراعة الذي يؤثر على الوضع الاقتصادي من خلال تدني الإنتاجية، والمياه”. ولا يمكن، في رأيه “ النظر الى القطاعات بصورة منفصلة عن بعضها لدى الحديث عن تأثيرات التغيرات المناخية، لكونها مرتبطة بصورة وثيقة وجداً، وهو الأمر الذي تسعى المؤسسات المحلية في الوقت الحالي الى تعزيزه”. ورغم أن “ هنالك نماذج مهمة في القطاع الزراعي لكن قد تكون محدودة على مستوى المزارع الواحد، لأن من يستطيع منهم التكيف مع التغيرات المناخية، يعود لامتلاكه القدرة المالية على ذلك، باعتبار أن التمويل الحكومي في هذا القطاع محدود جداً”.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان