مؤسسات نقابية وحزبية ومدنية تدين الإساءة للرسول الكريم

عمان - الغد- أعربت مؤسسات مجتمع مدني عن استيائها، للخلط المتعمد بين حرية التعبير والإساءة للأديان، خاصة نشر مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية، رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.اضافة اعلان
وفيما اعتبرت مؤسسات، أن نشر المجلة للرسوم المسيئة يخدم "تأجيج الكراهية" بين الأديان، ولا يخدم "محاربة الإرهاب"، ألمح البعض الآخر الى علاقة ما بين ما حصل في المجلة الفرنسية و"الكيان الصهيوني".
فقد دان مجلس نقابة الصحفيين نشر الرسوم المسيئة للنبي، إمعاناً منها في استفزاز مشاعر المسلمين.
وأعرب المجلس عن شجبه واستنكاره لنشر مثل تلك الرسوم، التي من شأنها تأجيج مشاعر الكراهية وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات والتعايش السلمي فيها. مؤكدا أن "الإساءة" لا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير.
وقالت النقابة إن نشر الرسوم، إضافة الى أنه يشكل استفزازا، "فإنه يعتبر انتهاكها لقيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وأخلاقيات المهنة"، وانه "يعطي المبرر دائماً للقوى المتطرفة اليمينية لارتكاب أعمال مثل تلك التي حصلت في الاعتداء على مقر المجلة".
ودعت المومني "الحكومة الفرنسية الى التدخل لوضع حد لممارسات تلك المجلة ووأد الفتنة".
كما دعا الشعب الفرنسي والاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، ومنظمات حقوق الإنسان والحريات والتعبير في العالم، الى رفض نشر تلك الرسوم، "وإدانة السلوك المريض والعدواني للمجلة".
من جهتها اعتبرت لجنة مقاومة التطبيع النقابية، أن الهجوم على مجلة شارلي ايبدو "يذكرنا بحادثة سفينة باتريا عابرة المحيط الفرنسية، والتي غرقت في ميناء حيفا العام 1940، ما تسبب بمقتل 260 شخصا وإصابة 172 آخرين".
 وقال رئيس اللجنة الدكتور مناف مجلين في تصريح أمس، ان "المستفيد الوحيد وبغض النظر عن الادوات التي نفذت تلك الحادثة، هو الكيان الصهيوني".
وأوضح أن هناك مخططا "لزيادة عدد المهاجرين اليهود من فرنسا الى 10 آلاف، لاستيعابهم في مستوطنات الضفة الغربية، عقب الهجمات الأخيرة في باريس"، مؤكدا أن "التاريخ يعيد نفسه، وأن المصلحة الصهيونية واضحة ولا تحتاج للكثير ممن التفسير".
من جانبه أعرب مركز دافع للحريات وحقوق الانسان عن ادانته الشديدة لما اسماه "المراهقة الصحفية التي أقدمت عليها مجلة شارلي إيبدو بإعادة نشر صور مسيئة للرسول (ص)، في تحد سافر لمشاعر مئات الملايين من المسلمين".
وأكد المركز أن قدسية حرية التعبير وحرية الصحافة "لا تبيح للمجلة الإساءة للأديان بصرف النظر إن كان الدين الإسلامي او المسيحي أو اليهودي".
وقال المركز انه في الوقت الذي يدين فيه الهجوم الارهابي الذي استهدف المجلة وتسبب بوقوع عدد من الضحايا، إلا أنه "يرفض رد المجلة" على الإرهاب بالانتقام الجماعي عبر الإساءة للرموز الدينية "ما يؤجج مشاعر الكراهية والانقسام داخل المجتمع الفرنسي ويحرض على المزيد من ردود الفعل الانتقامية".
ولفت إلى أن العالم الإسلامي انتظر من المجلة "أن تقدر وتثمن الرسالة التي حملتها مشاركة الملك عبدالله الثاني في المسيرة العالمية التي نظمت مؤخرا في باريس للتضامن مع المجلة، وإدانة الارهاب"، والتي جاءت لتؤكد رفض اتباع الرسول محمد للعنف والارهاب وقتل الأبرياء.
أما حزب جبهة العمل الإسلامي فطالب المجلة الفرنسية بتقديم الاعتذار عن "الإساءة المقصودة للنبي محمد (ص)".
وأكد الحزب في بيان صحفي امس استنكاره لأي قتل أو ممارسة للعنف لأي كان، ومن أي جهة كانت، كما استنكر بالوقت ننفسه "جرائم الإساءة للرسول من أي جهة أو مسمى"، مذكرا بأن الإساءة لشخص الرسول، إساءة لأبناء المسلمين على اختلاف مواقعهم.
وأشار إلى أنه "يضع علامات استفهام وشبهات حول حرفية" هذا الحادث، والظروف التي صاحبته في المجلة، والتفسيرات التي جاءت على خلفية الموضوع، رابطا بين مثل هذه الأحداث و"حملة صليبية" ضد المنطقة. -(بترا)