مؤسسة مبادرة "كتابي كتابك" تحصل على لقب "Life Changer"

هناء الرملي  تحصل على لقب  "مُغيرة الحياة" من مؤسسة دياكونيا السويدية - (من المصدر)
هناء الرملي تحصل على لقب "مُغيرة الحياة" من مؤسسة دياكونيا السويدية - (من المصدر)

غيداء حمودة

عمان- حصلت مؤسسة مبادرة "كتابي كتابك" المهندسة هناء الرملي على لقب "مُغيرة الحياة" Life Changer من مؤسسة دياكونيا السويدية تقديرا لجهودها في إنشاء المكتبات ونشر ثقافة القراءة وأهمية الكتب بين مختلف الفئات العمرية في الأردن وخارجه.

اضافة اعلان

 وتقدم مؤسسة دياكونيا هذا اللقب للناشطين في دولهم لخدمة شعوبهم في مختلف دول العالم. وحُفر على القلادة صفات صاحب هذا اللقب باللغة السويدية وتعني: "إخلاص، أمل، انتماء، حب، إصرار".
وجاء هذا التكريم خلال زيارة الرملي لمعرض جوتنبرغ الدولي للكتاب مؤخرا الذي اعتبر الرملي قصة نجاح ملهمة ومهمة على مستوى العالم. واحتفى كل من معرض جوتنبرغ الدولي ومؤسسة دياكونيا  بتجربة "كتابي كتابك" وانجازات الرملي على أكثر من صعيد.
ففي نفس يوم التكريم تم عرض فيلم وثائقي عن "كتابي كتابك" في مسرح المعرض الكبير بحضور المخرجة أنيكا وايدباك، فضلا عن عرض الفيلم بشكل دائم طوال فترة المعرض للجمهور في جناح مؤسسة دياكونيا الدولية.
هذا وكانت المخرجة أنيكا حضرت مع فريق من التلفزيون السويدي الرسمي في شهر نيسان الماضي إلى الأردن، حيث تم تصوير فيلم وثائقي مدته 7 دقائق ونصف، حول مبادرة "كتابي كتابك"، في ثلاث مكتبات لمبادرة كتابي كتابك في بادية وادي رم مكتبة تخدم خمس قرى في حوض الديسة ومكتبة مخيم البقعة ومكتبة مخيم الحسين في جمعيات رعاية الأيتام فيهما.
وتم عرض الفيلم قبل موعد المعرض في التلفزيون السويدي الرسمي للتعريف بكتابي وكتابك والرملي، إضافة لمقطع إعلاني تم نشره في المواقع الإخبارية والثقافية حول التجربة.
وخلال مشاركتها في معرض جوتنبرغ الدولي للكتاب ألقت الرملي عدة محاضرات على منصات مختلفة في في أبراج (جوثيا) وسط مدينة جوتنبرغ، وشاركت في عدة لقاءات حوارية في قاعة المسرح وفي قسم الاطفال في المعرض مع الحضور الامهات وأمينات المكتبات، كما أجري معها عدة لقاءات صحفية مع أهم صحف السويد والتلفزيون السويدي الرسمي وإذاعة السويد الرسمية، كذلك مع إذاعة خاصة بالجالية العربية.
وتبين الرملي أن تجربتها في السويد كانت مهمة وملهمة ومؤثرة جدا. وأكثر المواقف التي أثرت بها في الاعمال هو وقوف سيدة كبيرة في السن من الحاضرين في احدى المحاضرات لتقول بصوت عال "هذه السيدة العظيمة تستحق أن تحصل على جائزة مهمة ولم لا تكون جائزة نوبل للسلام".
وتبين الرملي أن الاعلام في السويد كان يسأل كثيرا عن الأسباب والدوافع التي تدفعها لاطلاق "كتابي كتابك" والرؤية المستقبلية، وأهمية الكتب للمناطق الفقيرة والأساليب التي اعتمدتها لتحفيز الأطفال على القراءة.
وبالنسبة للرملي فإن شعار المبادرة "حق المعرفة حق مقدس للجميع" الذي اتخذته منذ البداية، هو أساس عملها الذي عملت من خلاله على توفير الكتاب للفقراء، إيمانا منها بأن حصولهم على المعرفة سيمكنهم من الحصول على كافة حقوقهم في المستقبل.
وترى الرملي أن الكتاب قد يكون أهم من الغذاء والكساء والدواء والمال للفقير، "حتى لا نزرع ثقافة الاحتياج وانتظار المعونات في الأجيال الصغيرة، وإنما نمدّهم بمصادر المعرفة وندفعهم لكي يستقوا منها ثقافتهم التي سيتمكنون من خلالها ببناء مستقبل أفضل لهم".
وتضيف أن كل طفل فقير عندما نفتح له أفقا أوسع للعلم والمعرفة، سينقذ نفسه من الفقر وبالتالي سينقذ هذا الطفل أسرة بأكملها.
هذا وعلى إثر زياتها للسويد تلقت الرملي دعوات من معارض دولية للكتاب، ومؤسسات سويدية متنوعة للاستفادة من خبرتها في معالجة عزوف  الأطفال واليافعين عن القراءة والكتاب.
وتعتبر الرملي رحلتها إلى السويد تجربة لا تنسى بكل معانيها الانسانية، وتقدير السويديين لتجربة "كتابي كتابك"، وتفاعلهم بالأسئلة والحوار، وحرصهم على معرفة المزيد وتواصلهم عبر الفيسبوك وتويتر والايميل.
وتشير إلى أنه "حتى موظف المطار السويدي الذي ختم جواز سفري قبل أن أصعد الطائرة في رحلة العودة إلى عمان، قال لي بابتسامة عريضة: لدي شعور كبير أني سأراك في مثل هذا اليوم من العام المقبل. حيث ستكونين ضيفتنا أيضاً في معرض جوتنبرغ الدولي للكتاب 2014".
هذا واحتفلت "كتابي كتابك" هذا العام بمرور أربع سنوات من انطلاقها، تضمنت مشوارا من العمل وإنشاء 30 مكتبة حتى اليوم في المكتبات في أكثر من 14 منطقة وقرية في الأردن وفي 13 مخيما فلسطينيا في المملكة.
ونفذت المبادرة مكتبات في كل من مخيم غزة في جرش ومخيم حطين ومخيم البقعة ومخيم الحسين ومخيم مادبا ومخيم إربد ومخيم الطالبية ومخيم الزرقاء ومخيم المحطة ومخيم سوف ومخيم النصر ومخيم قاص، بالإضافة إلى ثلاث قرى في الأغوار الشمالية، إلى جانب مكتبات في الكرك ومعان والديسة والسلط وذيبان وعين الباشا والهاشمي الشمالي وحي نزال وجبل القلعة وعنجرة في عجلون والرصيفة. وهناك مكتبتان قيد الإنشاء في الوقت الحالي في محافظة إربد.
وتضم كل مكتبة من مكتبات "كتابي كتابك" من ألفين إلى ثلاثة آلاف كتاب تبرع بها العديد من الأفراد.
ولا تقتصر المكتبات على الكتب فقط وإنما تتضمن مصادر متنوعة من المعرفة من توفير خدمة الإنترنت وأفلام وثائقية وأنشطة ثقافية وغيرها، مما يحقق أيضا عناصر جذب وتشويق لاستقطاب أفراد المجتمع المحلي.
إنجازات ونشاطات المبادرة لم تتوقف على الأردن فقط، بل انتشرت خارجه، حيث تم إنشاء مكتبات في العديد من الدول العربية مثل؛ اليمن ولبنان وفلسطين ومصر وتونس وليبيا والسودان والجزائر.
ومنذ بدايتها، ضمت مبادرة "كتابي كتابك" آلاف المتطوعين في الأردن وخارجه، الذين انخرطوا في تجربتها وشاركوا في العديد من المشاريع الثقافية والحملات والفعاليات التي نفذتها.

[email protected]