مؤسس " ستارت آبز" يقدّم وصفة لنجاح الرياديين وسط عاصفة أزمة " كورونا"

fb562f89-a3b4-4e2e-9f85-40611b810083
fb562f89-a3b4-4e2e-9f85-40611b810083

إبراهيم المبيضين

عمان – رغم ما أحدثته أزمة فيروس الكورونا المستحجد من تبعات اقتصادية سلبية على العديد من القطاعات في جميع دول العالم بسبب الجهود والقيود والاجراءات الاحترازية المتخذة في مواجهة المرض، الا ان الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة " ستارت آبز" محمد خواجا يرى في الازمة الكبيرة وتبعاتها " فرصة ذهبية" لرياديي الاعمال واصحاب الافكار لابتكار حلول ومشاريع يمكن ان تعالج المشاكل التي يواجهها المجتمع والدول والقطاعات الاقتصادية كافة نتيجة تفشي المرض الذي اصاب حتى يومنا اكثر من 6.3 مليون شخص حول العالم واودى بحياة 375 الفا.

اضافة اعلان

واكد خواجا في حدي صحافي لـ " الغد" بان الأزمة تشكل فرصة ذهبية لرياديي الاعمال شريطة " ان يتحركوا بسرعة وبالطريقة الصحيحة لاقتناص الفرص وسد الثغرات وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والمالية الناجمة عن هذه الجائحة التي تعد من اكبر الازمات التي شهدها العالم حيث طالت تاثيراتها السلبية العديد من القطاعات الاقتصادية.

وقال خواجا بان أزمة الكورونا وما رافقها من اجراءات للحجر المنزلي وحظر التجول وتطبيق مفاهيم التباعد الجسدي قد غيرت سلوك المستهلك في العالم والاردن ولكن بشكل سريع وهو ما يشكل تحدي وفرصة في الوقت ذاته امام الريادي الذي يجب ان يعمل تطويع المهارات والموارد التي يمتلكها ليخرج بمنتج يحتاجه الناس في مثل هذه الظروف وليلائم مثل هذا التغير في سلوك المستهلك، موضحا بان الريادي يمكن ان يفكر في منتج او تطبيق او خدمة لتسهيل عملية التعليم عن بعد، او لطلب الغذاء والدواء، او منتج يخدم محال الالبسة او المراكز التجارية التي تسعى للوصول الى المستهلك في منزله وقائمة الافكار التي تسد حاجات استحدثتها الازمة تطول.

واشار الى ان فرص النجاح في مثل هذه الازمة للرياديين تزيد في الاردن وفي هذا الوقت وخصوصا مع توافر العديد من الجهات المعنية بتمويل الشركات الناشئة وراس المال المغامر، الى جانب ما قدمته الحكومة والبنك المركزي الاردني من تعليمات وتسهيلات امام الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن الدور الذي تلعبه جهات معنية بدعم الريادة مثل حاضنات الاعمال المتعددة والتابعة لعدة جهات، وصندوق الريادة الاردني.

ويرى خواجا – الذي يمتلك خبرة تمتد لـ 19 سنة في مجال الاستثمار والريادة والابتكار والتحول الرقمي - بان ريادة الاعمال هو مفهوم شامل لا يقتصر على قطاع دون اخر، ويعتمد على الفرد وسلوكياته وثقافته وتحليه بمهارات وصفات ريادة الاعمال التي تدور حول مفاهيم " الشغف والاصرار والحماسة والحلم والرؤية".

خواجا يقود اليوم شركة تعد " دار خبرة في مضمار التحول الرقمي وصناعة التطبيقات والتقنيات الذكية ، وهي   شركة " ستارت آبز" التي انطلقت قبل 7 سنوات في اسواق الاردن والخليج ، لتدور عملياتها في ثلاثة اقسام : قسم قطاع الاتصالات (منتجات وخدماتت) ، قسم استشارات وتطوير تجربة المستخدم (خدمات للقطاع الحكومي، وقطاعات اخرى، وستارت لابز (مختبر الابتكار) للاستثمار في منتجات مبتكرة في مراحل مبكرة.

واستطاعت الشركة بناء منتجات وتطبيقات وحلول للتحول الرقمي لعملاء في الاردن ومنطقة الخليج واوروبا وامريكا، ومساعدة هيئات حكومية على تطبيق خدمات وتطبيقات تندرج تحت مفهوم " التحول الرقمي".

الى ذلك قال خواجا ان ريادة الاعمال تظهر وتتجلى وتبرز في الازمات اكثر من اي وقت اخر لانه الريادة تتلخص في ايجاد وابتكار والمبادرة بالحلول للمشاكل التي ظهر الكثير منها خلال فترة الشهور الاربعة الماضية في ظل انتشار مرض الكورونا ونجم عنه الكثير من التداعيات والتبعات المرافقة او تلك التي اتخذت في مواجهته.

ويعرف خواجا ريادة الاعمال بانها القدرة على تحويل التحديات الى فرص مع استغلال الموارد المحدودة الموجودة وبسرعة، موضحا بان الريادي هو الشخص الذي يرى فرصة ويستغل موارد محدودة ليصنع اثرا كبيرا.

ويعتقد خواجا بان الريادي يجب ان يكون " شخصا حالما" لانه بدون هذه الصفة سوف يستسلم من اول حاجز ومطب، لان الحالم دائما يتمسك ويسعى لتحقيق حلمه، مشيرا الى اهمية توافر صفة " التحدي والاصرار " لدى الريادي حتى يتمكن من الوصول الى النجاح.

وعلاوة على الصفات السابقة يقول خواجا بان الريادي غالبا ما تشعر بان لديه قصة يرويها بايمان وشغف وهو الشخص المبادر الذي يسعى للقتال عن رايه وفكرته حتى يثبت للناس ولمجتمع انها " تصلح وتسد حاجة".

ويقول خواجا بان على الريادي في الاوقات العادية او في الازمات يجب ان يكون مطلع يقرأ ويعرف ويجمع المعلومات عن السوق والزبون وسلوكيات الزبون، لان المعلومة يمكن او توفر عليه خطوات او توفر عليه تكاليف، وبناءا عليه على الريادي ان يكون منفتحا على الجميع ويسعى دائما للحصول على الارشاد والتوجيه ، لان السوق كفيل في اخراج وغربلة الرياديين المغرورين المنغلقين على انفسهم مهما تميزت افكراهم بالفرادة.

وعن الافكار يعتقد خواجا بانها موجودة وهي مفتوحة امام الجميع ولكن الريادي هو من يراها ويبادر مباشرة بان يحولها الى حقيقة ومنتج ولذا فالعبرة بحسب خواجا في التنفيذ دائما

ويقول خواجا ان الريادي عليه بناء فريق عمل مؤمن بالفكرة وعليه ان ينتج منتجا اوليا في البداية حتى ولو كان منتج غير مكتمل ومن ثم يبدا بالعمل على تطويره وملائمته اكثر للسوق والمستهلك مع التجربة ودراسة تجاوب وردات افعال الناس.

ويعتقد خواجا ان لا حاجة في الاردن لاقرار قانون او تشريع خاص بريادة الاعمال، بل يجب مراجعة كافة السياسات الاقتصادية في كل المجالات، كما يرى بان المحافظات في المملكة " مظلومة" في مجال دعم ريادة الاعمال تتركز معظم البرامج والمبادرات الداعمة ليرادة الاعمال في العاصمة عمان وهو ما يعمق الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين العاصمة والمحافظات.

كما اشار الى ان المرأة في المحافظات ايضا لا تحصل على الدعم الكافي مثل نظيرتها في العاصمة.

ولكنه قال بان هناك خطوات ومبادرات من قبل جهات داعمة لريادة الاعمال بدات تتواجد في المحافظات مثل اربد والعقبة.

وبحسب ارقام غير رسمية زاد عدد البرامج والمشاريع الداعمة والحاضنة لريادة الاعمال خلال السنوات الماضية في الاردن الى اكثر من 200 برنامج ومشروع تتبع حوالي 120 جهة، اكثر من 70% منها يتواجد في العاصمة عمان.

الى ذلك قال خواجا بان مؤسساتنا التعليمية والجامعية تفتقر اليوم الى رؤوية واستراتيجية واضحة وحقيقية لدعم مشاريع التخرج وتحويلها الى شركات ناشئة، الا من بعض الجامعات التي بدات تؤمن وتطبق وتشجع الشباب على الابتكار والريادة بدلا من التعلق بحلم الوظيفة التقليدية، مشددا على اهمية توفير حاضنات ومسرعات اعمال متخصصة لان التخصص عادة ما يوفر الوقت والجهد ويسها عملية النجاح، مثل ان يكون هناك حاضنات اعمال متخصصة في مضمار التعليم والمالية والزراعة وغيرها.

[email protected]