مؤشرات إيجابية للتعافي من كورونا وتداعياتها

نقترب من مرور أسبوعين على انخفاض نسبة الفحوص الإيجابية الى ما دون الخمسة بالمائة، حالات الاشغال في العناية الحثيثة وعلى أجهزة التنفس الاصطناعي وأسرة العزل تقارب ستمائة مصاب؛ هذا يعني أننا نجحنا في تجاوز الموجة الثانية بالرغم من الخسائر البشرية المؤلمة ولكن علينا أن نقر بداية أن الوضع كان سيكون أسوأ بكثير لولا تلك الجهود التي بذلت في رفع كفاءة وامكانيات الجهاز الطبي وعمليات الاغلاق في اضيق نطاق.

اضافة اعلان

 

 إعطاء اللقاحات شهد خلال الأسبوعين الأخيرين وتيرة متصاعدة ستترك اثراً كبيراً في تلافي حدوث موجة ثالثة في حال الاستمرار والتوسع في إعطائها للمتقدمين على المنصة الذين عبروا حاجز المليونين بينما حصل أكثر من مليون مواطن ومقيم على الجرعة الأولى وحصل ما يقارب أربعمائة ألف على الجرعة الثانية؛ من المتوقع أن يرتفع الرقم خلال الأيام القليلة القادمة نتيجة توافر مخزون كبير من اللقاحات.


الأسابيع القادمة مفصلية في انجاز الوعد الحكومي بفتح القطاعات بداية تموز المقبل والعودة للحياة شبه الطبيعية إذا تمكنت فعلا من تجاوز حاجز مليونين ونصف المليون الى ثلاثة ملايين بالجرعة الأولى على الأقل بالإضافة إلى الذين أصيبوا سابقاً لأنه يمكننا من الاقتراب من مرحلة الأمان ولكن مع الاستمرار في التحوط الشخصي من المواطنين.


الأمانة تستدعي الإشارة إلى أن الحكومة نجحت في التعامل مع ملف كورونا بالرغم من بعض الأصوات الناقدة والتي لا تريد أن تقرأ ما يجري في العالم وفي دول لديها إمكانيات وقدرات اضعاف ما يملك الأردن والمقارنة بما أنجز هنا، ولكن اكتمال هذا النجاح وعبور المرحلة القاسية سيتحقق شريطة اقبال المواطنين على التسجيل والالتزام بالموعد المحدد وعدم اشتراط لقاح معين.


حجم التسهيلات التي يقدمها المركز الوطني للأمن وإدارة الازمات ووزارة الصحة ومختلف الأجهزة الحكومية تستحق الشكر والإعجاب والفخر، تيسير عملية الحصول على المطعوم والتوسع في فتح مراكز التطعيم ساهمت في ارتفاع الحاصلين عليه يومياً لما يتجاوز خمسة وستين ألفا وهو مرشح لتجاوز هذا الرقم في الأيام المقبلة.


تبقى مسؤولية المواطن في عدم التردد وعدم الانصياع للأصوات العبثية المشككة بجدوى المطاعيم وعدم الإصرار على نوع معين فكلها آمنة وفعالة طالما أنها مجازة من الجهات ذات العلاقة ولعل تجارب الدول التي مرت بتجربة قاسية مع الوباء كالولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا ومعظم الدول الأوروبية تثبت اليوم ان حملات التطعيم الكبيرة ساهمت في الاستعداد للعودة للحياة شبه الطبيعية خلال هذا الصيف.


استمرار عملية إعطاء اللقاح للقطاعات التعليمية؛ قطاع التعليم الأساسي والتعليم العالي والطلاب بالإضافة للجهاز القضائي والعاملين بالمحاكم والقطاع السياحي والمطارات وبقية الجهاز الحكومي وبشكل مكثف حتى لو استدعى زيادة ساعات العمل او القيام بحملات ضمن أماكن تواجد العاملين في وزاراتهم ومؤسساتهم أولوية لأن ذلك جزء أساسي في انجاز الخطة الحكومية للتعافي.


كتبت في هذه الزاوية مرات عديدة مبدياً ملاحظات عديدة على التعامل الحكومي في التعامل مع الجائحة ولكن الأمانة تستدعي القول إننا امام ملامح انجاز كبير سيكتمل بأفضل صوره شريطة رفع وتيرة إعطاء اللقاح من قبل وزارة الصحة والمبادرة وعدم التردد والالتزام والاحتكام للعلم من المواطنين وعدم الاستسلام للإشاعات والتشكيك.


في معرض تقييم إنجازات الحكومة الحالية بالرغم من الهجمة التي تواجهه؛ يسجل لها أنها تمكنت من التعامل مع جائحة كورونا التي دهمتها في موجتين متتاليتين منذ توليها مهامها وهذا بحد ذاته أولوية لأن صحة المواطنين والمحافظة عليها لا يعلوها ولا يتقدم عليها شيء.

 

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا