مؤيد: طموحي أن أصل إلى العالمية ورسالتي نشر الموسيقى التراثية الأردنية

مؤيد: طموحي أن أصل إلى العالمية ورسالتي نشر الموسيقى التراثية الأردنية
مؤيد: طموحي أن أصل إلى العالمية ورسالتي نشر الموسيقى التراثية الأردنية

فتى مبدع حصد الجائزة الأولى في مسابقة "التقاسيم على آلات الموسيقى العربية"

غيداء حمودة

عمّان- ملامح الثقة والاعتزاز بالنفس تبدو بارزة في وجهه والألق لا يفارق بريق عينيه، وإبداعه لا يتوقف عند شيء، إنه الموسيقي وعازف الكمان والفتى الطموح مؤيد عبده موسى، ذو الـ14 ربيعا الذي شق طريقه إلى الموسيقى كما شقت طريقها إليه واتفقا معا على علاقة أبدية.

اضافة اعلان

يقول مؤيد الفائز مؤخرا بالجائزة الأولى في مسابقة "التقاسيم على آلات الموسيقى العربية" التي نظمها مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الثامن عشر في دار الأوبرا المصرية ونافس فيها أساتذة في الموسيقى من عديد من الدول العربية "لولا حبي للموسيقى لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن وأهدي فوزي لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا".

ويعتبر حفيد المغني الشهير وعازف الربابة الأردني الراحل عبده الموسى أن "الكمان صديقي الدائم"، معتبرا إياه آلته الأولى والأخيرة، واجدا في جده "قدوتي في الحياة"، فهو يستمد منه "الحس والإبداع والمكاثفة على التمرين والعطاء".

ترعرع في بيت يقدر الفنون وصوت الكمان يتردد بين جدرانه، فوالده صبحي عبده موسيقي وعازف كمان ويعمل مع فرقة الإذاعة والتلفزيون، وأخوه محمد عبده موسى حاصل على درجة البكالوريس في الموسيقى ويُدرس الكمان في جامعة اليرموك، فضلا عن تميز إخوته الأربعة الآخرين بآلة ما أو فن آخر.

يقول والد مؤيد "لاحظت تفضيل مؤيد الموسيقى على أي أمر آخر في سن صغيرة"، مما دفع بوالده لأن يعطيه كمانا وهو في السادسة، إلا أن إمساك مؤيد للكمان في يده اليسرى ملأ والده بالحزن ليقينه انه لن يتمكن من العزف على الكمان بهذه الطريقة. مؤيد حينها فاجأ والده بقوله "بسيطة" ليمسك الكمان بيده اليمنى ويسيطر عليها على الفور ويبدأ بالعزف.

ويجيد مؤيد العزف على آلته "الصعبة" وتطويعها في الموسيقى الشرقية والغربية على حد سواء، مدركا أن في كل منهما "مجالا واسعا جدا" وأن "الموسيقى بحر مهما درست فيه تجد نفسك أنك لم تبدأ بعد".

ويعتبر مؤيد موزارت وباخ وفيفالدي "أصدقائي الذين أعيش معهم"، ويضيف مازحا وهو يشير إلى هاتفه النقال "أرقامهم معي"، إلا انه يرى ان هنالك أمرا واحدا يجمعهم وهو "انهم عاشوا وماتوا فقراء الحال ولم يُعرفوا إلا بعد مماتهم"، لافتا إلى أنه تعمق في فيفالدي "كونه عازف كمان ومؤلفا موسيقيا مهما".

تُوفر الموسيقى لمؤيد، الذي شارك مؤخرا في مهرجان دول البحر المتوسط في سورية "الشعور بالأمان والثقة والراحة النفسية"، فضلا عن فرحه الكبير كونه يخرج أصواتا وتقاسيم من "آلة صماء" على حد تعبيره، كما يجد في التقاسيم التي يتميز بأدائها فرصة لإظهار ما لدى العازف من "خيال وتحليق ومشاعر كبيرة".

ويعتبر مؤيد عزفه مع عازف الكمان والموسيقي الشهير جهاد عقل في "مهرجان الإسكندرية 2008"، "إنجازا مهما"، معتزا بلقب "بلبل الكمان" الذي أطلقه عليه موسيقيون في المهرجان.

وإلى جانب استماعه إلى الموسيقى الغربية الكلاسيكية في أحيان كثيرة، يستمع مؤيد لموسيقيين من الشرق ويستفيد منهم "الحس الشرقي" ومنهم أم كلثوم وعبدالحليم والموسيقي الراحل عبود عبدالعال من لبنان، الذي يعتبره "عازفا خطيرا" وأنور المنسي وأحمد الحفناوي وسعد محمد حسن من مصر. ويتمنى لو أنه عاش "في زمنهم" ليبرز لهم موهبته ويقضي معهم وقتا طويلا.

ويؤكد والد مؤيد أن التقاسيم التي يبدعها ابنه "فطرية" أكثر منها دراسية وجاءت من خلال "اجتهاد مؤيد الشخصي واستماعه للموسيقى الشرقية"، فدراسته الأكاديمية في البيت والمعهد الوطني للموسيقى تتركز حول الموسيقى الغربية الكلاسيكية والتي يحفظ مقطوعاتها "غيبا"، بحسب والده، وهو ليس بالأمر السهل لفتى في عمره.

ويتمنى والد مؤيد لو أنه "تتاح لابني ساعات أكاديمية أكثر في المعهد الوطني للموسيقى"، مؤكدا أن موهبته قادرة على استيعاب "أكثر من حصة في الأسبوع".

مؤيد، الذي يقدم دائما في تقاسيمه الشرقية مختارات من الفلكلور الأردني وتراث جده الموسيقي، يعتبر إحياء التراث "رسالة"، ويقول "تراثنا غني إلا أنه لم يأخذ حقه في الانتشار"، مؤكدا أنه يطمح بتأسيس فرقة خاصة بإحياء التراث الأردني "لتصل الموسيقى الأردنية إلى العالمية".

شارك مؤيد في العديد من المهرجانات وحاز على جائزة أفضل عزف منفرد على مستوى المملكة وهو لم يبلغ من العمر عشرة أعوام، كما شارك في الأسبوع الثقافي الأردني في كل من البحرين وتونس العام 2008 ومؤتمر المجمع العربي للموسيقى العام 2009، حيث التقى برئيسة المجمع العربي للموسيقى الدكتورة رتيبة الحفني ودعته بعدها للمشاركة في مهرجان الإسكندرية 2008 ومهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية 2009.

مؤيد متفائل بالحياة وبنفسه، ويقول "طموحي أن أصل إلى العالمية وأصبح عازفا منفردا في أحد أوركسترات العالم"، مقدرا وشاكرا كل من قدم دعما له من وزارة الثقافة والمعهد الوطني للموسيقى وأسرته التي احتضنته والسفير الأردني في مصر ود. رتيبة الحفني وجميع من سانده.

[email protected]