مئوية الدولة.. 72 أردنيا يحتفلون بمئويتهم - فيديو

Untitled-1
Untitled-1

موفق كمال

عمان - احتفل 72 أردنيا ببلوغهم 100 عام من عمرهم في الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي، وفق احصائيات دائرة الأحوال المدنية والجوازات، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات بتأسيس الدولة الأردنية.
ويستذكر اثنان من هؤلاء المئويين، في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، طفولتهما التي بدأت مع عمر المملكة، وشبابهما الذي عاصر بناء الدولة، وسط أبنائهما وأحفادهما، يقصان عليهم بين الحين والآخر قصة وطن بناه مؤسسوه وأبناؤه بالعرق والجهد الموصول.
أحد هؤلاء المئويين العماني أحمد ابزاخ، (أبو حسام) من قبائل الشراكسة الذي ولد في وادي السير، حيث مسقط رأسه ومكان طفولته، يستذكر كيف كان يبيع الماء لسكان وادي السير مقابل عشرة قروش يوميا، لافتا الى أنه كان صبيا في الثالثة عشرة من عمره عندما كان يملأ جرار الماء من (عين الكرسي) وينقلها الى السكان على ظهر الدواب.
يقول أبو حسام، عندما كنا صغارا، كنا نتوجه مع مجموعة من الفتيان إلى المسجد الحسيني في وسط عمان لمشاهدة الأمير عبدالله المؤسس يرحمه الله، والخيالة الذين يتولون حراسته.
ويضيف، لم اتمكن من تعلم القراءة والكتابة، لكن بساطة الحياة في ذلك الوقت جعلتني محبا لذكريات الماضي، مشيرا الى أنه كان من أوائل الناس الذين عملوا في مطار الملكة علياء بمهنة سائق عربة لنقل أمتعة المسافرين.
ويشير إلى أنه سافر الى العراق في العهد الملكي وعمل هناك في معمل بلاط لأكثر ما يزيد على 12 عاما.
ويشعل المئوي (أبو حسام) سيجارته وينفث دخانه وهو ينظر بتأمل على اطلالة عمان الشرقية من شرفة منزله في جبل عمان، قائلا "كانت هذه المناطق عبارة عن غابات خضراء نقصدها احيانا لغايات التنزه ونحرص على عدم التحطيب حفاظا عليها، والآن اصبحت أكواما اسمنتية يسكنها العمانيون".

اضافة اعلان

ورغم أن أبو حسام، يتمتع بحالة صحية جيدة ولا يتناول أي أدوية الا أنه مدخن شره، ووقع في شرك التدخين منذ أن كان صبيا بالثانية عشرة من عمره، مضيفا "ما زلت اواصل التدخين رغم تحذيرات الابناء والاحفاد، وأستهلك ثلاث علب يوميا".
فيما تستذكر العمانية حليمة الرشيد (أم أحمد) طفولتها، في مسقط رأسها في منطقة الاشرفية، مشيرة إلى أن والدها كان نجارا، وهو معمر مثلها حيث توفي وعمره 107 أعوام.
وتتمتع المئوية أم احمد بصحة جيدة ولديها قدرة عالية على تذكر طفولتها وشبابها، عندما "كانت تنزل من حي الاشرفية الى المدرج الروماني لتلعب مع قريناتها من بنات الحي"، مشيرة الى انها عندما تزوجت بدأت تعمل معه في تربية المواشي وزراعة الأراضي في منطقة خريبة السوق.
وتستذكر أنها توجهت ذات مرة هي وصديقاتها الى منطقة اليادودة لمشاهدة الملك عبدالله المؤسس عندما كان يرافقه ولده سمو الأمير طلال وحفيده سمو الأمير حسين يرحمهم الله جميعا.

المئوية حليمة الرشيد (أم أحمد) تحتضن ابن حفيدها وتتحدث لـ"الغد" - (تصوير: أسامة الرفاعي)

وتضيف، كانت الحياة أجمل وعلاقة الناس ببعضهم أكثر صدقا، مشيرة الى أن جاراتها كن يحضرن الى بيت الشعر الذي تسكنه مع زوجها أبو احمد عندما يسمعونه (يدق المهباش)، فنتناول القهوة السادة سويا واحيانا نتناول الفطور.
وتستذكر ام أحمد أيضا أن عمان لم تكن سوى سوق للتجارة الحلال، وبعض المتاجر البسيطة.
وتعيش أم احمد حاليا مع أولادها وبناتها واحفادها وأحفاد اولادها الذين يصل عددهم الى 106، لكنها بصحة جيدة ولا تعاني أي أمراض، وما تزال تنظم الشعر النبطي.