مائدة "جنى".. أكلات تدفئ الجسم وسط اللمة العائلية

شوربة العدس والهريسة والمكمورة من أكثر الأطباق التي لاقت رواجا أثناء العاصفة الثلجية "جنى" -(الغد)
شوربة العدس والهريسة والمكمورة من أكثر الأطباق التي لاقت رواجا أثناء العاصفة الثلجية "جنى" -(الغد)

ديما محبوبة

إربد- تميز العام 2015 بموجات البرد حيث غطت الثلوج أراضي المملكة مرتين بزيارة العاصفتين الثلجيتين "هدى، وجنى"، ما جعل الناس تبحث عن الدفء.اضافة اعلان
وعادة ما يبحث الناس في الشتاء عن الأطعمة التي تساعدهم على الشعور بالدفء، مثل الحساء والعديد من المأكوﻻت الأخرى التي تسهم في تدفئة الجسم وتقي من الإصابة بالفيروسات المسببة لأمراض البرد، وتتضاعف هذه الحاجة عند تساقط الثلج وتزامنه مع العطلة. 
عائلة الحاج سليمان الخالدي أحبت أن تكون الأكلة الشعبية "الكرشات والفوارغ" وجبتهم التي تمدهم بالدفء، تقول أم محمد "لا أستطيع أن أعد هذه المائدة وحدي فهي بحاجة إلى مجهود كبير وتحتاج إلى لمة فلا أقوم بتحضيرها إلا عندما يجتمع أبنائي وبناتي وأزواجهم وأحفادي في المنزل".
وتضيف "جميع بناتي وزوجات أبنائي يساعدنني في التنظيف والحشو والطبخ وإعداد فتة اللسان والأرز وغيرها من المقبلات التي تقدم مع هذه الوجبة"، متابعة "كأن العائلة جميعها كانت تنتظر "جنى" ليجتمع الجميع في منزل العائلة قبل بدء المنخفض استعدادا لمعايشة أجواء دافئة، والإعداد لأكلة موسمية جماعية، وفق قولها.
أما عائلة خليل الرفاعي، التي لم تكن مستعدة للمنخفض، فحضرت أكلة "المكمورة"، التي يستثمرون أيام العطل في الشتاء لإعدادها، حيث يقول "قمت انا وإخواني بالخروج في وقت متأخر لشراء طحين القمح وبعض النواقص لجعل المكمورة جاهزة، وتبرعت بأن أقوم بإعداد أنواع السلطات تشجيعا مني لأمي وأخواتي وزوجتي على عملها فهي تحتاج وقتا ومجهودا كبيرا".
ويبين الرفاعي أنه أقنع والدته وفتيات العائلة بعملها ليلا وتجهيزها حتى يضعنها في الفرن في الصباح الباكر وتكون وجبة الغداء يوم الجمعة.
من جهتها تقول أم تيسير "لم يأت في بالي وجبة في عطلة الثلج غير الكباب الفلاحي، وهو معروف في مدينة إربد وقراها فهي تحتاج إلى عمل ومجهود أكبر مما تتطلبه الكبة الشامية ولا تقدم إلا للعزيز الغالي"، منوهة إلى أن هذه الأكلة تحتاج إلى المساعدة إذ يتم عجن البرغل مع اللحم وتهبيلها على بخار النار".
وتؤكد أن "جنى" أعطتها الفرصة للقاء أحبتها واجتماعهم في منزلها ما جعلها تقوم بواجبهم من خلال إعداد الكباب، مؤكدة أنها وجبة "مفيدة جدا ولذيذة وتدفئ الجسم".
كما توضح أم تيسير بأن وجود الثلج في كل مكان وزيادة البرودة بشكل لا يطاق جعل عائلتها تزيد من طلب الحلويات والتسالي والمكسرات هربا من الكسل والملل، حيث عملت أيضا على إعداد الهريسة والحلبة.
أما عائلة أبو السعيد فلم تستغن عن العدس طيلة العطلة، فكانت الشوربة والمجدرة وحراق إصبعه هي المأكولات المسيطرة، إذ تبين أم السعيد أن عائلتها تعشق العدس وتطلبه بكثرة في الشتاء ما شجعها على عمله بأشكاله المختلفة.
كما قامت أم السعيد بتحضير حلويات "مقطرة" على حد تعبيرها لأنها تدفئ الجسم وتعطيه طاقة، كما أن العائلة تلتف حول الفرن العربي وتحتسي القهوة ريثما يتم خبز صواني الحلويات.
خولة الروسان تصف نفسها بأنها "كالمكوك" لم تجلس أبدا طول عطلة الثلج، وإنما تقوم بصنع الحلويات وما أن تنتهي من طبخة ويتم أكلها حتى تبحث عن صنف آخر، فتزينت طاولتها خلال الثلاثة أيام بالملفوف والمفتول والرشوف، عدا عن وجبات العشاء والتي تحتوي على بعض المعجنات والكثير من الحلويات كالعوامة وكرابيج الحلب، وبعض الكيكات كالتمر والشوكولاتة.
وتؤكد الروسان أن مونة منزلها أوشكت على الانتهاء، غير أن شوارع إربد لم تغلق بالكامل ما سهل على زوجها الحركة وجلب مونة جديدة للمنزل.
في حين يبين علاء الخطيب أنه قرر أن يتجمع هو وأصدقاؤه في غرفته الخاصة ليستضيفهم في بيته، وهنا بدأت طلباتهم التي لم تنته على حد قول أمه "هم يلعبون الشدة والبرسيس ويتضاحكون وأنا أصنع الحلويات والمأكولات اللذيذة وتلبية جميع طلباتهم".
من جهتها، تشير اختصاصية التغذية ربى العباسي إلى أن الجسم في البرد يحتاج إلى تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية التي ترفع من حرارة الجسم.
وترى العباسي في ظل هذه الأجواء الباردة ودرجات الحرارة المتدنية التي تشهدها المملكة في ظل العاصفة الجوية "جنى" لا بد من أن تقوم ربة الأسرة بالتركيز على الأطعمة التي ترفع من حرارة الجسم وتقي أفراد العائلة من الإصابة بنزلات البرد وأمراض الشتاء.
ومن أهم الأصناف الغذائية التي تنصح العباسي بتناولها عصير الليمون والبطاطا الحلوة والكستنا والعدس فهي أنواع لا تزيد الوزن، مبينة احتواء تلك الأصناف على مواد مضادة للأكسدة ومركبات البيتا كروتين إلى جانب احتوائها على كميات عالية من فيتامين c.
وتلفت العباسي إلى أن استخدام الدهون الطبيعية مثل زيت الزيتون والدهون الموجودة في السمك والأفوكادو والمكسرات تساعد على تقوية جهاز المناعة دون أن تتسبب في زيادة الوزن.
وتلفت العباسي إلى أن العشوائية في تناول الطعام التي يقوم بها العديد من الناس بسبب الفراغ والملل التي تسببت فيه الأحوال الجوية إلى التسبب في زيادة الوزن بشكل ملحوظ، إلى جانب الانتفاخ وعسر الهضم.
وتنصح العباسي بضرورة الإكثار من تناول السوائل الساخنة والتي تلعب دورا كبيرا في غسل الجسم من كل الأوساخ وخصوصا البكتيريا، لافتة إلى ضرورة تناول ثمانية أكواب من الماء يوميا.
وتشير العباسي إلى وجود العديد من المشروبات الساخنة التي تعمل بدورها على حرارة الجسم من جهة وحرق الدهون المتراكمة من جهة أخرى كتناول القرفة والشاي الأخضر وشاي أعشاب الميرمية والبابونج واكليل الجبل، الأمر الذي يساعد على الحفاظ على وزن الجسم خلال هذه العطلة.
وفيما يتعلق بالحلويات فتنصح العباسي بالابتعاد عن تناول الحلويات المقطرة التي ترفع بدورها الكوليسترول وتزيد الوزن لاحتوائها على سعرات حرارية عالية، لافتة إلى تحضير الحلويات التي تحتوي على قيمة غذائية عالية مثل السحلب والأرز مع الحليب والمهلبية التي تعتبر وجبة غذائية متكاملة خصوصا عند اضافة القرفة والمكسرات وملعقة من العسل اليها.
ويمكن تناول كوب من المكسرات غير المحمصة، والترمس والذرة المسلوقة، والزبيب والفواكه المجففة  كنوع من المسليات بين الوجبات دون أن تتسبب بأي أضرار صحية خصوصا مرضى السكري، والضغط والكوليسترول.