مادبا: إيقاع الانتخابات يحكمه الهم المعيشي

أحمد الشوابكة

مادبا - تشكل حركة التجمعات العشائرية والأهلية في انتخابات المجالس البلدية والمحافظة في مادبا، ملمحا رئيسا على فاعلية الحراك الانتخابي من عدمه، في ظل ظروف اقتصادية قاسية، يعيشها غالبية المواطنين، ما يشعر بأن هذه الانتخابات التي تأتي في وقت عصيب معيشيا، وفق مراقبين، لن تكون كسابقاتها.

اضافة اعلان


ويشكل نموذج بلدية لب ومليح لهذه الانتخابات، حالة قد تنطبق بشكل عام على بقية البلديات في محافظة مادبا، اذ يسعى مترشحو البلدية إلى كسب ود الناخبين، تحت لافتة العشائرية بالذات، فيما يشكل أصحاب "الأصوات الحائرة"، حالة مربكة للمترشحين، ويسعون بطرق مختلفة الى كسب تأييدهم، لأنهم يشكلون الكف الراجحة عادة في أي انتخابات.


وتبدو تأثيرات الحالة الاقتصادية على أهالي البلدة واضحة، اذ تأخذ جل اهتمامهم، وتدفع باتجاه جعل الانتخابات بعيدة عن هواجس غالبيتهم، واذا كان هناك اهتمام بها، فإنه يقع غالبا على المحيط العشائري للمترشح، أما الدائرة التالية من الناخبين بعد المحيط العشائري فتبدو غير منهمكة بهذه المسألة.


وفي نطاق الأرقام، فإن عدد الناخبين في بلدية مليح/ الدائرة الخامسة: 3252 ناخبا و3953 ناخبة/ (مقاعد)، وفي لب: 1826 ناخبا و2372 ناخبة/ (3 مقاعد)، و(2 كوتا)، ورئيس واحد، وفق سجلات الهيئة المستقلة للانتخاب.


ناشطون قالوا إن اللقاءات الاجتماعية مع المترشحين لانتخابات مليح ولب البلدية والمحافظة، تشكل فرصة لترويج برامجهم وتسويق أنفسهم، بخاصة في الدواوين العشائرية، بحيث تجري فيها مشاورة القواعد الانتخابية والمترشحين، لتشكيل القوائم الانتخابية.


وبينوا أن هذه اللقاءات ليست بالحرارة والاندفاع الذي كانت تشهده أي عملية انتخابية في السابق، مع بروز حالة من الاستياء العام لدى الناخبين، بخاصة وأن الناخبين خبروا في مرات ماضية، عجز المترشحين عن تلبية أدنى متطلبات بلديتهم، وهذا بدوره يصعب على المترشحين مهمتهم، ويدفعهم لممارسة جهود كبيرة لإقناع المواطنين بدعمهم ومؤازرتهم.


واعتبر النشطاء أن تجربة تطبيق نظام (اللامركزية)، والذي يتزامن مع إجراء الانتخابات البلدية، هو بذاته فعل ايجابي، لما يحمله من فوائد لقضاء مليح، وهم بذلك يأملون أن يسهم بإيجاد مشاريع تنموية قابلة للتنفيذ، بعيداً عن البيروقراطية.


وبرغم ما ينهمك المواطنون به من محاولات لتحسين أوضاعهم المعيشية وتلبية حاجياتهم الأساسية، الا أن النشطاء يشيرون الى أن طبيعة المجتمع في قضاء مليح، لن تتخلى عن المشاركة في هذه الانتخابات، وهو ما يؤشر الى أن الايام المقبلة للحراك الانتخابي ستكون ساخنة.


ويشيرون الى أنه برغم ما كانت عليه التجارب الانتخابية سابقة، من عدم تأثير واضح في العملية التنموية للقضاء، الا ان التنافس العشائري يشكل الأساس الذي تقف عليه هذه الانتخابات لا البرامج الانتخابية، وهو ما يجعل الاصوات الحائرة تصب في خانة أخرى في حال تقدمت للاقتراع، فهم هذه الفئة الوصول الى مترشحين يمتلكون برامج ويمكنهم تطبيق جزء منها، في وقت يمكن فيه أن تفيد التجارب السابقة للانتخابات، بعدما انصياع بعض المنضوين تحت التحالفات والتكتلات العشائرية لرغبة تجمعاتهم، وهو ما يضفي مزيدا من الحرارة على الحراك، ويزيد من عملية التنافس.


وأكد سليمان النوافعة، أن بعض التجمعات العشائرية تحاول التكتل مع عشيرتها عبر الاجتماعات واللقاءات والمشاورات بين أبنائها، للمساهمة بالإجماع على مترشح، لكن هذه الحالة لم تعد ذات أهمية في ظل اقتراب يوم الانتخابات، بخاصة وأن غالبية المترشحين استقروا على الاستمرار في ترشحهم.


وبرغم ما يفصح عنه محمد الحمايدة من أن المزاج الشعبي، يشهد حاليا فتوراً واضحاً تجاه الانتخابات البلدية المقبلة، ولكن مع زيادة وتيرة وقرب موعد الترشح، يتوقع بأن تتزايد حمى المنافسة والاهتمام الشعبي بها، ولكن ذلك الاهتمام ليس بالوتيرة التي جرت عليها الانتخابات السابقة.


ويؤكد الحمايدة أهمية انتخاب مجلس المحافظة، مشيراً إلى أن المواطن سيلمس الشق الخدمي عبرها لتطبيق منظور عمل بعيد عن الروتين والبيروقراطية التي أدت لتأخير تلبية احتياجات الأهالي الضرورية، وذلك بعد تنفيذ التجربة الأولى لانتخاب مجلس المحافظة قبل أربعة أعوام.

إقرأ المزيد :