مادبا: صهاريج تلقي حمولاتها في الأودية.. و"البيئة" تعمل لتتبعها إلكترونيا

صهريج يقوم بسحب المياه العادمة من إحدى الحفر الامتصاصية في مادبا - (ارشيفية)
صهريج يقوم بسحب المياه العادمة من إحدى الحفر الامتصاصية في مادبا - (ارشيفية)
احمد الشوابكة مادبا - بينما يشتكي مواطنون في مادبا من تفريغ صهاريج نضح حمولاتها في الأودية، ما يشكل مخاطر بيئية وصحية على المياه الجوفية والسدود، طالبت وزارة البيئة عبر كتاب وجهته لمحافظ مادبا بحصر صهاريج النضح لوضعها تحت جهاز التتبع على نظام الإلكتروني( GPS )، لتحديد موقع تفريغ هذه الصهاريج لحمولاتها، تحاشياً لتسببها بالعكورة والتلوث لمياه السدود والمياه الجوفية، وفق ما ذكره وزير البيئة نبيل المصاروة لـ"الغد". لكن المصاروة أكد أن هذه الصهاريج رغم خطورتها لم تتسبب بعد بأي تلوث في تجمعات المياه بالمحافظة، مشيرا الى أن نتائج فحوص عينات مياه سد الوالة التي أشرفت عليها الجمعية العلمية الملكية مؤخرا، أظهرت عدم تلوث مياه سد الوالة بمياه الصرف الصحي من محطة جنوب عمان أو من غيرها في اشارة الى الصهاريج. واشار إلى أن نتائج فحوص العينات أظهرت أيضا مطابقة مياه بحيرة سد الوالة والمياه الجارية في وادي الرميل لأغراض الإسالة إلى الأودية وتغذية المياه الجوفية بحسب المواصفة الأردنية رقم 893 / 2006 باستثناء عناصر الألمنيوم والحديد والمنغنيز، التي غالبا ما يعود ارتفاعها في المياه السطحية إلى المحتوى الطيني، أو المواد الصلبة العالقة في المياه، أو إلى مصادر صناعية في المسقط المائي. وأعتبر مواطنون، أن وضع كل الصهاريج تحت نظام التتبع الإكتروني نقطة إيجابية ولا مفر من ذلك، لدرء اي حالى يمكن ان تتسبب بحالات تلوث في السدود والتجمعات المائية، مطالبين بالإسراع في تنفيذ هذا التوجه الذي يصب في مصلحة المواطن، ويعمل على وفرة في الحصاد المائي. وأكد المواطن محمد سليم، أن المياه العادمة المطروحة بالاودية باتت تؤرق المواطنين، خشية على مواشيهم ومزروعاتهم من هذه المياه العادمة، وما يمكن ان تسببه من تلوث بمياه الشرب في آبار الوالة والهيدان. وأعتبر المواطن حبيب عيد الشوابكة، أن تفريغ حمولة الصهاريج في الأودية ومواقع أخرى، يعد من أخطر الطرق التي يستخدمها أصحاب الصهاريج للتخلص من المياه العادمة، عن غير وعي لما يرتكبونه من انتهاكات بحق الطبيعة ودون رقابة رسمية. وقال ان اصحاب الصهاريج يلجأون للتخلص من حمولاتهم في الاودية لتوفير التكلفة بعدم دفع مقابل لمحطة التنقية، مخالفين بذلك قانون البيئة، الذي يلزمهم بالقائها في مكان تخصصه البلدية. وقال مهند أبو قاعود، ان التخلص من المياه العادمة يجب أن يتم في محطات المعالجة التي تصلها "المجاري" عبر شبكات الصرف الصحي، والتخلص منها في غير ذلك يعتبر مصدر تلويث للبيئة عامة وللمياه الجوفية بشكل خاص، مضيفا بأنه حين يتم التخلص من المياه العادمة بطريقة عشوائية في الأودية والسيول، فانها تجتاز طريقها عبر الفتحات والشقوق وتتسرب إلى المياه الجوفية فتلوثها وتهدد جودتها. وقال النائب الدكتور نصار الحيصة، أن كل القرارات بخصوص قضية تلوث وعكورة أبار الوالة والهيدان تحتاج إلى دراسة عميقة مبنية على اسس علمية، لمنع اي تلوث، كون محطة آبار الوالة والهيدان مصدرا لتغذية المحافظة ومحافظات اخرى، وبالتالي يجب إزلة الخلل الذي أضحى " مزعجاً " للأهالي. ووصف أن قرار وزير البيئة بإجراء فرض نظام التتبع الإلكتروني على صهاريج النضح، قراراً يخفف من وطأة الحالة على المياه في المحافظة. وأكد المصاروة أن هناك عملا جادا نحو إيجاد حلول للبؤر الساخنة بيئياً من خلال كوادر لمكتب البيئة الذي استحدث حديثاً لتخفيف وطأة التلوث البيئي في محافظة مادبا، مشيراً إلى أن "صحة وسلامة المواطن من أهم الركائز التي نعمل من أجلها، ولن نسمح لمن تسول نفسه بتخطي القوانين واللوائح المتبعة في وزارة البيئة". ويؤكد مصدر من وزارة المياه والري، أن قضية رصد وتتبع صهاريج النضح وتفريغها تعود إلى وزارة البيئة والحاكم الإداري، واصفا الإجراء بانه "سليم جدا". واضاف أن الوزارة تهدف الى استدامة مصادر المياه الجوفية،" خاصة وان مصادرنا للمياه محدودة وأغلبها جوفية"، مؤكدا ان الوزارة ترصد وباستمرار صلاحية وكفاية وكفاءة المياه. واشار إلى أن الوزارة وشركة "مياهنا،" تنفذان برامج رقابية مكثفة على نوعية مياه الشرب من المصدر المائي حتى وصول المياه إلى عداد المواطن، وإدارة جودة المياه. وقال المصدر، ان المحافظة على نوعية المياه يعتبرهدفا رئيسيا يطبق على البرامج الرقابية للمياه المعدة للشرب وفق المواصفات القياسية النافذة، من خلال تكامل الأداء بين الوزارات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة التي تتولى الموافقة على استغلال المصادر المائية واجازتها، ليتم استغلالها لأغراض الشرب، بما فيها اجازة آبار الهيدان وتنفيذ البرنامج الرقابي المشترك عليها كلما حدث توقف احترازي، نتيجة جريان الوادي المحاذي لهذه الآبار المصنفة لانها آبار جوفية ضحلة تتعرض لظاهرة التعكر. وقال محافظ مادبا علي الماضي، ان هناك متابعة من قبل الأجهزة ذات الاختصاص لأصحاب صهاريج النضج، ومن يخالف التعليمات بهذا الخصوص سيتم معاقبته، بحسب القانون، مشيرا إلى أن صحة وسلامة المواطن خط أحمر، وكل من تسول له نفسه بتجاوز القوانين والأنظمة سيكون القانون رادعا له. واشار الى ان المحافظة ستعمل على التعامل مع طلب وزارة البيئة بخصوص الصهاريج وفقا للقانون في الايام القليلة المقبلة. وأكد المدير التنفيذي لبلدية مادبا الكبرى جلال مساندة، أن الصهاريج يجب ان تفرغ حمولاتها من المياه العادمة في محطة التقنية شرق مدينة مادبا والتابعة لإدارة مياه المحافظة، مقابل مبالغ مالية متفق عليها.اضافة اعلان