مادبا: غياب المرافق والبنى التحتية ينغص استمتاع الزوار بالمناطق الطبيعية الخلابة

وادي السلايطة وهو إحدى المناطق الطبيعية الخلابة بمحافظة مادبا-(ارشيفية)
وادي السلايطة وهو إحدى المناطق الطبيعية الخلابة بمحافظة مادبا-(ارشيفية)
أحمد الشوابكة مادبا - وفرت الأجواء الدافئة، التي سادت معظم مناطق المملكة خلال الأيام الماضية، بيئة مناسبة لزيادة النشاط في الحركة السياحية الداخلية وزيادة أعداد المتنزهين والزائرين إلى مختلف أرجاء المناطق السياحية الطبيعية في محافظة مادبا، ذات المناظر الخلابة، بيد ان غياب المرافق والبنى التحتية وضعف مستوى النظافة كان عاملا منغصا للزوار. وشهدت الساحات والحدائق العامة والأماكن السياحية مساء وحتى أوقات متأخرة حركة، بحثاً عن الراحة والطمأنينة والأجواء التي تخفف من حدة الحر. وكانت مناطق: الواله والهيدان وجبل نيبو وعيون موسى وماعين وحسبان.. وجهة متنزهين، حيث غصت هذه المناطق بزائريها مستمتعين بما تحتويه من طبيعة خلابة وجبال شاهقة وأشجار وأزهار برية ومياه وينابيع ووديان، قل نظيرها. ورغم استمتاع الزائرين والمتنزهين، إلا أنهم، جددوا مطالباتهم بضرورة توفير خدمات البنى التحتية لهذه المناطق من حمامات ومطاعم وتأهيل الطرق المؤدية إليها بشكل أفضل، بحيث تغدو مؤهلة لاستقبال الزائرين بشكل أفضل. وطالب مهتمون بالشأن البيئي والسياحي ومتنزهون بإدامة النظافة في مواقع التنزه وعدم تحميل المسؤولية للبلديات وحدها، وتنظيم حملات رسمية وتطوعية لجمع كميات كبيرة من النفايات التي تلقى وتترك في الموقع. وقال المواطن عامر حمارنة، بأن على الجهات المختصة محاربة الظواهر السلبية، مثل إشعال النار وسط الأماكن الأسفلتية والتفحيط التي تعكر صفوة المنتزهين، مؤكدا على ضرورة تواجد دوريات للشرطة وجهات رقابية. ويؤكد المواطن رأفت الخضور، أن توفير خدمات البنى التحتية لهذه المناطق وتأهيل الطرق المؤدية إليها، يساهم بجذب أكبر للسياح والمتنزهين، الأمر الذي يعود بالنفع على المنطقة بشكل عام وأهلها بشكل خاص. وتخوفاً من حدوث حالات غرق في حوامات وادي الواله والهيدان، تدعو المواطنة آلاء حسن، إلى ضرورة تأمين هذه المناطق بفرق إنقاذ، وإغلاق المناطق المائية الخطرة، سيما وأنه مع كل فصل صيف تشهد تلك المناطق حالات غرق يذهب ضحيتها أشخاص في مقتبل العمر. من ناحيته، يقول الجرافيتي خالد الطوالبة، أن محافظة مأدبا تتميز بتنوع تضاريسها، ما أكسبها بعدا استراتيجيا على المستوى التنموي التكاملي، فهي تشتهر بسهولها الواسعة المنبسطة، والتي ترفد الوطن بكميات وافرة من الحبوب، إضافة إلى أن مناطقها الغورية والشفا غورية، تعتبر من أهم المصادر في إنتاج الخضراوات والفواكه وثمار الزيتون. ودعا المخرج صلاح أبو الغنم، الحكومة إلى فتح قنوات الاستثمار في المواقع السياحية من خلال جذب القطاع الخاص، لإقامة مشاريع استثمارية سياحية فيها، مشيرا إلى أن المنطقة الفيصلية، أرض خصبة للاستثمار في مجال الفنادق والمطاعم والأماكن الترويحية. ويقول المواطن سالم الجلاغيف، أنه يشاهد سنويا عند زيارته مواقع التنزه في المنطقة كميات من القمامة، ومخلفات المتنزهين الملقاة تحت الأشجار وفي أماكن جميلة، داعيا إلى تنظيم حملات نظافة لجمع هذه المخلفات، ووضع حاويات كبيرة في تلك المناطق للحفاظ على جماليتها. وعبر المستثمر في مهبط الطائرات بجبل نيبو شبلي الوخيان، عن امتعاضه الشديد للإهمال بـ "المهبط"، والذي يعتبر أحد الوجهات السياحية للأهالي، داعيا إلى إعادة تنظيم هذا الموقع، وتوفير البنى التحتية له، بما يمكن من استثماره بشكل لائق . ويقول إن منطقة "المهبط" المحيطة بالغابة تتطلب من الجميع المزيد من الرعاية والاهتمام، وتوفير الخدمات الضرورية للزوار، منتقدا ما تشهده المنطقة من تراكم النفايات تحت الأشجار، وعدم توفر وحدات صحية لخدمة المتنزهين الذين يؤمون المنطقة بحثا عن الراحة والاستجمام. وأكد محافظ مادبا بلال النسور، أنه لن يتهاون بموضوع العبث بالممتلكات وتطبيق القانون في بعض القضايا العامة والقضايا التي تمس حياة المواطنين مباشرة، لحماية الأهل في محافظة مأدبا من خلال الحاكمية الإدارية. من جانبه أكد رئيس بلدية مأدبا الكبرى المهندس أحمد الأزايدة، أن أجهزة البلدية معنية تماما بالمحافظة على المواقع الأثرية والسياحية، حيث تقوم بحملات توعوية وإرشادية للحفاظ على بيئة المواقع، لكن مع ذلك تقوم أجهزة البلدية بحملات نظافة في المناطق السياحية باستمرار، وبالتوافق مع كافة الجهات ذات العلاقة. وأضاف الأزايدة أن مسؤولية الحفاظ على نظافة المناطق السياحية تقع على عاتق كل مواطن يزور تلك المناطق، لافتا إلى ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية من سياحة، وبلديات، وبيئة، ومؤسسات تعليمية، لبذل المزيد من الجهود لتعزيز مفهوم المواطنة، من خلال الحفاظ على نظافة الأماكن السياحية والاعتناء بها. وأشار الأزايدة إلى أن البلدية معنية في إقامة مشاريع استثمارية سياحية في المناطق التابعة لحدود البلدية، وبخاصة المناطق السياحية، حيث عملت البلدية على فتح قسم للاستثمار، يسهل عملية التراخيص وتشجيع المستثمر من خلال ابتعاده عن نظام الروتين والبيروقراطية. ودعا وزارة السياحة إلى تخصيص مبالغ مالية من موازنتها للبلديات لتستطيع القيام بدورها للحفاظ على المواقع السياحية، مبينا أن الإمكانات لدى البلدية غير متوفرة بسبب قلة عدد العمال والآليات. وفيما يتعلق بمطالبة مواطنين بتوفير مدربي وفرق إنقاذ في مناطق الحوامات المائية بالواله والهيدان، أكد مصدر في مديرية دفاع مدني محافظة مأدبا، أن المديرية "توفر فريقا من الغطاسين يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، مجهزا بكامل الأدوات التي يحتاجها الغطاس"، داعيا إلى "أهمية توعية المواطنين من مخاطر السباحة في مناطق الحوامات". من جانبه قال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، إن مناطق: الوالة والهيدان وجبل نيبو وعيون موسى وماعين وحسبان، كانت وجهة المتنزهين، حيث غصت هذه المناطق بزائريها مستمتعين بما تحتويه من طبيعة خلابة، وجبال شاهقة وأشجار خضرة وأزهار برية ومياه وينابيع ووديان، قل نظيرها. واضاف انه رافق ذلك حركة سياحية خارجية، حيث واصلت الأفواج السياحية الأجنية ومن مختلف الجنسيات التوافد على محافظة مأدبا للاستمتاع بمناظرها الخلابة ومناطقها السياحية الأثرية والتاريخية، وتحديدا كنيسة الخارطة والمتحف، وكنيسة الرسل والحديقة الأثرية، وموقع جبل نيبو، ومكاور.اضافة اعلان