ماذا بعد؟

يخلد لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم للراحة لنحو شهرين، قبل أن يعاود "النشامى" تحضيراته لاستئناف مشواره في التصفيات الآسيوية المزدوجة، المؤهلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا - الصين 2023، حيث يغيب المنتخب عن الجولة السابعة التي ستقام يوم 26 آذار (مارس) المقبل، في حين يدخل اختبار "أكون أو لا أكون" في مواجهة مضيفه وشقيقه الكويتي يوم 31 آذار (مارس) المقبل، ومن ثم يخوض آخر مباراتين في التصفيات بمواجهة منتخبي نيبال واستراليا يومي 4 و9 حزيران (يونيو) المقبل.اضافة اعلان
المباريات الثلاث المتبقية للمنتخب الوطني ستقام خارج الديار، بعد أن لعب جميع مبارياته البيتية، ولم يجمع فيها سوى 7 نقاط وأهدر 5 أخرى جراء تعادل بطعم الخسارة أمام الكويت، وخسارة كان بالامكان تجنبها في مواجهة المنتخب الاسترالي.
10 نقاط جمعها "النشامى" في المباريات الخمس خلال الجولات الست الماضية، ويحتاج فعليا إلى 6 نقاط في المباريات الثلاث خلال الجولات الأربع المتبقية من عمر التصفيات الآسيوية، ليعرف مصيره فيما إذا كان سيتأهل إلى المرحلة التالية من تصفيات كأس العالم، وفي نفس الوقت يتأهل مباشرة إلى نهائيات كأس آسيا، أم أنه سيودع تصفيات المونديال ويدخل في تصفيات جديدة مؤهلة لكأس آسيا.
ما قدمه المنتخب في مبارياته الخمس الماضية لم يكن مقنعا للغالبية العظمى من المتابعين بمختلف تسمياتهم.. الأداء كان عاديا أو متوسطا والنتائج مخيبة للآمال حتى وان تحقق الفوز في ثلاث مباريات وتم التعادل في مباراة وحدثت الخسارة في أخرى.
16 نقطة قد تؤهل "النشامى" بشكل كبير جدا، بعد أن يكون أحد أفضل 4 أو 5 منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات الثماني، وبوضوح أكثر لا بد للمنتخب الوطني أن يحقق الفوز على منتخبي الكويت ونيبال تباعا، ويدخل مباراة استراليا باحثا عن رد اعتبار أو نقطة تؤكد التأهل بعيدا عن الحسابات الدقيقة.
الفترة الفاصلة بين الفوز على الصين تايبيه بخماسية نظيفة أول من أمس، واللقاء المقبل أمام المنتخب الكويتي بعد 131 يوما بالتمام والكمال، تستوجب إجراء جردة حساب عقلانية وموضوعية الهدف منها أولا وأخيرا مصلحة المنتخب الوطني، وليس "تصفية حسابات" أو "جلد ذات" أو البحث عن "بطولات وهمية"، في وقت تحتاج فيه الكرة الأردنية إلى كل جهد صادق ودعم لتصويب المسار وتوجيه البوصلة صوب الإنجازات.
قد يرى البعض في إقالة المدير الفني فيتال حلا للمشكلة، لكنه في الواقع هروبا منها وتوجها نحو قرار جماهيري أقرب ما يكون إلى وصف "الجمهور عايز كدة".
ليس من الخطأ أو العيب أن يعترف الجهاز الفني بتقصيره في بعض المواضع، وفي ذات الوقت لا بد من الاعتراف بأن الكرة الأردنية تعاني من نقص شديد بل وندرة في المواهب، وهذه مسؤولية جماعية حين أغلقت الأبواب على الاجيال الناشئة والشابة وفتحت على مصراعيها أمام اللاعبين كبار السن، والنتيجة أن منتخبنا الوطني وصل إلى مرحلة "الكهولة" في معظم عناصره، وبات بحاجة شديدة الى ضخ دماء جديدة قبل أن يصاب بـ "الفقر".
رغم كل ما سبق أعتقد بأنني ما زلت متفائلا بإمكانية رؤية النشامى في المرحلة المقبلة من تصفيات المونديال، وأتمنى أن يكون رهاني في مكانه.