ماذا بعد التأهل؟

أول من أمس، اختتم المنتخب الوطني لكرة السلة نافذة التصفيات، التي حقق من خلالها هدفي صدارة المجموعة السادسة والتأهل إلى نهائيات كأس آسيا التي ستقام في أندونيسيا خلال شهر آب (أغسطس) المقبل، بعد التفوق على المنتخب الفلسطيني الشقيق مرتين ومنتخب كازاخستان. المباريات الثلاث لـ "صقور الأردن"، وإن شهدت مشاركة النجم أحمد الدويري في مباراتين منها، الا أنها في ذات الوقت شهدت غيابا لعدد من النجوم المخضرمة لاسباب مختلفة، ومنهم المجنس دار تاكر وزيد عباس وموسى العوضي. في فترات معينة من زمن المباريات الثلاث، سيطر الخوف على المتفرجين عبر شاشة التلفزيون، بعد أن أقيمت التصفيات دون حضور جماهيري تنفيذا للبروتوكول الصحي المتعلق بفيروس "كورونا"، وتخوف عشاق "صقور الأردن" من تعرضه للخسارة، ليس بسبب تطور المنتخبين المنافسين فحسب، وإنما أيضا نتيجة للغيابات المؤثرة وانخفاض مستوى لاعبين آخرين في صفوف منتخبنا الوطني. لا شك أن اتحاد كرة السلة برئاسة محمد عليان، يترقب معرفة هوية المنافسين في النهائيات بعد إجراء القرعة، وفي ذات الوقت يدرك جيدا حاجة المنتخب لاكتمال الصفوف وحسم ملف المجنس، سواء بعودة دار تاكر في حال شفائه أو اختيار آخر في مركز يحتاجه "صقور الأردن"، ويمكنه من خلاله تأدية الغرض من تجنيسه وإحداث نقلة نوعية وتأثير إيجابي، وبمعنى واضح أن يكون أفضل مستوى من اللاعبين المحليين حتى يكون مؤثرا، ويتم حسم ملف المجنس بأسرع وقت ممكن. المباريات الثلاث كانت مهمة كي يستعيد اللاعبون إحساس المباريات الرسمية بعد طول غياب، كما كانت الفرصة مناسبة لتجريب بعض اللاعبين الشباب الجدد، ومنحهم أدوارا ولو بسيطة يمكن أن يكتسبوا من خلالها وبشكل متدرج الخبرة المطلوبة، لسد الفراغ في حال حدوث غيابات مؤثرة كما حدث في النافذة الأخيرة. ولا بد من التأكيد مرة أخرى أن المنتخب الوطني هو في نهاية المطاف، نتاج مسابقات أندية محلية، مع وجود لاعب أو أكثر محترف في الخارج، وبالتالي لا بد من إعادة توجيه "بوصلة" الاتحاد صوب مزيد من الاهتمام بمسابقة الدوري الممتاز وبطولات الفئات العمرية، التي يفترض أن تكون خير رافد للفرق الأولى في الأندية. بلوغ نهائيات كأس آسيا يفترض أن يكون حدثا عاديا، لأن "صقور الأردن" الذي تواجد في المونديال مرتين، سبق وأن نافس بقوة على لقب كأس آسيا حين حل ثالثا العام 2009 في تيانجين، وخسر النهائي بفارق نصف سلة أمام المنتخب الصيني المستضيف في ووهان العام 2011، ومن المؤكد أن أهداف "صقور الأردن" تتجاوز طموح التأهل إلى التحليق عاليا في فضاء المنافسة الآسيوية.اضافة اعلان