ماذا تعرف عن مرضي الثعلبة والقرع؟

عمان- يعد مرضا الثعلبة والقرع، داءين مختلفين كل الاختلاف غير أنه تجمعهما نقطة واحدة هي تساقط الشعر في مناطق مختلفة في الرأس بأشكاله الدائرية، لكن يختلفان في السبب والأعراض عن قرب ومن ثم في العلاج.اضافة اعلان
ويعرف مرض الثعلبة (الحاصة البقعية) بأنه فقدان كامل للشعر من منابته، وهو غير معد يصاب به الصغار والكبار، ويلاحظ غالبا في فروة الرأس وممكن ان يصيب أي منطقة في الجسم بأشكال دائرية أو بيضاوية معروفة عند غالبية الناس، وأول من يلاحظها الحلاقون يصعب عليهم تفريقها عن القرع إذ في الغالب ما ينصحون المريض بالتوجه للطبيب لضرورة أخذ العلاج المناسب.
ويتشجع بعض المرضى في سبيل علاجها بفرك المنطقة بالثوم أو غيره من الخلطات المركبة من قبل العطار أو الصيدلي من دون أن يحصل على النتيجة المرجوة، وعند لجوئه إلى الطبيب في نهاية المطاف يقوم بتشخيص الحالة إذ يفحص عن قرب البقعة مستخدما العدسات المكبرة للمنطقة المصابة خصوصا منابت الشعر؛ حيث يكون الجلد ذا ملمس ناعم جدا لا ترى فيه البويصلات الشعرية العادية.
وللثعلبة أسباب كثيرة غالبيتها غير معروفة لكن ثبت ان للحالة النفسية دورا كبيرا في ظهورها؛ حيث عملت دراسة على نزلاء السجون ان كثيرا منهم تظهر فيه أعراض المرض نظرا للحالة النفسية التي يمرون بها، ويصاب بها الصغار الذين يعانون من الغيرة بين أقرانهم، أو الكبار نتيجة لضغط في العمل أو طالب معرض لامتحان، ويتم العلاج في البداية بطمأنة المصاب بها بأنها غير معدية، وتهدئة المريض لها دور كبير في إعادة الشعر الى طبيعته، بالإضافة إلى استخدام مركبات موضعية سواء سوائل أو مراهم وقد يلجأ البعض لاستخدام إبر تحت الجلد في المكان المصاب نفسه حيث تعمل تغذية البويصلات الشعرية لاستعادة نموها.
أما القرع فيلاحظ هنا تقصف مع سقوط في الشعر بالمنطقة المصابة يصاب به الصغار ونادر جدا عند الكبار فهو مرض فطري معد أي ينتقل من شخص الى آخر باستعمال الأدوات نفسها سواء المشط أو المنشفة، مصدرها الاحتكاك بحيوان سواء قط أو كلب وغيره، ومن ثم من إنسان الى آخر خصوصا في المدارس، والجيل القديم يتذكر حينما كان يفرض على طلاب الصفوف الأولى حلق شعر الرأس كاملا وذلك لتفادي انتقال المرض بين الطلاب وهو إجراء وقائي.
والمرض سهل التشخيص من قبل الطبيب الممارس حيث يرى تقصف وسقوط الشعر مع قشور في المنطقة المصابة بشكل دائري تتسع تدريجيا، وقد يلجأ الطبيب إلى عمل فحص مجهري للشعرة المصابة للتأكد من التشخيص.
أما العلاج فهو متوفر غير أنه للأسف متكرر انقطاعه في الأسواق ما يجبر الأهالي ان يحضروه من الخارج، ويحتاج المرض لمدة طويلة من العلاج أقلها شهر ونصف الشهر عن طريق الفم ولا تكفي المراهم الموضعية المضادة للفطريات لعلاجه، ويجب على الطبيب أن يشرح لأهل المصاب ضرورة استخدامه طوال هذه المدة حتى لا يلجأ الى طبيب آخر بعد أسبوع أو أسبوعين ان لم يظهر تحسن عند المصاب.

الدكتور إبراهيم مسك
مستشار أمراض جلدية وتناسلية
www.medicsindex.com