ماذا تعني "الصحة المالية".. وكيف تساعد في تخطي أزمة الجائحة؟

الغد- يقول 64% من الأميركيين إن المال مصدر أساسي للتوتر في حياتهم، كما أفاد 52% بأنهم تعرضوا لتأثيرات مالية سلبية بسبب جائحة كورونا، وفقا للجمعية الأميركية لعلم النفس. في تقرير نشرته الجزيرة نت نلا عن موقع "هيلث لاين" (Health line) الأميركي تقول الكاتبة كاثي كاساتا إن تحقيق التوازن المالي في أوقات الأزمات أمر ضروري، لكنه يحتاج إلى الكثير من الجهد لتجاوز مشاعر القلق والخوف والتعامل مع الوضع المالي بشكل عقلاني. ويقول ناثان أستل المعالج النفسي وعضو جمعية العلاج المالي الأميركية "عندما أكون متوترا بشأن الوضع المالي أو أشعر بالقلق من أن أخسر وظيفتي أو أغرق في الديون يسبب ذلك ضغوطا إضافية، وإذا كنت أعاني من مشاكل نفسية فستزيد وتيرة تلك المخاوف". وحسب رأيه، فإن المشاكل النفسية تؤثر مباشرة على التصرف في الموارد المالية، حيث يمكن أن يلجأ البعض إلى الإنفاق بشكل أكبر وعدم الاهتمام بالميزانية في أوقات الأزمات. ويشير أستل إلى أهمية الصحة المالية في مثل هذه الظروف، أي الإنفاق المتوازن والتحكم في الميزانية، وتتكون الصحة المالية حسب قوله من 3 عناصر: المعرفة المالية: وهي المعرفة الجيدة بوضعك المالي، مثل معرفة رصيدك الائتماني. السلوك المالي: ويشمل اتخاذ القرارات بشأن كيفية إنفاق المال وتوفيره. المشاعر الذاتية تجاه المال: تتضمن ما تشعر أو تفكر فيه بشأن إنفاق المال. وحسب الخبيرة المالية كريستينا كلينوتيك نائبة الرئيس ومديرة العلامات التجارية والشراكات الإستراتيجية في منصة "لوريل رود" (Laurel Road)، فإن العافية المالية لا تتعلق بالثروة، بل بكيفية تعاملك مع أموالك وكيفية استغلال هذه الأموال لتحقيق أهدافك في الحياة، فالوصول إلى فهم عميق لوضعك المالي وكيفية إدارة مواردك لتحقيق أهدافك بطريقة تقلل الضغوط هو أفضل سبيل لتحقيق الصحة المالية. وقد يستغرق تحقيق الصحة المالية وقتا وتجارب وأخطاء عدة، لكن يمكن الوصول إلى الهدف في نهاية المطاف، وفيما يلي بعض النصائح لتحقيق الصحة المالية حتى في الأوقات الصعبة. أعد ضبط كل شيء وفقا لدراسة أجرتها "لوريل رود"، لا يشعر 52% من الأميركيين من جيل الألفية بالرضا عن كيفية تعاملهم مع أوضاعهم المالية في عام 2020. وتقول كلينوتيك "مع دخول عام جديد امنح نفسك بداية جديدة وأعد رسم خطتك المالية، عادات الإنفاق السابقة أصبحت من الماضي، الآن أنت بحاجة للنظر إلى الأمام". اكتشف معتقداتك المالية لفهم سبب تعاملك مع أموالك بالطريقة الحالية، يوصي أستل بإجراء ما يعرف بـ"اختبار كلونتز المالي"، والذي يتكون من نحو 50 سؤالا، يساعد الاختبار في الكشف عن أفكارك وسلوكياتك ومعتقداتك غير الواعية بشأن المال، والتي تعود جذورها إلى مرحلة الطفولة. ويضيف أستل "سوف يضعك الاختبار في واحدة من 4 مجموعات، إحداها الاعتقاد بأن المال شيء سيئ، إذا كنت من هذه المجموعة فقد تقوم بتصرفات لا شعورية تفسد نجاحك المالي لأنك لا تريد أن تكون جشعا". مارس تمارين اليقظة الذهنية إن ممارسة اليقظة الذهنية عند اتخاذ قرارات مالية قد تجعلك أكثر تحكما في سلوكك، لذلك قبل التصرف في أموالك أو التفكير في الخطوة القادمة ينصح أستل بممارسة بعض تمارين التأمل. حدد ميزانيتك تقترح كلينوتيك استخدام قاعدة "20/30/50" لتحديد الميزانية: %50 من الميزانية تكون مخصصة للنفقات الثابتة، مثل الإيجار ومصاريف المدارس ونفقات السيارة. %30 من الميزانية للنفقات المتغيرة، مثل مصاريف التسوق والترفيه. %20 من الميزانية للخطط المالية المستقبلية، مثل تخصيص مبلغ للطوارئ والادخار لفترة التقاعد. ضع خططا واقعية للادخار تقترح كلينوتيك تحديد نسبة مئوية من الدخل للادخار، وتقول في هذا الشأن "بالنسبة لأولئك الذين خسروا وظائفهم في الوقت الحالي، لا تلوموا أنفسكم إذا استنزفتم مدخراتكم، فهذا هو الهدف من وجودها بالأساس". وتضيف "إذا كنت قلقا بشأن نفاد المدخرات ففكر في خطة لإعادة الادخار بمجرد الحصول على وظيفة". لا تقلق بشأن الديون تؤكد كلينوتيك أن سداد الديون على الفور في ظل الظروف الحالية أمر غير واقعي، وبالتالي يجب -حسب رأيها- البدء بتحديد الميزانية وادخار قسط من المال من أجل التعامل مع الديون بشكل جيد. احصل على الدعم من الآخرين إن مناقشة المشاكل المالية مع الآخرين طريقة جيدة لتحقيق الصحة المالية، فإذا كنت تعاني من مشاكل مالية وتحتاج إلى معرفة المزيد عن طريقة التصرف في أموالك أو كيفية اتخاذ قرارات جيدة فإن عدم التواصل مع الآخرين سوف يجعلك تشعر بالوحدة ويجعل الوضع أكثر صعوبة، كما أن محاولة حل الأزمة بمفردك أمر صعب، لذا هناك طرق للمساعدة في بناء تلك الشبكة التي قد تساعدك على تحسين وضعك.اضافة اعلان