ماذا تفعل غدا ؟؟

كما هي مناسبة العيد دائما حيث ألتقي والأصدقاء ويتم تناول مختلف المواضيع والأحداث من مصافحة شيخ الأزهر للرئيس الاسرائيلي الى مصدر الكوليرا في زيمبابوي  ، مرورا على الأزمة المالية العالمية الطاحنة وتفاعلاتها في الصين إلى فرنسا ومن بريطانيا واليابان الى دبي واستمرار تراجع المؤشرات وارتفاع نسبة البطالة في أمريكا وعدد الوظائف التي يتم الاستغناء عنها هناك إلى استعراض أداء مدراء شركات السيارات الأمريكية العملاقة لإوضاعها أمام الكونغرس وحضورهم  كل بطائرته الخاصة وامتعاض الرأي العام الأمريكي من تصرفهم هذا مما أجبرهم  في المرة التالية على القدوم  في سيارة صغيرة وتعثر عملية دعم شركات السيارات الأمريكية.

اضافة اعلان

لم يكن من السهل علي ومع استمرار الحوار أن أوجه الحديث بعيدا عن مجريات الأحداث في العالم والتركيز على انعكاساتها على الأردن وعلى صانع القرار المحلي كل في موقعه، من ربة الأسرة الى مدير عام الشركة في القطاع الخاص إلى الحكومة، فالكل يحاول أن يثبت أنه متابع جيد ، وأنه متفهم لظروف الصين واليابان وأمريكا وخطط التنشيط الاقتصادي ومبالغ الأموال الضخمة التي يجري ضخها في العالم .

وحتى وسائل الإعلان الأمريكية وصلتها الأزمة فأعلنت شركة "تريبيون" الامريكية العملاقة للنشرالمالكة لثماني صحف يومية رئيسية إفلاسها وتنوي مجلة "نيوزويك" تخفيض عدد موظفيها وعدد صفحاتها وحتى القطاع الرياضي لم يسلم .

 لكن ، ماذا يفعل غدا مدير عام البنك في الأردن ؟ هل هو مضطر لمزيد من الضغط على العملاء لتسديد التزاماتهم؟ وهل هم بدورهم مضطرون لمزيد من الضغط على زبائنهم لتسديد شيكاتهم المؤجلة وكمبيالاتهم؟ وهل تاجر الجملة عاجز عن مد عملائه تجار المفرق بالبضائع لإن ملاءتهم المالية قد تضعضت؟ أم أنه عاجز عن مدهم بالبضائع لإن ملاءته المالية لم تعد تسمح له بذلك؟ وما أثر قراره على حصته في السوق وعلى وضعه التنافسي؟ أم أن الوضع باق على حاله لم يتغير؟

وكيف سيتصرف المستثمر حيال تدهور أسعار الأسهم في البورصة؟ وهل سيستمر التراجع وإلى متى ؟ وهل يبيع الآن خوفا من تراجع آخر للأسعار أم يعتبر أن أسعار الأسهم وصلت الى القاع وأن عليه أن يشتري الآن لكي يعدل سعر ما في محفظته من أسهم؟ لكن أي أسهم  يشتري؟ هل يشتري أسهم البنوك حيث أعلنت الحكومة أنها تضمن الودائع؟ هل يشتري أسهم الشركات العقارية التي انخفضت بشكل لافت ؟ هل يشتري أسهم الشركات التعدينية بأسعارها الحالية التي تشكل 30% من سعرها قبل شهرين أو يشتري اسهم الشركات التي اظهرت بياناتها المالية عن الربع الثالث انها حققت أرباح طيبة؟ وماذا يضمن أن أسعارها هذه لن تنخفض أكثر؟ وماذا يضمن أنها ستوزع نسبة ممتازة من الارباح النقدية خاصة أن السنة القادمة سنة صعبة على كافة القطاعات؟

وهل يستمر انخفاض سعر البترول ويستمر وفاء الحكومة بوعدها بتخفيض أسعار المشتقات النفطية؟ وكيف يمكن لإدارة المدرسة الخاصة أن تسعر رسوم نقل طلابها بشكل مقبول يوافق عليه اولياء أمور الطلاب دون ضغوط ومن غير اتهامها بالجشع  وبما يضمن عدم نقلهم لإبنائهم الى مدرسة أخرى؟ هل تشتري الآن الشقة التي تريد أم تنتظر فقد ينخفض سعرها أكثر؟ ومن أين تاتي السيولة لكل ذلك في ضوء تشدد البنوك في منح القروض؟

هل تفكر بالتخلص من مظاهر البذخ في البيت والشركة وفي تفاصيل الحياة اليومية؟ وما الذي تعتبره بذخا؟ فها هي الحكومة تقرر أن تضع خطة طوارئ تحسبا، وها هو المواطن الأمريكي يقلل من ذهابه للمطاعم ويعتمد أكثر على إعداد أكله في المنزل ويقلل من باقي الأكل الذي اعتاد أن يرميه ، فماذا عنك؟

ماذا نفعل غدا هو السؤال الذي يحتاج لإجابة ولقرار،وهو ما يستحق التركيز والتعامل معه، أما متابعة الأحداث وتفسيرها فهو الجانب السهل والممتع احيانا.