ماذا حققنا؟

عودة الى نقطة البداية

يديعوت – غيء بخور

بالكاد توقفت النار في قطاع غزة، فاذا بحماس تعود لتهريب الصواريخ الى القطاع فيما تنتظر شبكة المهربين في الجانب المصري مع كميات كبيرة من صواريخ غراد وكاتيوشا. فهؤلاء لم يكسبوا منذ نحو شهر. الناطقون بلسان حماس في غزة، مغرورون كما هم دوما، اعلنوا من ناحيتهم ان تهريب السلاح عبر الانفاق سيستمر.

اضافة اعلان

صحيح أن العديد من الانفاق دمرت، ولكن الان يفحصون هناك من بينها لم يتضرر وما العمل بتلك التي تضررت. كم من الوقت سيستغرق حماس استئناف المخزون؟ بضعة شهور. ليست الاضرار المدنية الهائلة هي التي تشغل بال حماس الان، فهذا يشغل بالها اقل، بل استئناف قدرتها العسكرية والسلطوية. هذا محزن، بعد جهد إسرائيلي كبير بهذا القدر واضرار هائلة للطرفين.

في حرب لبنان الثانية كانت الخطوة العسكرية ضحلة ولكن النتيجة الدبلوماسية كانت ممتازة. خرجنا باتفاق دولي. في حرب غزة الخطوة العسكرية كانت ممتازة، ولكن لا توجد أي نتيجة دبلوماسية، وذلك لاننا خرجنا من طرف واحد، بدون اتفاق. في حينه خرجنا باتفاق لاقى الشرعية بقرار ناجع من مجلس الامن. اما هذه المرة فقد اضعنا قرار مجلس الامن.

وبدلا من الاعتماد بشكل غريب على المصريين، كان ينبغي اطلاق مبادرة إسرائيلية دولية، تلقى شرعية عالمية. بدلا من ذلك بقينا مع الهواء الساخن للمصريين، الذي لا يقف خلفه شيء. ان يبني لنا المصريون وقفا للنار ويحرصون علينا؟

في إسرائيل يوجد هناك من يواسون أنفسهم بان المصريين فهموا الدرس. استئناف التهريب الفوري يدل على أن ليس الكثير تغير ومن غير المتوقع أن يتغير. لا توجد قوة دولية، لا توجد آلية رقابة جديدة، والحدود بين غزة ومصر بقيت فالتة مثلما كانت.

بدلا من استغلال الفرصة التاريخية والاعلان بانه مع خروج الجيش الإسرائيلي من غزة ستغلق الى الابد المعابر بيننا وبين القطاع، والعالم يقبل ذلك بسبب التوقيت الدراماتيكي ووقف النار، ستوافق الان إسرائيل على فتح المعابر، تماما مثلما كانت حماس تطلب دوما، كي يكون هناك من يواصل تغذيتها. المصريون بالطبع سيواصلون اغلاق معبر رفح خاصتهم، مثلما فعلوا كل ايام الحرب.

صحيح أن قوة الردع عندنا ازدادت، ولكن القرارات في حماس لا يتخذها هنية في الداخل، بل مشعل وإيران في الخارج. ولهؤلاء مصلحة في مواصلة الحرب ضد إسرائيل. حماس ستحاول الان اقامة ميزان رعب جديد حيال إسرائيل، انطلاقا من الافتراض بانه لن تعود الى ادخال الجيش الإسرائيلي وتستخدم مرة اخرى كل الجهاز الكبير. فاذا اطلقنا النار او عملنا بغير ما يطيب لهم، سيطلقون الصواريخ. وهذه هي نيتهم. من ناحيتهم الهدف التالي لن يكون عسقلان واسدود، فهذا سبق أن بلغ. في المرة التالية سيختارون تل أبيب.

حماس كفيلة بان تتعزز الان وذلك لان تعلق السكان الفلسطينيين المضروبين بها وبإيران سيزداد. كل غزة ستكون الان مربوطة بإيران، التي ستأخذ على نفسها مهمة اعمار القطاع. المعنى هو وعي مؤيد لإيران اعلى مما كان في الماضي. اذا كانت رفح تحت سيطرة ورقابة الحدود، والانفاق كانت مغلقة، فان هذا التعلق سيقل. ولكن اذا عادت الانفاق فان هذا التعلق سيزداد فقط. من اقليم ودي لإيران ستصبح غزة بؤرة إيرانية.

ولنفترض أن حماس وافقت على ان توقف النار في الاشهر القريبة المقبلة. وماذا عن الجهاد الاسلامي الذي يعارض المبادرة؟ الجبهة الشعبية؟ كتائب المقاومة؟ العشائر والعصابات الاخرى؟ من اجل احراج حماس سيبدأون باطلاق الصواريخ بين الحين والاخر كي تعمل إسرائيل ضد حماس. هذه الصيغة الفلسطينية المعروفة، التي تستوجب أن يتقرر، بأسف شديد، بان امامنا تهدئة اخرى.

المعركة انتهت ولكنها لم تتم.