ماذا سيفعل الأردن أمام هذه القصة؟

ماهر أبو طير يأتي التساؤل هنا بشكل طبيعي حول ما سيفعله الأردن، أمام عدم اعتراف دول كثيرة في العالم، بما فيها دول أوروبية وعربية بالمطعوم الصيني، لاعتبارات مختلفة. أعرف كثرة من الأصدقاء تلقوا اللقاح الصيني، ثم اضطروا بعد فترة، أن يتلقوا لقاحا جديدا، والسبب في ذلك يعود الى حروب اللقاحات بين الدول، فالصين مثلا لا تعترف الا بلقاحاتها المحلية، ويعاني من يسافر اليها، من هذه المشكلة، حتى لو تلقوا أي لقاحات ثانية، فيما الذين حصلوا على اللقاح الصيني، لا تعترف بشهادات لقاحاتهم دول مختلفة في العالم، وتعتبرهم بمثابة أولئك الذين لم يتلقوا لقاحات أساسا، وبحاجة الى لقاحات جديدة. المشكلة تكمن في أولئك الذين يعملون او يسافرون الى الخارج، وهم عدد غير قليل، لكن العنصر الأكثر أهمية، يرتبط بأسباب عدم الاعتراف باللقاحات الصينية، برغم أنها آمنة، والاقل ضررا، وهنا يتحدث خبراء عن كون اللقاح الصيني اضعف من غيره، من حيث تأمينه للحماية، إضافة الى شكوك حول فاعلية اللقاح بشكل عام، وحول مدة الحماية التي يوفرها. الأردن أطلق حملة التطعيم، وبدأت بشكل بطيء لكنها تحسنت مؤخرا، وبيننا أعداد كبيرة تلقت المطعوم الصيني، ونود أن نسأل هنا بشكل واضح اذا ما كان الأردن، سوف يعيد تطعيم هؤلاء، أم سينتظر انتهاء معارك الاعتراف بالمطاعيم، من جانب مؤسسات دولية، وهذا الملف حساس لكثيرين، خصوصا، ان تقديرات الأطباء، لقدرة الانسان الصحية على تلقي لقاح جديد بعد مرور شهور من تلقي اللقاح الصيني، متفاوتة، ولا أحد يحسم الامر بشكل نهائي. يرى خبراء ان الصراع السياسي لا يغيب وراء قصة اللقاحات، خصوصا، ان الصين هي مصدر الوباء الأساس، وتخوض الولايات المتحدة الأميركية تحديدا معركة كبرى، من اجل الاستحواذ على سوق اللقاحات، عبر التأكيد ان لقاحاتها هي الأكثر تأثيرا، وتمنح حماية بنسبة تتجاوز التسعين بالمائة، مع التشكيك بجدوى اللقاح الصيني على المدى البعيد، ويمكن بكل بساطة قراءة الدوافع السياسية في التشكيك باللقاح الصيني، إضافة الى الاعتبارات العلمية. بعض الذين اضطروا لتلقي لقاحات جديدة، بعد أشهر من تلقيهم للقاح الصيني، قاموا بفحص نسبة الاجسام المضادة لديهم، حيث نصحهم الأطباء، في حال الرغبة بتلقي لقاح جديد، التأكد أولا من انخفاض الاجسام المضادة لديهم بعد تلقي اللقاح الصيني، وهذه عملية تحتاج الى عدة شهور، لكنهم اكدوا ان تلقي لقاح جديد، بعد شهور من الصيني، لم يعرضهم لمضاعفات. قد لا يهتم الأردن هنا كثيرا بهذه الازمة، على الرغم من حساسيتها، كونه يدرك ان هذه قضية تخص الذين يسافرون أولا، الا ان الجانب الذي يتوجب التنبه اليه، تلك الشكوك الطبية التي يتم توجيهها الى اللقاح الصيني، واهمية الفصل بين الصحي والسياسي، وحروب النفوذ بين دول العالم الكبرى، التي لها امتداد وتأثير أيضا داخل المؤسسات الصحية الدولية المعتمدة، بما يجعلها قادرة، أحيانا، على تأكيد او نفي اي خلاصات تتعلق بهذا اللقاح او ذاك. لا بد أن يقال انه اذا كانت الشكوك صحيحة حول جدوى اللقاح الصيني، خصوصا، مع عودة الوباء بقوة الى الشعوب التي تلقت الصيني، فإننا سنكون امام ازمة تتعلق بجدوى اللقاح الصيني، ومدى القدرة المالية واللوجستية والصحية على إعادة التطعيم في الأردن، وهذا الكلام بحاجة الى رأي رسمي، خصوصا، في ظل عدم وجود حسم نهائي حتى الآن. يجب أن تخرج الجهات الرسمية لتتحدث في هذه القضية، ومحاولة الوصول الى حل، بدلا من ترك الأمور مفتوحة، فنحن هنا نتحدث عن الجانب الصحي ، ولا نريد ان تضيع كل الجهود الأردنية التي شهدناها الفترة الماضية، حتى نخرج من هذه الازمة الصعبة بأقل الكلف، دون ان ننسى هنا، أن العالم يخوض حربا مفتوحة لدوافع سياسية وصحية واقتصادية، تحت مسمى وباء كورونا، الذي يعيد صياغة وجه العالم، ببطء وتدرج، دون ان يوقفه احد، خصوصا، مع ظهور نسخ جديدة من الوباء، واستمرار الاغلاقات الكلية والجزئية في دول كثيرة.اضافة اعلان