ماذا نريد من النشامى؟

 

د. محمد مطاوع

رغم الطابع الودي لمباراتي منتخبنا الوطني لكرة القدم مع الكويت ثم الإمارات، إلا أن الخسارتين أمامهما تركتا انطباعا سلبيا لدى الشارع الرياضي الأردني، الذي بات يمني النفس بفوز معنوي يبعث على الطمأنينة، قبل المواجهتين الصعبتين أمام المنتخب الإيراني في تصفيات كأس آسيا.

اضافة اعلان

دعونا نقر بداية أن المنتخب قدم أفضل مبارياته تحت قيادة المدير الفني الكابتن عدنان حمد، وذلك أمام المنتخب الإماراتي، حيث كانت البداية طموحة بانتهاج أسلوب الرقابة الفردية والضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة، وهو الأسلوب الذي ضايق الإماراتيين كثيرا، واضطرهم إلى التراجع لإغلاق منطقتهم الدفاعية بشكل مكثف، خشية استقبال شباكهم هدفا مبكرا، ومن ثم كان الاعتماد على الهجوم المضاد كوسيلة للهروب من حالة الضغط، ورغم كفاءة لاعبينا في تنفيذ هذا المخطط، إلا أن المشكلة وضحت في التشكيل نفسه، حيث غلب عليه الطابع الدفاعي بوجود حاتم عقل وأنس بني ياسين ومحمد الضميري وباسم فتحي، وتراجع عامر ذيب للعب كظهير أيمن وتحديد أداء محمد جمال بإغلاق منطقة العمق، وهو ما جعل بهاء عبد الرحمن وعبدالله ذيب فريسة للدفاعات الإماراتية، وترك محمود شلباية وعبدالهادي المحارمة في عزلة تامة في المنطقة الهجومية، ومن ثم انكشفت لدينا مشكلة الظهير الأيمن، حيث يجيد عامر ذيب الاختراقات وصناعة الكرات للمهاجمين، وهو دوره بالأساس كلاعب محوري، ليؤثر ذلك على تراجعه للإسناد في حالة الدفاع، ويدلل على ذلك الفرصة الأولى للمهاجم الإماراتي محمد الشحي التي أضاعها أمام مرمى عامر شفيع، قبل أن يعود الشحي ليسجل أول أهداف الإمارات برأسية نفذها بسهولة تامة مع غياب الغطاء الدفاعي في المنطقة اليمنى.

المدرب الإماراتي سريشكو استبدل نصف الفريق مع بداية الشوط الثاني كونه يقود الفريق في ثاني مباراة له منذ تسلمه دفة القيادة، وبعد حوالي ربع ساعة من بداية الشوط عاد واستبدل النصف الآخر، لتدب الفوضى في صفوف المنتخب الإماراتي، ليعود أداء منتخبنا للتحسن، ورغم ذلك تعود الأخطاء الدفاعية للظهور من جديد بانفراد أحمد خميس وتسجيله هدف الإمارات الثاني، ليكون الرد بركلة جزاء مستحقة للاعبنا عبدالله ذيب.

وإذا كان لمدرب الإمارات عذره في التبديلات الكثيرة لمحاولة التعرف على لاعبيه، فإنه لا عذر لمدربنا في إجراء ستة تبديلات رغم أنه صرح قبل المباراة بتركيزه على تثبيت تشكيلة المنتخب لمباراة إيران، فكان الأجدى به أن يزج بأفضل اللاعبين واقتصار التبديلات على ثلاثة لاعبين فقط لمحاكاة الوضع أمام إيران، واختبار جاهزية الفريق ولياقته البدنية والفنية بشكل حقيقي، خاصة وأنه قاد المنتخب في ست مباريات من قبل، كما أنه حتى الآن عجز عن إيجاد لاعب مناسب لمركز الظهير الأيمن الذي ما يزال يشكل قلقا مستمرا، إلى جانب غياب القائد الميداني في منطقة الوسط.

ملاحظ أخيرة يمكن تسجيلها على اللاعبين، وهي الاعتراضات غير المبررة على التحكيم، بخاصة وأن الحكم العماني عبدالله الهلالي أدار المباراة بكل كفاءة وخلت قراراته من الأخطاء، وتبقى ملاحظة على المدافع باسم فتحي في التسبب بركلة جزاء لا لزوم لها بخاصة أنه قام بدفع المهاجم الإماراتي محمد سرور بعد تخليصه من الكرة، ليتسبب بالهدف الثالث، وبالتالي، فقد جاءت الأهداف الإماراتية بأخطاء دفاعية أردنية.

في النهاية أعتقد أن منتخبنا قادر على تقديم الأفضل، بل والفوز على إيران لو وجدنا حلولا للمشكلات التي كشفتها المباريات الودية، وكانت روح لاعبينا المعنوية أفضل بكثير مما ظهرت عليه بشكل خاص أمام المنتخب الإماراتي، فالمطلوب كثير من النشامى، وهم بالفعل قادرون على أن يكونوا عند حسن ظننا جميعا؟

[email protected]