ماذا يريد بايدن؟

جهاد المنسي يقوم الرئيس الاميركي جو بايدن بأول زيارة له لمنطقة الشرق الأوسط في الفترة بين 13 و16 يوليو/ تموز المقبل تشمل السعودية والأراضي الفلسطينية والكيان الصهيوني. واستبق وزير الخارجية الصهيوني يائير لبيد الذي يتوقع أن يتولى منصب رئيس الوزراء الصهيوني بحلول الوقت الذي تبدأ فيه رحلة بايدن في 13 يوليو/ تموز المقبل، بعد أن تحرك هو ورئيس الوزراء نفتالي بينيت لحل الحكومة وإجراء انتخابات عامة مبكرة، استبق الزيارة بإجراء مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كي يعبر له ان الزيارة سيكون لها تأثير كبير على المنطقة. وقال لبيد لوزير الخارجية الأميركي إن «الزيارة سيكون لها تأثير كبير على المنطقة وعلى الصراع مع إيران، وإمكانات هائلة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة بشكل كبير (…) وستكون فرصة للتأكيد على العلاقة الشخصية العميقة للرئيس (الأميركي) بإسرائيل، والتزام الولايات المتحدة بأمن وتعزيز إسرائيل في المنطقة». وفِي إلاطار عينه قال وزير الحرب بيني غانتس إن الكيان الصهيوني سيعمل على بناء تحالف للدفاع الجوي في المنطقة برعاية الولايات المتحدة، وأن زيارة بايدن ربما تدعم هذا التحالف، وبالتزامن نشرت قوات الاحتلال الصهيوني الاسبوع الماضي تغريدة عبر صفحتهم الرسمية على موقع تويتر جاء فيها: «رحب مسؤولون رفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي بنظرائهم الأميركيين في القيادة المركزية في اجتماع استراتيجي عملياتي في إسرائيل بعد تحول جيش الدفاع الإسرائيلي من القيادة الأوروبية-الأميركية إلى القيادة المركزية الأميركية». عمليا فإن قيادات الصهاينة في المؤسستين العسكرية والسياسية أشروا بوضوح لما يريدون ويطمحون من تلك الزيارة المرتقبة، والتي ستتخللها لقاءات سيجريها الرئيس الاميركي جو بايدن بجلالة الملك عبد الله الثاني، وزعماء مصر والبحرين والعراق في مدينة جدة السعودية. ذاك يعني ان البيت الأبيض من خلال زعيمه لديه ما يقوله في هذا الجانب وفي جوانب اخرى مختلفة ابرزها تسريع دمج الكيان الصهيوني في المنطقة، وتشكيل تحالف من دول المنطقة، وهو ما عبروا عنه صراحة في تصريحات متعددة الاسبوع الماضي. اذا ماذا تريد واشنطن من تلك الزيارة؟! في المنظور الآني فإنها تطمح لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة، وإعادة التحشيد تجاه ايران وتحريك «بعبع» خوف دول المنطقة مما تتعبره التمدد الإيراني، ولأن الرياح لا تسير دوما كما تريد واشنطن، إذ إن الأخبار حملت مؤخرا ما يشبه اختراقا في الملف الإيراني النووي، فمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وصل طهران الجمعة وعقد لقاءات مع الإيرانيين ترمي لإحياء المحادثات بشأن الملف النووي المتعثّرة منذ آذار/ مارس، وتلك الزيارة من المرتقب ان تحدث اختراقا في المفاوضات تؤسس لمرحلة جديدة، ما يعني ان بايدن سيتعين عليه الذهاب للشرق الأوسط وفي الخلفية الاختراق الذي حصل، وهذا سيدفع بايدن لتوضيح الهدف الأشمل من الزيارة وذاك الهدف عبر عنه نعمان أبوعيسى، عضو الحزب الديمقراطي الأميركي، حيث قال ان زيارة الرئيس بايدن، وقمته المرتقبة في جدة، تأتي في مصلحة الولايات المتحدة على المديين المتوسط والاستراتيجي. ويستطرد «المنطقة أصبحت أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية لأميركا والغرب، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها الخامس. ويوضح أبوعيسى بالقول ان الرئيس الأميركي يسعى لتدارك تداعيات الارتفاع الجنوني في أسعار الطاقة، وتأثيره المباشر على ارتفاع التضخم، وزيادة أسعار معظم السلع الغذائية بشكل كبير في الداخل الأميركي، وهو ما قد يلقي بظلال سلبية على فرص الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. واشنطن تريد اعادة ترتيب ما فقدته في منطقة الشرق الاوسط وذلك بعد ان باتت تشعر يقينا ان هدفها من حربها بالوكالة مع مرسكو لم تعد لصالحها، وان روسيا استطاعت خرق كثير من المراكز التي كانت تعتقد واشنطن انها عصية عن اي اختراق. المقال السابق للكاتب  للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنااضافة اعلان