مارسيل خليفة: الموسيقى شريكة حياتي وتمنحني القوة والأمل

الفنان اللبناني مارسيل خليفة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في فندق الأردن أمس - (تصوير: ساهر قدارة)
الفنان اللبناني مارسيل خليفة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في فندق الأردن أمس - (تصوير: ساهر قدارة)

إسراء الردايدة

عمان - أكد الفنان اللبناني مارسيل خليفة أن الموسيقى شريكة حياته، وتمنحه الشعور بالجمال والقوة والأمل.اضافة اعلان
وبين خليفة في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في فندق الاردن الإنتركونتننتال للإعلان عن حفله غدا الثلاثاء ضمن فعاليات مهرجان قلعة عمان والذي تنظمه جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن، وترافقه فرقة الميادين؛ أن عودته للأردن منذ مواراة جثمان الشاعر الراحل محمود دوريش يفيض بها حزنا، ولكنه يسعده في ذات الوقت ليقدم ذكريات جميلة تفيض بالأمل  والحنين.
وأوضح خليفة أن أعماله تساعده على فهم العلاقة مع الحدث في وطنه من خلال الموسيقى والقصيدة والأغنية، لأنها تسهل فهم الأمور المستعصية التي لا تمت للمنطق وتتيح له فهم وحدة الشعب وضآلة من "يلعبون على جسده".
ووصف خليفة نفسه أنه لا يملك خبرة بأي شيء سوى الموسيقى التي يغوص بها منذ نعومة أظفاره محاولا ومن خلال الأغنية والقصيدة والموسيقى نقل طرق رؤيته التي تعبر عن ذاته مقدما كل يوم شيئا مختلفا.
وتطرق خليفة لآليات عمله التي لا يضع لها مخططا، وإن دوافعه للتأليف متعددة بين ذكرى وحلم وحدث، مشيرا الى انتمائه للموسيقيين الملتزمين، مبينا أنه يعبر عن انشغالاته الشخصية بكتاباته ويترجمها لأسطوانات فهي طريقته للتصالح مع نفسه ومع الآخرين في "عالم لا يطاق".
وعن علاقته بمحمود درويش وقصائده المغناة وتلحينه لها، أكد خليفة أنه لم يطلب يوما من دوريش أن يكتب من أجله قصيدة مخصصة، ولكن علاقتهما كانت إبداعية فنية وتعكس الالتزام والتعبير عن الروح والذات، لافتا الى أن أول قصيدة لحنها لدرويش هي "وعود من عاصفة"، وكل قصائد دوريش كانت تمس شيئا شخصيا فيه ويحس أنها تعبر عن ذاته ومكنوناته.
ونوه الفنان خليفة الى أن الحفل الذي من المقرر أن يحييه غدا سيضم العديد من الأغنيات القديمة والجديدة التي تجمع بين الحب والحزن والألم والفراق واللوعة والأمل، بالإضافة الى عزف موسيقي من أحدث ألبوماته المعنون (سقوط القمر) والذي يشكل تحية الى ذكرى الشاعر درويش بمناسبة مرور خمسة أعوام على رحيله.
وتطرق خليفة لألوان موسيقية مختلفة أجادها وقدمها بجانب تلحين قصائد درويش وهي الكونشيرتو العربي الذي يقدمه والذي فتح بابا لحوار موسيقي بين الشرق والغرب وفيه تحديق في راهن الموسيقى العربية من خلال مرآة المستقبل، حيث الآلات العربية، كالعود والقانون والناي والبزق والرق، تمرح في حرية باسلة مع الأوركسترا السيمفونية، وتستعيد فضولها، وهي بالأساس صادرة عن انعكاسات تفجر الأعماق الإنسانية.
واعتبر خليفة أن الموسيقى تأخذ من كل الأمكنة بذورها، والموسيقى العربية جزء من موسيقى العالم. وإذا أردنا تفكيك مكونات الكونشيرتو، فإننا نقوم بذلك بتفكيك صورته الفسيفسائية التي تتغذى من روافد متنوعة بين روحية الشرق القديم والعالم.
وحول ما تشهده المنطقة من حروب وثورات بين خليفة أن العالم لا يتوقف عن الحركة والحياة تستمر مستشهدا بذاته قائلا "لم أنتظر الحدث كي أصنع مشروعا ثقافيا أو فنيا فلي إرث غنائي رافق الحراك الشعبي العربي في أوج وهجه ولي أيضا من الأعمال التي تتغنى بالحرية".
وأكد خليفة أن الثورات والحراكات هي تعبير من الناس ومطالبة بحقهم، والمبدع دوما في تواصل مع محيطه ومدرك لحاجاته، منوها إلى أهمية إدراك حقيقة ما يجرب وتجاوز الخطوط المعاكسة، فطريق النضال لا تخلو من العراقيل والمشاق، ولكن هذا لا يعني فقدان الأمل إذ إن هناك أمل في الأفق البعيد.
وبين خليفة أنه لم يعد في الحياة ما يغريه كما الماضي مما عزز قوته وسط انشغالاته في الإبداع، وبات ميالا للعزلة والزهد مما عمق اتصاله مع جوهر الحياة ليتوغل في القصيدة والأغنية وبرغم التعب، والتمرد لكنه يشعر بـ"حب" وإنسانية مما يدفعه لمزيد من الحياة والموسيقى والغناء.

[email protected]