"مافيات التحطيب" تستخدم الإطارات لإحراق غابات بعجلون

اضافة اعلان

عامر خطاطبة وحابس العدوان وعلا عبداللطيف

محافظات - فتحت الموجة الحارة التي تشهدها المملكة حاليا شهية ما يطلق عليهم بـ"مافيات التحطيب" لاستغلالها في حرق أكبر مساحة من غابات عجلون الحرجية خلال اليومين الماضيين، من أجل تنشيط تجارتهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر الدفاع المدني بمحافظة الطفيلة تجدد اشتعال حريق في غابات ضانا بالمحافظة يوم أمس، وأتى على 200 دونم مزروعة بالأشجار الحرجية، مشيرة إلى أن الحريق الذي كان قد اشتعل في نفس المنطقة يوم الخميس الماضي أتى على 300 دونم من الأعشاب.
فيما الحرائق الإسرائيلية التي اعتاد عليها مزارعو وادي الأردن تطال مزارعهم صيفا لم تغب عن المشهد، بعد امتداد اثنين منها إلى مزارع وادي الأردن يوم أمس.
ورغم أن هذين الحريقين كانا بسبب امتداد النيران من الجانب الإسرائيلي، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية، أسهم في صعوبة السيطرة على نيرانها وسرعة امتدادها لمسافات واسعة، استلزمت جهودا مضاعفة لإطفائها.   وبحسب مدير دفاع مدني محافظة عجلون العقيد هاني الصمادي فإن "مافيات التحطيب" لجأت الى طريقة جديدة لإشعال غابات عجلون، وذلك من خلال دحرجة الإطارات المشتعلة وغير المشتعلة وسط الغابات الممتلئة بالأعشاب الجافة.
وأضاف الصمادي، أن وجود الإطارات القديمة بين الأشجار يساعد على تجدد الحرائق وإطالة مدة اشتعالها، مؤكداً أنه يعتقد أن وجود هذه الإطارات بين الأشجار  ليس صدفة وإنما جاء بفعل فاعل كي تساعد هذه الإطارات على انتشار الحرائق بسرعة أكبر.
وكانت الحرائق المفتعلة تجددت مساء أول من أمس وصباح أمس، في الغابات المحيطة بقلعة عجلون الأثرية، حيث أتت هذه الحرائق على عشرات الأشجار.
 وقال الصمادي إن كوادر الدفاع المدني وكوادر الزراعة تعاملت على مدار يومين  مع حرائق اندلعت بالقرب من قلعة عجلون، مؤكداً أن كل المؤشرات تدلل على أن هذه الحرائق مفتعلة، مشيرا إلى أنها أتت على عشرات الأشجار الحرجية منذ يوم أمس.
 وناشد المواطنين ضرورة إبلاغ الجهات المعنية عن أي شخص يشتبه به، والانتباه وأخذ الحيطة والحذر  وخاصة عند التنزه في المناطق الحرجية وعدم ترك مواقد الشواء مشتعلة، مؤكداً أن كثافة الأعشاب الجافة وارتفاع الحرارة يساعدان كثيراً على تجدد الحرائق في أي وقت.  وتجددت سلسلة الحرائق الممتدة من الجانب الاسرائيلي الى المناطق الزورية على نهر الأردن  مساء السبت، مع اندلاع حريق كبير امتد على مسافة 20 كيلو مترا من داميا شمالا إلى الكرامة جنوبا.
وبحسب مصدر في الدفاع المدني، فان الحريق اندلع عصر أمس بعد انتقاله من الجانب الاسرائيلي وأتى على مساحات واسعة من الأراضي الزورية، مضيفا ان الحريق امتد على ما مسافته 20 كم تقريبا وألحق أضرارا كبيرة بالأشجار الحرجية.
الحريق هو السادس هذا العام بعد ثلاثة حرائق في المناطق الشمالية وحريقين هما الأكبر واللذان أتيا على مساحات واسعة من الاراضي الزورية في مناطق ديرعلا وألحقت أضرارا كبيرة بالمزارع الموجودة على جانب النهر.
الحريق الذي شوهد دخانه ونيرانه من مسافة بعيدة هو الأول في هذه المنطقة لأن معظم الحرائق الممتدة من الجانب الإسرائيلي غالبا تكون في المناطق الشمالية والوسطى من وادي الاردن ( لواءي الأغوار الشمالية وديرعلا ) وهي المرة الاولى التي تمتد فيها النيران الى المناطق الزورية في لواء الشونة الجنوبية.
وأشار المصدر إلى أن عمليات الإطفاء استمرت لنحو 8 ساعات لحين السيطرة على الحريق فجر أمس، لافتا أن الرياح النشطة التي هبت على المنطقة وارتفاع درجات الحرارة أسهمتا في انتشار الحريق على مساحات واسعة.
وأكد المصدر أنه لم تسجل أي أضرار بالممتلكات سوى بعض أشجار النخيل التي تضررت نتيجة وصول النيران اليها، موضحا ان النيران كانت تتجدد كلما جرى اطفاؤها الأمر الذي أطال من عمليات الإطفاء حتى ساعات الفجر.
وبحسب سجلات وزارة الزراعة فإن عدد الحرائق التي اندلعت منذ العام 1996 زادت على 25 حريقا من منطقة الباقورة شمالا وحتى ديرعلا جنوبا وخلفت أضرارا بمئات آلاف الدنانير نتيجة خسائر بأشجار الحمضيات والزيتون والرمان والحبوب عدا عن الأشجار الحرجية والثروة الحيوانية خاصة خلايا النحل.
وفي الغور الشمالي، تعتزم متصرفية اللواء تشكيل لجنة لحصر أضرار حريق امتد أول من أمس من الطرف الغربي لنهر الأردن على الجانب الاسرائيلي وخلف اضرارا بمزرعة مواطن بمنطقة أبو سيدو، بحسب متصرف اللواء عدنان العتوم. وبين العتوم ان اللجنة التي تضم مندوبين من مديرية الزراعة وسلطة وادي الاردن ستكشف على موقع الحريق لحصر الأضرار والمساحات التي تأثرت بالنيران.
وكان حريق امتد من الجانب الاسرائيلي أتى على عدة دونمات بإحدى مزارع منطقة ابو سيدو وتسبب بأضرار في أشجار الحمضيات والزيتون ومحصول الباميا وبعض المقتنيات والمعدات الزراعية.
وبين مصدر في الدفاع المدني أن طواقم الإطفاء في منطقة الكريمة، سيطرت على الحريق وعملت على إخماده ومنع انتشاره إلى مزارع مجاورة ووقف تعمقه، فيما عمد الجانب الاسرائيلي إلى إخماد الحريق غربي نهر الأردن.

[email protected]