ماكرون يتهجم على الإسلام

يبدو أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، شديد التعمق بالدين الإسلامي، أكثر من معتنقيه، إلى درجة أنه وصف، خلال خطاب ألقاه مؤخرًا، بأن «الدين الإسلامي يعيش أزمة في كل مكان من العالم».. لكن هذا الشخص، الذي يُقال إن أجداده قاموا بإهداء شعب الولايات المتحدة الأميركية «تمثال الحرية»، الذي يرمز إلى الحرية في كل شيء، قولًا وفعلًا، تناسى عامدا متعمدا مبادئ الدين الإسلامي السمحة، التي تدعو دومًا إلى السلام. الأزمة أيها الرئيس الفرنسي، ليس بالإسلام. الأزمة الحقيقية في عقول أمثالك ممن يجهلون مبادئ الدين الحنيف.. وبما أنك شديد التعمق بالدين الإسلامي إلى درجة وصفه بذلك الوصف الظالم، الذي لا ينم إلا عن حقد وكراهية، ألم تقرأ ومضة من ومضات ثاني الخلفاء الراشدين، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما كان يتجول بالسوق في المدينة المنورة، ورأى شيخًا يستعطف الناس ويتسول المال، وعندما سأله أمير المؤمنين من أي ديانة أنت؟، أجاب ذلك الشيخ انه من أصحاب الديانة المسيحية، فنظر لمن حوله وقال لهم «اصرفوا له من بيت مال المسلمين ما يكفي حاجته». يا من تنادي بالحرية والديمقراطية اللتين يتغنى بهما الكثير حتى من أبناء شعبنا، هلاّ استطعت أن تُفصح للعامة كم عدد الجرائم التي ارتكبتها بلادك ضد البشرية؟، كم أولئك الذين تم إزهاق أرواحهم حرقًا على أيدي جيش الاستعمار الفرنسي في افريقيا؟.. ألم تقرأ وتشاهد آثار الخراب والدمار والهمجية التي تركتها فرنسا في بلاد مسلمة كسورية ولبنان والجزائر وتونس والمغرب، ناهيك عن دول أخرى في القارة السوداء، التي عاث فيها الجيش الفرنسي تدميرًا وتخريبًا. بُحت حناجركم وأنتم تصفون الدين الإسلامي بـ «الإرهاب»، وليس لديكم أي دليل على ذلك، إلا شرذمة قليلة من صنيعة أياديكم، أوجدتموهم وزرعتموهم بين ظهرانينا، وكنتم ومن هو على شاكلتكم، كرماء جدًا معهم، سواء بإمدادهم بالأسلحة والذخائر، أو بالمال، لهدفين لا ثالث لهما، أولهما تدمير دول، تُصنف بالنامية، وجعلها متخلفة وإرجاعها إلى مائة عام للوراء، وثانيها إطلاق صفة على الدين الإسلامي، أنه دين إرهابي، وأنتم، وأساتذكم وكبراؤكم الذين أرضعوكم الحقد والكراهية مع حليب أمهاتكم، تعلمون علم اليقين أن تلك الفئة الخارجة عن كل القوانين والديانات لا تمت بصلة إلى دين الوسطية والاعتدال. انظر أيها الرئيس، وأنت الذي تتغزل بديمقراطية وحرية بلادك إلى الواقع المأساوي للمسلمين إذ إن 80 بالمائة من لاجئي العالم هم مسلمون.. انظر إلى تاريخ بلادك ومن هم على شاكلتها ماذا فعلت بالعراق، ومن قبلها سورية وتونس والجزائر والمغرب!. ماكرون، أيها الحاقد قبل أن ترمي التهم جزافًا بلا أي دليل، اقرأ جيدًا مبادئ الدين الإسلامي، وتمعن وأنصت إلى قول رسول البشرية النبي محمد، صلى الله عليه وسلّم، قبل أكثر من 1440 عاما، الذي ما يزال نبراسًا إلى يومنا هذا، «من آذى ذميًا فقد آذاني».. أيعقل أن يخرج من أتباعه من يعمل على إلحاق أي ضرر بالبشرية؟... باستثناء أولئك القلة التي لا ترقب إلًا ولا ذمة بالبشرية، يدعون، وأنتم تدعمونهم، أنهم أتباع الدين الإسلامي، وهم مارقون منه كما تمر الرمية من السهم فقط!. أقل ما يُقال عن تصريحات ماكرون إنها عنصرية تؤجج مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ومسلمة، بالإضافة إلى أنها باطلة، صدرت من شخص إما أنه حاقد كاره للإسلام والمسلمين، أو كُتبت له وأُمليت عليه ليلًا، ممن يعيثون في الأرض والعباد فسادًا وإفسادًا.. وأقصد هنا أهل زوجته، آل روتشيلد الصهيونية الماسونية، الذين يتحكمون بأرزاق أكثر من 70 بالمائة من ثروات الدول وشعوبها، ناهيك عن أنها الآمر الناهي في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وما يجر من ويلات على شعوب أصلًا مضطهدة.اضافة اعلان