ما الذي تجدر مراقبته في أعقاب إصابة ترامب بفيروس كورونا؟

ليانا س. وِن* - (الواشنطن بوست) 3/10/2020
ترجمة: علاء الدين أو زينة

ظهرت العديد من الأسئلة بعد الإعلان عن إصابة الرئيس ترامب بفيروس كورونا الجديد. وفي ما يلي ما أضعه في الاعتبار في الساعات والأيام المقبلة.
أمامنا طريق طويل في الأمام. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الوقت المستغرق من ظهور الأعراض إلى الإصابة بضيق التنفس، في الحالات التي يحدث فيها ذلك، هو خمسة إلى ثمانية أيام. ومتوسط الوقت اللازم لدخول وحدة العناية المركزة منذ وقت بدء الأعراض هو من 10 إلى 12 يومًا. وقد يبدو العديد من المرضى في حالة جيدة في البداية، إلا أنهم يتدهورون بعد أسبوع أو أكثر من ظهور المرض عليهم أول الأمر.
لدينا معلومات محدودة فقط حتى الآن. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الجمعة أن الرئيس كان يعاني السعال والحمى واحتقان الأنف. ونُقل إلى مركز "والتر ريد" الطبي العسكري الوطني بعد ظهر يوم الجمعة لما وصفه البيت الأبيض بأسباب احترازية. وحتى بالنسبة لعمره ومع أمراضه السابقة المعروفة مثل السمنة وأمراض القلب، فإن الاحتمالات تميل لصالح الانتهاء إلى نتيجة جيدة. ومع ذلك، يجب أن نراقب عن كثب صحة ترامب، ليس على مدار أيام وإنما على مدى أسابيع مقبلة.
سيكون تتبع جهات الاتصال معقدًا للغاية. يُعرّف مركز السيطرة على الأمراض "الاتصال الوثيق" بأنه أي شخص قضى 15 دقيقة على الأقل في نطاق ستة أقدام من أفراد مصابين بفيروس "كوفيد-19". وفي البيت الأبيض حيث يرتدي القليلون أقنعة الوجه أو يتبعون إرشادات التباعد الجسدي، سوف يتم تحديد العديد من الأشخاص على أنهم من جهات الاتصال الوثيقة.
الإطار الزمني مهم. فترة الحضانة -الفترة بين إصابة شخص بالفيروس ووقت ظهور الأعراض عليه- هي ما بين يومين و14 يومًا. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا يصبحون معدين إلى أقصى حد خلال 48 ساعة قبل ظهور الأعراض عليهم. وأفادت التقارير بأن نتيجة اختبار هوب هيكس، كبيرة مساعدي البيت الأبيض، جاءت إيجابية وظهرت عليها الأعراض يوم الأربعاء. وربما كانت تنقل الفيروس لبضعة أيام قبل ذلك الحين. ويجب تتبع جميع الأفراد الذين اتصلت بهم خلال تلك الفترة واختبارهم ومراقبتهم لرصد ظهور الأعراض عليهم وإخبارهم بضرورة الخضوع للحجر الصحي طوال فترة الحضانة التي تبلغ 14 يومًا.
يجب أن يمتد التعقب إلى ما وراء موظفي البيت الأبيض. فقد رافقت هيكس ترامب في التجمعات والمناظرة الرئاسية في وقت من المحتمل أن تكون فيه مُعدية. وكان من الممكن أن تكون على اتصال وثيق مع عشرات الأشخاص. ويجب أيضًا تتبع خُطاهم وتحديد جميع الاتصالات الخاصة بهم هم أيضاً. وإذا ظهرت أعراض على أي من هؤلاء الأشخاص أو كانت نتيجة اختباره إيجابية، ستبدأ عملية تتبع الاتصال من جديد.
لا نعرف ما إذا كانت هيكس هي أول شخص في البيت الأبيض تظهر نتيجة اختباره إيجابية. وفي حين أنه من المحتمل أن تكون قد أصيبت بالفيروس في مكان آخر، فمن الممكن أن يكون شخص آخر من موظفي البيت الأبيض مصابًا بفيروس كورونا قبل أن تصاب به، وهو ما يطيل الجدول الزمني ويوسع شبكة التعرض المحتمل للعدوى.
الاختبارات السلبية ليست كافية؛ الحجر الصحي الذاتي والعزل هما المفتاح. ينص البروتوكول الخاص بالتعرض للإصابة على وجوب خضوع الأفراد الذين كانوا على اتصال وثيق بشخص مصاب للحجر الصحي لمدة 14 يومًا. ولا تكفي نتيجة الاختبار السلبية لكسر الحجر الصحي؛ حيث يكون من المحتمل أن يكون الوقت ما يزال مبكرًا على الإصابة بالمرض بعد التقاط الفيروس.
وقد أفادت التقارير بأن نائب الرئيس، بنس، ومسؤولين آخرين معروفين بالتعرض قد أظهروا نتائج سلبية حتى الآن. وهم يحتاجون إلى الحجر الصحي الذاتي وعدم التفاعل مع الآخرين لمدة 14 يومًا. وإذا ظهرت أعراض على أي شخص، ستتم إعادة ضبط الجدول الزمني مرة أخرى، ويجب أن يظل الفرد معزولًا لمدة 10 أيام على الأقل بعد ظهور الأعراض.
ويثير هذا نقطة أخرى حول محدوديات الاختبار. فقد اعتبر ترامب الاختبارات اليومية التي يتلقاها هو ومساعدوه سببًا لعدم حاجتهم إلى اتباع احتياطات السلامة الأخرى. وفي حين أن الاختبار اليومي هو أداة مهمة ويسمح بالكشف المبكر عن فيروس كورونا، فإنه ليس إجراءً وقائياً. وما يزال ارتداء قناع الوجه والتباعد الجسدي وتجنب الازدحام أفضل دفاعات ضد الإصابة بالفيروس في المقام الأول.
هناك الكثير من علامات الاستفهام. ماذا سيقول ترامب للجمهور عن مرضه، بدءًا بما حدث بالفعل؟ أفيد يوم الجمعة أن ترامب شعر بأنه ليس على ما يُرام يوم الأربعاء، وهو اليوم نفسه الذي أقام فيه تجمعًا في مينيسوتا، وأن أعراضه كانت خفيفة تشبه أعراض البرد يوم الخميس. وفي المتوسط، تظهر الأعراض على المريض المصاب بفيروس كورونا بعد خمسة إلى سبعة أيام من التعرض. ويلتقط الاختبار الحساس الفيروس بشكل عام قبل ذلك الحين. ونظرًا لأن الرئيس كان يخضع للاختبار يوميًا، فمن المحتمل أن الاختبار جاء إيجابيًا قبل أن تظهر عليه أعراض ملحوظة.
وهكذا، يجب أن يعرف الجمهور: متى كان أول اختبار إيجابي له؟ كم عدد الأشخاص الذين سيصابون بالفيروس نتيجة لهذه الدورة من العدوى، وهل سيتم إبلاغ الشعب الأميركي عن ذلك؟
بينما تتمنى البلاد للرئيس والسيدة الأولى وهيكس وكل من له علاقة كل خير، فإنني آمل أن يذكرنا ذلك بكم هو هذا الفيروس معدٍ. لا أحد في مأمن منه. ويمكن أن يكون أحباؤنا والقريبون منا حاملين له من دون أن يعرفوا. ويجب علينا جميعًا اتخاذ الاحتياطات وحماية بعضنا بعضا.

اضافة اعلان

*طبيبة طوارئ وأستاذة زائرة في معهد ميلكين للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن. في السابق، عملت كمفوضة صحية في بالتيمور.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: What to watch for in the aftermath of Trump’s positive coronavirus test