ما الذي يشتعل

يديعوت أحرونوت

ناحوم بارنيع

اضافة اعلان

جلعاد أردان هو وزير الامن الداخلي. أحد مجالات مسؤولياته هو سلطة اطفاء الحرائق والنجدة. ورغم أن الحديث يدور عن حياة الانسان، فإن جهاز الاطفاء فاشل. فالمأمورون الذين عينتهم الحكومة كانوا يأتون، يخطفون ويرحلون. من يسيطر على الاطفائية، لاسباب تاريخية واسباب سياسية، هي لجنة العاملين. آفي آنكوري، رئيس لجنة الاطفائيين، يفعل في السلطة وكأنها بيته. هو رجل الليكود. الابن المرعي لبيتان. إمسلم وزوهر. يد تغسل يدا: مثلما فهم كل من شاهد برنامج "عوفدا"، الذي كرس للجنة الاطفائيين، فإن كل شيء يتم علنا، من نقطة القفز.
في 5 شباط جرت الانتخابات التمهيدية في الليكود. حتى هذا الموعد كان الكل صامتا: احد لم يتجرأ على الصدام مع لجنة العاملين. في 10 شباط عقد مأمور خدمة الدولة الجديد، البروفيسور دانييل هرشكوفتس جلسة عديدة المشاركين في مكتبه. كان هناك ضمن آخرين، مدير عام وزارة الامن الداخلي ومأمور الاطفائية، الذي تمنعه لجنة العاملين من القيام بعمله. وكان توافق عام بانه يجب عمل شيء ما – لا يمكن للامر ان يستمر على هذا النحو.
اللقاء لدى مأمور الخدمة استفز أردان حتى السماء. وقد اشتبه بانهم يحاولون القاء المسؤولية عن الفضيحة المتواصلة عليه، فسارع إلى اعادة الكرة. وفي الغداة، 11 شباط، اطلق رسالة إلى وزير المالية وإلى مأمور خدمة الدولة. "معروف لكما"، كتب، "سلطة الاطفائية توجد في نزاع عمل مستمر. وبلور الطرفان وثيقة تفاهمات قبل شهرين. اما تنفيذ التفاهمات فنوط اساسا بالمالية وبالمأمورية.
"نافذة الفرص آخذة في الضيق. فالوضع الصعب السائد في الاطفائية يلزمني، كوزير مسؤول، بالعمل على منع المس بحياة الانسان. اما مسؤوليتكم فلا تقل عن مسؤوليتي. لاسفي، هذا ليس الاحساس الناشيء في بعض الحالات. لعنايتكم العاجلة. يدور الحديث عن انقاذ حياة الانسان، كل يوم".
مأمور خدمة الدولة جديد في المنصب، ولكنه ليس إمعة. ففي 14 شباط اجاب اردان برسالة قصيرة وحادة. "عجبت لقراءة رسالتك"، كتب. وذكّر اردان بالجلسة التي عقدها في مكتبه قبل أربعة ايام من ذلك. "في هذه الجلسة أعطيت مباركتي لعملية التوثيق، واقترحت أيضا مساعدتنا العملية"، كتب. "كما تلقيت موافقة المالية للمساعدة بشكل مشابه. الكرة توجد، إذن، في ملعبكم".
رد مظفر. أما بالنسبة للاطفائيين، فهم يواصلون الاستخفاف. بعد قليل انتخابات: ما الذي يشتعل.
قرار لجنة الاذون، لمنع نتنياهو من تلقي الملايين من التبرعات لتغطية دفاعه القضائي، مفتوح للجدال. من جهة، هو يستحق الدفاع القضائي الافضل الذي يمكن الحصول عليه في السوق؛ من جهة اخرى، من المحرج أن نرى رجلا ثريا، كثير الاملاك، يجمع الصدقات من الآخرين بدلا من ان ينفق المال من جيبه. واللجنة تطلب منه ان يعيد 300 ألف دولار سبق أن تلقاها في الماضي رغم أن الامر محظور. يدور الحديث عن رجل اعمال هو أيضا قريب عائلة بعيد. فهو لم يتلق المال فقط من ذاك الرجل بل وتلقى منه البدلات. رئيس وزراء إسرائيل يجمع البدلات: فهو لا يهين نفسه فقط، بل يهينكم ويهينني.
لقد ردت اللجنة طلب نتنياهو في الماضي. أحد المبررات التي طرحها نافوت تل تسور، محامي نتنياهو، لتبرير اعادة البحث كان أن المحامي السابق، يعقوب فاينروط، مريضا بالسرطان. لم يكن في افضل حال. ردت اللجنة الطلب بكلتي اليدين. واذا لم اكن مخطئا، فسأذكر أن مرض فاينروط أثار اللجنة.
توفي فاينروط قبل أربعة اشهر، في تشرين الثاني 2018. قبل وقت قصير من وفاته هاتفني للاحتجاج على انتقادي الطريقة التي يسوق فيها نتنياهو للجمهور. وجرت المكالمة في نفس الوقت الذي كان يدفع فيه بكل كفاءاته عن زبونه، بما في ذلك عن طلب نتنياهو جمع التبرعات لتمويل محاميه. لن ادخل إلى ما قاله فاينروط في تلك المكالمة عن الزوجين نتنياهو، سلوكهما ومطالبهما. اقول هذا فقط: فاينروط كان صافي الذهن كالبلور، حادا ومركزا. هكذا كان أيضا في اللجنة. اما القاء الملف عليه الان فهو فعل لا ينبغي ان يتم.
بعد ساعات من وفاة فاينروط ظهر نتنياهو في كريات شمونا. اورنا بيرتس، من سكان المكان، اشتكت من ضحالة الخدمات الطبية. فرد نتنياهو عليها: "أنتِ تبعثين السأم فيَّ". وعندما فهم الضرر ساعر فنسب اقواله لحزنه على وفاة محاميه. فالحزب شوشه.
الحزن في جهة، والمال في جهة اخرى.