ما الذي يفعله ايلي يشاي؟

اسرائيل هيوم - عوزي برعام

نشأ حزب شينوي نتيجة للاحساس بالاختناق في أوساط بعض من الجمهور العلماني بالنسبة لما يعتبر تطاولا لا ينقطع من الاصوليين لتحقيق الانجازات، ولتحويل الاموال ولتشريع قوانين قطاعية في جوهرها. لا أتجاهل شخصية تومي لبيد، التي كانت دوما موضع خلاف، ولكن كان فيها رسالة واسلوب وثبات.

اضافة اعلان

شينوي ذاب حين شعر جمهور مؤيديه بان لا حاجة له، وقد قام بمهمته في اغلاق وزارة الاديان واخراج الاحزاب الاصولية من دائرة القرار الفورية.

لا تزعجني حقيقة أن الاحزاب الاصولية، على رأسها شاس، تمثل قطاعا بين السكان، وتكافح في سبيله. مشكلة ايلي يشاي ورفاقه هي أن الاحساس بالتوازن لديهم آخذ في الاختفاء. "دولة يهودية" هي بالنسبة له ليست الدولة اليهودية التعددية التي يريدها كثيرون وطيبون، بل هي شيء آخر.

عمليا، شاس تعود الى عادتها. فهي تصبح لجوجة في مطالبها، وفي البنية الائتلافية القائمة يكاد لا تكون لها كوابح. يشاي لا يخلق نوع الزعامة التي خلقها آريه درعي، والتي تقوم على أساس الكفاح في سبيل الفئة السكانية التي صوتت له مع انفتاح كبير تجاه الفئات الجماهيرية الاخرى. وافيغدور ليبرمان ورفاقه يهددون بصد شاس في مواضيع التهويد وغيرها من المواضيع. ولكن لا يوجد تحقيق حقيقي لمواقفهم، التي تستند عمليا الى مصالح حقيقية لجمهور المهاجرين من رابطة الشعوب ممن صوتوا لاسرائيل بيتنا.

كل من ينظر الى الواقع في ضوء حقيقي يرى أن عملية صعود حزب علماني جديد تكاد تكون محتمة. مرة أخرى يشعر كثيرون في أوساط الجمهور العلماني بأن الأرض بدأت تشتعل من تحت أقدامهم.

يبدو أن التعددية والأجواء الديمقراطية تعيش في خطر. هذا الوضع سيخلق حزبا مع اجندة علمانية أو حزبا يقوم على خرائب شينوي القديم. سيناريو آخر هو ان ترفع حركة اليسار الصهيوني علم العلمانية.

في واقع حياتنا المشكلة العلمانية – الاصولية تندحر جانبا في ضوء مشاكل لا تقل أهمية بالنسبة للجمهور الغفير. لدينا المسيرة السياسية، ولدينا التهديد الايراني، ولدينا سياقات اجتماعية – اقتصادية وكذلك تغيير طريقة الحكم.

المشكلة العلمانية – الاصولية لا تبدو انها تقف على رأس سلم اولويات معظم مواطني اسرائيل. ولكن هذا لا يعني ان المشكلة غير قائمة. بالنسبة لجمهور واسع، جمهور لا يسارع إلى التظاهر، طبيعة دولة اسرائيل هي الامر الاهم.

معارضة "الامبريالية الاصولية"، حتى وان كان التعبير مبالغا فيه ربما تؤدي الى تشكيل حركة تضع في رأس اهتمامها وقف شاس وما ترمز اليه.

يحتمل أن يقوم تغيير سياسة الهجرة الى اسرائيل على أسس متينة، ولكن تفسيرات ايلي يشاي لهذا التغيير تضيف الى دولة اسرائيل رداء عنصريا ينفر منه كثيرون.

على نحو مفعم بالمفارقة، تبدو اقامة حركة علمانية جديدة اليوم منوطة اساسا بنهج ايلي يشاي.