ما الذي يمكن أن نتوقعه في العام الثالث من الجائحة

فنية تعمل على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في أحد المختبرات - (أرشيفية)
فنية تعمل على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في أحد المختبرات - (أرشيفية)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة ناتاشا لودير* - (الإيكونوميست) 8/11/2021 هناك العديد من الأدوية المضادة للفيروسات الأخرى في طور الإعداد. ومن المرجح أن تصبح العقاقير المضادة للفيروسات التي يمكن تناولها في شكل حبوب، بعد التشخيص، رائجة في العام 2022، ما يساعد على جعل مرض "كوفيد - 19" مرضًا قابلاً للعلاج أكثر من أي وقت مضى. وسوف يؤدي ذلك، بدوره، إلى نشوء مخاوف جديدة بشأن عدم المساواة في الوصول إلى هذه العقاقير وإساءة الاستخدام، ما يعزز السلالات المقاومة. * * * في البلدان الغنية التي يتمتع فيها الناس بمستوى جيد من التحصين بالمطاعيم في العالم، سيكون العام الثالث من الوباء أفضل من العام الثاني، وسيكون تأثير "كوفيد - 19" أقل بكثير على الصحة والأنشطة اليومية. وقد أضعفت اللقاحات الصلة بين الإصابات والوفيات في دول مثل بريطانيا وإسرائيل. أما في البلدان الفقيرة أو الأقل تحصينًا، أو كليهما، فإن الآثار الضارة للفيروس سوف تستمر. سوف يظهر تفاوت في النتائج بين البلدان الغنية والفقيرة. وتتوقع "مؤسسة غيتس"، وهي إحدى أكبر المؤسسات الخيرية في العالم، عودة متوسط الدخل إلى مستويات ما قبل الوباء في 90 في المائة من الاقتصادات المتقدمة، مقارنة بالثلث فقط في الاقتصادات منخفضة ومتوسطة الدخل. على الرغم من زيادة الإمدادات والمعروض من اللقاحات في الربع الأخير من العام 2021، إلا أن العديد من البلدان ستظل غير محصنة بشكل كافٍ لكثير من العام 2022، نتيجة لصعوبات التوزيع والتردد في أخذ اللقاحات. وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات الوفيات والمرض، واختبار انتعاش اقتصادي أضعف. وستصبح مشكلة "الميل الأخير" المتمثلة في توصيل اللقاحات واضحة بشكل مؤلم بينما يقوم العاملون الصحيون بنقل اللقاحات إلى أفقر الأماكن وأكثرها نأياً على كوكب الأرض. لكن الشكاوى بشأن التوزيع غير المتكافئ ستبدأ في التراجع خلال العام 2022؛ حيث يصبح وصول الحُقن إلى أذرع المرضى عاملاً مقيدًا أكثر من الحصول على اللقاحات. وفي الواقع، إذا لم يقم المصنِّعون بتقليص إنتاج اللقاحات، فستكون هناك تخمة بحلول النصف الثاني من العام، كما تتوقع شركة "إيرفينيتي" Airfinity، وهي مزود لبيانات علوم الحياة. سيتم استخدام جرعات التعزيز على نطاق أوسع في العام 2022، بينما تقوم البلدان بتطوير فهم للحاجة إليها. وستؤدي المتغيرات الجديدة من الفيروس أيضًا إلى زيادة الاستيعاب، كما يقول ستانلي بلوتكين من جامعة بنسلفانيا، مخترع لقاح الحصبة الألمانية. ويقول الدكتور بلوتكين إن اللقاحات الحالية والإصدارات المعدلة ستُستخدم كمعززات، ما يعزز الحماية ضد متغيرات الفيروس. كما سيتوسع تطعيم الأطفال ضد الفيروس في بعض البلدان ليشمل الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ستة أشهر. وعندما يجعل التردد في أخذ اللقاح من الصعب على الحكومات الوصول إلى أهدافها، فإنها ستميل إلى جعل الحياة صعبة على غير المطعمين -من خلال طلب جوازات سفر اللقاح كشرط للتواجد في أماكن معينة، وجعل التطعيم إلزاميًا لمجموعات مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية. قد تكون المناعة والعلاجات قد انتشرت بشكل كافٍ بحلول منتصف العام 2022 لتقليل عدد الإصابات وتقليل مخاطر المتغيرات الجديدة من الفيروس. وفي هذه المرحلة، سيصبح الفيروس متوطنًا في العديد من البلدان. ولكن، على الرغم من أن اللقاحات الحالية قد تكون قادرة على قمع الفيروس، إلا أن هناك حاجة إلى لقاحات جديدة للحد من انتقاله. يقول ستيفان بانسل، رئيس شركة "موديرنا" لصناعة اللقاحات القائمة على تقنية "مرسال الحمض النووي الريبوزي" mrna، إن شركته تعمل على إنتاج لقاح "متعدد التكافؤ"، والذي يحمي من أكثر من متغير واحد من "كوفيد - 19". وعلاوة على ذلك، يبحث بانسل في إنتاج لقاح "شامل للجهاز التنفسي"، والذي يجمع بين الحماية ضد فيروسات كورونا المتعددة وفيروسات الجهاز التنفسي وسلالات الإنفلونزا. ستشمل الابتكارات الأخرى في لقاحات "كوفيد - 19" إنتاج تركيبات مجففة بالتجميد من حقن اللقاحات التي تستخدم تقنية "مرسال الحمض النووي"، واللقاحات التي تُعطى عن طريق لصقات الجلد أو الاستنشاق. وستكون لقاحات مرسال الحمض النووي المجففة بالتجميد سهلة النقل. ومع نمو المعروض من اللقاحات في العام 2022، سيتم تفضيل اللقاحات التي تعتمد على تقنية مرسال الحمض النووي بشكل متزايد، لأنها توفر مستويات أعلى من الحماية. وسيؤدي ذلك إلى إعاقة السوق العالمية للقاحات الأقل فعالية، مثل اللقاحات الصينية. في البلدان الغنية، سيكون هناك أيضًا تركيز أكبر على العلاجات بالأجسام المضادة للأشخاص المصابين بفيروس "كوفيد - 19". وستعتمد أميركا وبريطانيا ودول أخرى بشكل أكبر على الكوكتيلات، مثل تلك الموجودة في "ريغينيرون" Regeneron أو "أسترا-زينيكا" AstraZeneca. لعل أكثر الأدوية وعداً هي العقاقير الجديدة المضادة للفيروسات. وتقوم شركة "فايزر" Pfizer مسبقاً بتصنيع "كميات كبيرة" من مثبط الأنزيم البروتيني الخاص بها. وقد وافقت الحكومة في الولايات المتحدة على شراء 1.2 مليار "كورس" علاجي من عقار مضاد للفيروسات تطوره شركة "ميرك" Merck، والمعروف باسم "مولنوبيرافير" molnupiravir. وقد أظهر هذا العقار فعاليته في التجارب، وقامت الشركة بترخيصه للإنتاج على نطاق واسع وبأسعار معقولة. وهناك العديد من الأدوية المضادة للفيروسات الأخرى في طور الإعداد. ومن المرجح أن تصبح العقاقير المضادة للفيروسات التي يمكن تناولها في شكل حبوب، بعد التشخيص، رائجة في العام 2022، ما يساعد على جعل مرض "كوفيد - 19" مرضًا قابلاً للعلاج أكثر من أي وقت مضى. وسوف يؤدي ذلك، بدوره، إلى نشوء مخاوف جديدة بشأن عدم المساواة في الوصول إلى هذه العقاقير وإساءة الاستخدام، ما يعزز السلالات المقاومة. يتمثل الخطر الأكبر على هذه النظرة الأكثر تفاؤلاً في ظهور متغير جديد من الفيروس، والذي يكون قادراً على التهرب من الحماية التي توفرها اللقاحات الحالية. ما يزال فيروس كوروناً عدوًا هائلاً صعب المراس. *Natasha Loder: محررة السياسات الصحية في مجلة "الإيكونوميست". *نشر هذا التقرير تحت عنوان: What to expect in year three of the pandemicاضافة اعلان