ما العلاقة بين النظام الغذائي عالي الدهون وتطور السرطان؟

السرطان
السرطان
الكثير من الأبحاث أثبتت أن العادات الغذائية غير الصحية يمكن أن تلعب دوراً لا يمكن الاستهانة به بتطور أو تفاقم حالات السرطان. وقد أوضحت دراسة أجراها باحثون في معهد بيكمان للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة وجود صلة مباشرة بين كمية الدهون المتضمنة في النظام الغذائي للفرد والمستويات الجسدية لأكسيد النيتريك، وهو جزيء إشارات يحدث بشكل طبيعي مرتبط بالالتهاب وتطور السرطان، بحسب ميديكال إكسبريس. وأشارت الدراسة التي تم نشرها في ACS Central Science أن السرطان لا يقتصر فقط على عدد الخلايا السرطانية، بل يتعلق بما يسمى بالبيئة المكروية بأكملها، أو النظام البيئي للورم الذي يدعم الخلايا.

الأطعمة عالية الدهون والسرطان

وأوضح الباحثون أنه يمكن أن يلعب الالتهاب دوراً مهماً في هذه البيئة، وتأتي بعض الاستجابة الالتهابية من الأطعمة عالية المعالجة، والتي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون، وذلك بسبب وجود روابط بين الطعام والالتهاب والأورام. وأضاف الخبراء المشاركون بالبحث أنه كان هناك نتائج تربط بين مستويات أكسيد النيتريك المتزايدة بالالتهابات، والالتهاب بالسرطان، وأكد ذلك على الدور الذي يلعبه النظام الغذائي في تفاقم بعض حالات السرطان. وأشار جيفرسون تشان، الأستاذ المساعد في الكيمياء بجامعة إلينوي أوربانا شامبين والباحث الرئيسي في الدراسة إلى أنهم استخدموا ما يسمى بـ«مسبار جزيئي»، من أجل النظر في السمات الجزيئية غير المرئية بالعين المجردة في الجسم، لتصوير التلألؤ الحيوي لأكسيد النيتريك في السرطان، وذلك من أجل الوصول لنتائج دقيقة. كما استخدم الباحثون المسبار لتصميم دراسة عن نظام غذائي على الفئران، لمقارنة تولد الأورام لدى الفئران الحاملة لسرطان الثدي عند اتباع نظام غذائي غني بالدهون بنسبة 60% مع الفئران التي تتبع نظاماً غذائياً قليل الدسم 10% من السعرات الحرارية القادمة من الدهون، وقياس مستويات أكسيد النيتريك في كلا المجموعتين.

نتائج الدراسة

وأكد مايكل لي، طالب باحث في مختبر تشان وأحد مؤلفي هذه الدراسة، أن نتيجة النظام الغذائي عالي الدهون، كان هناك زيادة في أكسيد النيتريك في البيئة الدقيقة للورم، والمعنى الضمني لهذا هو أن البيئة المكروية للورم هي نظام معقد للغاية، ونحن بحاجة حقاً إلى فهمه لفهم كيفية عمل تطور السرطان. وأضاف أنه ينبغي أن نضع في الاعتبار العوامل الأخرى، مثل التمرينات الرياضية التي لا يقوم بها الشخص، والتي يمكن أن تلعب دوراً أيضاً في علاجات السرطان. ولكن في المجمل، أكد المؤلفون على أهمية إثبات وجود صلة مباشرة بين النظام الغذائي الغني بالدهون، ومستويات أكسيد النيتريك، وتطور السرطان، ومع هذا الارتباط المعروف الآن، أصبح يوجد آثار جديدة لتشخيص السرطان وعلاجه، وكيف يمكن منعه.اضافة اعلان