"ما بين الصحي والنفسي".. أسباب التبول اللاإرادي لدى الكبار

Untitled-1
Untitled-1

عمان- إن مشكلة التبول اللاارادي تظهر على الأغلب لدى الاطفال، وقد تمتد لمرحلة بداية المراهقة ومن النادر ظهورها عند الشباب، في هذا المقال سينصب اهتمامنا على من لديهم هذه المشكلة لأسباب "نفسية" مع الاشارة الى الأسباب الجسدية المتوقع وجودها، ومع الأخذ بعين الاعتبار أنه عند وجود سبب مرضي جسدي لابد من تلقي العلاج الدوائي المناسب أو الجراحي إن لزم الأمر.اضافة اعلان
في عُمْر سنة وسبعة شهور يستطيع الطفل التحكم بالمثانة اذا تم تدريبه، ولا مشكلة لو امتد الامر الى عمر السنتين ونصف السنة، لكن بالمجمل حال بلوغ الطفل عامه الثالث هو بمنأى عن مشكله التبول اللاارادي، ما لم توجد مشاكل صحية تؤدي الى ذلك، ومن الممكن قبول وجود هذه المشكلة حتى سن ما قبل المدرسة واعتبارها مرحلة تطور طبيعية.
ما المقصود بالتبول اللإارادي عند الكبار؟
هو فقدان السيطرة على المثانة أثناء الليل ويشار إليه طبيًا بمصطلح "سلس البول الليلي" وتبلغ نسبه الكبار المصابين بهذه المشكله 2 %.
الأسباب الصحية الجسدية المؤدية للتبول اللاإرادي:-
لابد من علاج هذه المشكلة حال ظهورها، لأنها مؤذية للشخص نفسه، ولمن حوله، وتتسبب بالحرج الكبير وربما تؤثر في علاقته الزوجية إن" كان" أو "كانت" في علاقة زواج، ولمعرفه السبب دور كبير في تلقي العلاج المناسب لذا، أولا، لا بد من اللجوء الى طبيب مختص في هذا المجال ومعرفة السبب المباشر من ثم مباشرة العلاج، والأسباب كثيره نذكر أبرزها:-

  • الخلل في الهرمون المضاد لإدرار البول.
  • صغر حجم المثانة عن الطبيعي.
  • التهاب المسالك البولية.
  • مشاكل عصبية، مثل الاصابة بالسكتة الدماغية التي من الممكن أن تؤثر في التحكم في عمليه التبول.
  • تضخم أو التهاب غدة البروستات لدى الرجال أو اصابتها بالسرطان.
  • الاصابة بداء السكري.
  • ظهور مشاكل السلس البولي في مرحلة الطفولة، بالتالي احتمال امتدادها الى سن المراهقة والشباب.
  • تناول بعض الادوية التي تضبط مستوى ضغط الدم أو تسهم في إدرار البول.
  • أمراض الكلى.
  • سرطان المثانة.
    السيدات هن الأكثر عرضة للاصابة بهذه المشكلة، والسبب في ذلك هو قصر قناه البول لديهن مقارنة بالرجال، مما يجعل الميكروبات تصل الى المثانة بشكل أسرع وأكبر.
    عند ظهور المشكلة لابد من اجراء فحوصات بدنية وعصبية، وفحص المسالك البولية ووظائف الكلى وعمل صور فوق صوتية للكلى والمثانة لغايات تحديد المشكلة بدقة.
    سيقوم الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بإعطاء العلاج المناسب الذي من شأنه القضاء على المشكلة.
    لن نتطرق الى طبيعه العلاج في حال كانت الاسباب صحية جسدية، ونترك الأمر بين يدي الطبيب المعالج ولا ننسى أمر "الوراثة" فمن الممكن أن تلعب دورا كبيرا في بعض الحالات.
    في حال قام المريض بجميع الفحوصات اللازمة، ولم يتبين وجود أي سبب عضوي، هنا يصبح احتمال وجود مشكلة نفسية هو الغالب على الظن، هنا بإمكاننا التدخل، وطرح حلول لأجل العلاج.
    الأسباب النفسية المؤدية لحدوث مشكلة التبول اللاارادي لدى الكبار:-
  • وجود خلافات أسرية كبيرة متكررة تهدد آمن واستقرار الشخص النفسي والعاطفي، "ربما منذ مراحل الطفولة".
  • فقدان عزيز بشكل مفاجئ وعدم القدرة على التكيف مع هذا الوضع.
  • فقدان وظيفة أو منصب ووصول الشخص الى حاله من اليأس والاحباط الشديدين.
  • التعرض الى العنف الشديد الذي يتسبب بحالة من الخوف وعدم الشعور بالأمان وصعوبة في تخطي ذلك الامر.
  • اصابة الشخص باضطراب القلق أو الرهاب الاجتماعي.
    إن وجود مشكلة التبول اللاارادي المرتبطه بعوامل نفسيه ينشأ حالة من الخوف والقلق والرهاب بشكل كبير جدا من مسألة تكرار حدوث الامر، لذلك ان أفضل علاج في مثل هذه الحالة هو العلاج "السلوكي المعرفي" بل هو ضرورة أو حاجة ملحة، لأجل ضمان تلقى المريض العلاج المناسب، ولا ضير من صرف بعض الأدوية أو العقاقير التي من شأنها التخفيف من حده التوتر والقلق لدى المريض.
    إن جميع الأسباب النفسية السابقة الذكر بحاجة تدخل من قبل معالج "نفسي سلوكي" للحد أولا من تفاقمها وتطورها ولعلاجها والقضاء عليها ثانيًا.
    مدى نجاح العلاج:-
    إن المتحكم بمدى نجاح العلاج السلوكي في مثل هذه الحالة هو اعتراف الشخص نفسه بوجود مشكلة، ثم وصول الاخصائي الى تشخيص سليم يحتوي على الاسباب الرئيسية لحدوث المشكلة، وذلك بعد استبعاد الاسباب الصحية الجسدية تماما، وإجراء جميع الفحوصات اللازمة.
    ويسهم الدعم الاسري للمريض في نجاح وتسريع عملية العلاج لما له من أثر نفسي كبير في رفع معنوياته.
    ولأجل أن يكون العلاج أكثر فاعلية ننصح بالتالي:-
  • اتباع المريض جميع الارشادات التي يوجهها له المعالج السلوكي.
  • عدم توجيه اللوم من قبل الأهل أو المحيط للمريض، ولا بأي شكل بل تشجعه بالمقاومة والاستمرار بالعلاج.
  • تحلي المريض بالصبر والمثابرة، لأجل الوصول الى الأهداف المرجوه من العلاج.
  • وصول المريض الى قناعة تامة بحصول الشفاء، وايمانه بقدرته على ذلك، وثقته العالية بنفسه وبالمعالج.
  • الابتعاد عن كل ما يتسبب له بالقلق والانزعاج أو الخوف.
  • عمل جلسات استرخاء وتأمل بشكل مستمر.
    إن تفهم وجود المشكلة خصوصا في إطار الزواج من أهم الاسس التي من شأنها التأثير في تلقي العلاج، وبغض النظر إن كانت المشكلة جسدية عضوية، أو نفسيه، فلا بد أن يشكل الزوج أو الزوجة الداعم الأكبر لشريكه حتى يتم تخطي المشكله بسلام.
    لا بد من ملاحظة أي مشكلة منذ بداية حدوثها، ثم اللجوء الى الطبيب لأجل الوصول الى تشخيص مناسب، من ثم مباشرة تلقي العلاج، وينطبق ذلك على المشكلات والاضطرابات الجسدية والنفسية في آن واحد.
    المتخصصة بالعلاج السلوكي والاحتياجات الخاصة
    أمل الكردي