ما تأثير مقاطعة روسيا والصين لمؤتمر "صفقة القرن" في البحرين؟

_107141741_gettyimages-1124843024
_107141741_gettyimages-1124843024
أعلن سفير الصين لدى السلطة الفلسطينية أن بلاده وروسيا الاتحادية لن تحضرا مؤتمر البحرين الدولي حول الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي تعرف إعلاميا باسم "صفقة القرن". وأعلن كبار المسؤولين في البيت الابيض قبل عدة أيام أنه سيتم كشف النقاب عن الجزء الأول من خطة ترامب أثناء مؤتمر البحرين الدولي المقرر يومي 25 و26 يونيو/ حزيران 2019. وقال الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن سفير الصين لدى السلطة الفلسطينية أكد أن بلاده وروسيا اتخذتا موقفاً مشتركا بمقاطعة المؤتمر. وكانت السلطة الفلسطينية أكدت رفضها المشاركة في المؤتمر ودعت الدول العربية إلى مقاطعته وعدم تأييده. وجاء الإعلان عن ورشة البحرين الاقتصادية بعد عامين من المداولات والمباحثات والاستشارات قادها صهر ترامب، جاريد كوشنر، وتمخضت عن "صفقة القرن" التي لا يعرف تفاصيلها سوى عدد محدود جداً من المسؤولين الأمريكيين والشرق أوسطيين. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن كبار المسؤولين الأمريكيين إن البيت الابيض سيكشف النقاب عن الجزء الأول من خطة ترامب عندما يعقد مؤتمر البحرين لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة وغيرها من دول المنطقة. "السلام من أجل الازدهار" وأصدرت البحرين والولايات المتحدة في 19 مايو/ أيار 2019 بياناً مشتركاً عن عقد "ورشة عمل" في المنامة يومي 25 و26 يونيو/ حزيران 2019 بعنوان "السلام من أجل الازدهار". وجاء في البيان : "ستشكل ورشة العمل هذه فرصة جوهرية للقاء الحكومات والمجتمع المدني والقادة الاقتصاديين بهدف تشارك الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وتوفير الدعم للاستثمارات الاقتصادية المحتملة والمبادرات التي يمكن التوصل لها باتفاقية سلام". وأضاف البيان: ستوفر ورشة "السلام من أجل الازدهار، فرصة لنقاشات حول طموح ورؤية قابلة للتحقيق وإطار عمل يضمن مستقبلاً مزدهراً للفلسطينيين والمنطقة، بما في ذلك تعزيز إدارة الاقتصاد وتطوير رأس المال البشري وتسهيل نمو سريع للقطاع الخاص". صفقة القرن: ورشة البحرين الاقتصادية "لدعم" الموقف الفلسطيني أم "خطة" للتنازلات؟ جوشوا كوشنر: الابن الأصغر الذي يدير صفقات العائلة مع السعودية من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشن: "أتطلع قدماً إلى النقاشات الهامة حول الرؤية التي توفر فرصا جديدة مثيرة للاهتمام للفلسطينيين ليدركوا إمكانياتهم الكاملة، ستشمل هذه الورشة قادة من جميع دول المنطقة من أجل دفع الدعم الاقتصادي ومنح فرص لشعوب هذه المنطقة". بينما تجاهل وزير مالية البحرين سلمان خليفة علاقة المؤتمر بصفقة القرن وبدلاً من ذلك أكد على أهمية علاقة بلاده بالولايات المتحدة وقال إن الورشة " تؤكد الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين البحرين والولايات المتحدة إلى جانب المصالح المشتركة والقوية لخلق فرص مزدهرة تعم فائدتها المنطقة". "انحياز شديد" وتقاطع السلطة الفلسطينية الجهود الأمريكية في هذا المجال منذ نقل واشنطن سفارتها إلى القدس. ويقول الفلسطينيون إن الخطة الأمريكية منحازة بشدة لإسرائيل. وتسعى إدارة ترامب للحصول على دعم الحكومات العربية وخاصة الخليجية للخطة لتتحمل العبء المالي للخطة عبر تقديم مليارات الدولارات كدعم مالي للفلسطينيين. وقالت صحيفة نيويورك تايمز في شهر فبراير/شباط الماضي إن الخطة التي يروج لها صهر ترامب وموفده إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنر تشمل استثمار 65 مليار دولار في اطار خطة السلام. وتصل حصة الضفة الغربية وقطاع غزة الى نحو 25 مليار دولار على مدى عقد من الزمن بينما يتم استثمار الباقي في الدول المحيطة وعلى رأسها مصر والأردن وحتى لبنان إذا وافق على الخطة. ورغم أن الأوساط المقربة من كوشنر أنكرت دقة الرقم لكنها أكدت أن الخطة تتضمن استثمارات بقيمة عشرات مليارات الدولارات. وعادت الصحيفة لتنقل عن أوساط دبلوماسية وأعضاء في الكونغرس الأمريكي يوم 19 مايو/ أيار الجاري تأكيدها أن الخطة تتضمن استثمار 68 مليار دولار في الاراضي الفلسطينية والأردن ومصر ولبنان. "تأجير مساحات من سيناء" وكانت صحيفة "هايوم" الاسرائيلية المقربة من رئيس وزراء اسرائيل نشرت في 7 مايو الجاري ما وصفته بملخص صفقة القرن ومن بين بنودها وحسب الصحيفة تلتزم الولايات المتحدة تقديم 20 في المئة والاتحاد الأوروبي 10 في المئة أما الـ 70 في المئة فتقدمها الدول الخليجية. وإذا سارت الأمور كما ترغب إدارة ترامب فإن مؤتمر البحرين سيحضره وزراء المالية والخبراء الاقتصاديون ورواد ورجال الأعمال من الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، والتي ستأخذ دوراً في تطبيق "صفقة القرن" لتشجيع الاسثتمار في الصفة الغربية وقطاع غزة في مجالات البنية التحتية والصناعة والاستثمار في الطاقة البشرية وترشيد الحكم مما يساعد في خلق الظروف المناسبة للاستثمار. ستتلقى "السلطة الفلسطينية" التي ستبصر النور حسب الصفقة 25 مليار دولار على مدى خمس سنوات على شكل هبات وقروض طويلة الأمد بلا فائدة واستثمارات. وفي حال رفض الجانب الفلسطيني للخطة فإن الإدارة الأمريكية ستوقف كل أشكال الدعم المالي للفلسطينيين وستضغط على الجهات والأطراف والدول الأخرى لتتخذ نفس الإجراء. وحسب الخطة ستؤجر مصر مساحة من شبه جزيرة سيناء للفلسطينيين يجري التفاوض عليها بين مصر والجانب الفلسطيني لاحقاً من أجل إقامة مطار ومنطقة صناعية ومشاريع زراعية.اضافة اعلان