ما تزال الفوضى مستمرة

فرضت "المأساة الصحية" في أوروبا كلمتها على واقع الحياة هناك، وتحولت تلك الدول المتحضرة التي تصنف نفسها من العالم الأول، إلى دول "هشة" لم تستطع الصمود في وجه "فيروس كورونا"، الذي شل مختلف مناحي الحياة هناك.اضافة اعلان
التخبط الأوروبي ومن بعده الأميركي في معالجة الفيروس المستجد، انعكس ليس فحسب على المناحي الاقتصادية والانسانية والاجتماعية، وإنما إمتد إلى المناحي الرياضية أيضا، إذ تتخبط الأندية الإيطالية في ما يتعلق بموعد استئناف منافسات كرة القدم، وإذا كانت المباريات المتبقية ستقام في ظل بعض المواقف الراسخة للأندية، او سيتم تتويج "السيدة العجوز" باللقب بعد أن حصد الفيروس أرواح الآف العجائز في البلاد.
ولا يختلف الموقف مطلقا في إسبانيا، التي تعيش أياما كارثية بفعل العدد الكبير من الضحايا التي سقطت، ليس في ميادين مصارعة الثيران، بل بسبب العجز عن تقليص عدد ضحايا الوباء القاتل، الذي نسأل الله عز وجل أن يخلص البشرية منه بأقل الأضرار.
رئيس رابطة الدوري الاسباني لكرة القدم خافيير تيباس قال إن "الليغا" قد تستأنف نهاية الشهر المقبل بأحسن الاحوال، وان الغاء الموسم الكروي "ليس خيارا"، محذرا أن الاندية الاسبانية قد تخسر ما يصل إلى مليار يورو بحال عدم اكمال الموسم.
وبخلاف ما هو شائع ومعمول به منذ سنوات طويلة، حيث ينتهي الموسم الكروي الاوروبي في نهاية أيار (مايو) او الاسبوع الأول من شهر حزيران (يونيو) من كل عام، فإن ذروة الموسم الكروي هناك "إذا تم إستئنافه"، ستقام خلال شهر حزيران (يونيو) وتستمر حتى آب (أغسطس) المقبل، ما يشير إلى أن الموسم القادم سيبدأ في الشتاء وربما في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
الألمان من جهتهم باتوا يبحثون عن خيارات "أقل ضررا من وجهة نظرهم"، وتتمثل في إستئناف المباريات من غير جمهور، حيث إعتبر اعتبر مدرب بايرن ميونيخ هانزي فليك أن الملاعب الفارغة في ألمانيا "مسألة يجب أن يتم التعود عليها".
ورأى مدرب الفريق متصدر الدوري أن الخيار الوحيد أمام رابطة الدوري الألماني لاستكمال الدوري هو إجراء المباريات بدون جمهور.
لكن ثمة وجهة نظر أخرى تبدو حذرة من أكثر من جانب، وتدعو الدوريات الأوروبية الكبرى الطامحة الى معاودة نشاطها، للتريث والنظر إلى محاذير أكثر أهمية من الشعور بالخوف على الخسائر الاقتصادية، كما يرى مدربون ومتخصصون بدنيون، ان التسرع سيضع اللاعبين تحت خطر الإصابات، والأندية في موقع غير متكافئ.
ولعل كثيرون طرحوا ذات السؤال الملح، حول المدة الزمنية التي يحتاجها اللاعبون لاستعادة لياقتهم البدنية الطبيعية والقدرة على خوض مباريات تنافسية، بعد فترة توقف لا تقل عن شهر؟.
مدرب اللياقة البدنية في نادي موناكو الفرنسي، الاسباني خوانخو دي اوخو، يجيب على ذلك لوكالة الصحافة الفرنسية، بالقول "يعتمد ذلك على الفترة التي بقوا فيها في الحجر الصحي. إذا امتدت خمسة أو ستة أسابيع، سنحتاج أقله لثلاثة أسابيع قبل تأكيد إمكانية العودة للمنافسة والتقليل من خطر الإصابة".
وبعيدا عن الطليان والاسبان والألمان، فإن رئيس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم غريغ كلارك، حذّر من التداعيات المالية، معتبرا أنها قد تؤدي الى تدمير الأندية والبطولات الانجليزية في حال لم يبد المعنيون استعدادا "لتشارك الألم"، او بمعنى آخر أن يتم تقديم "تضحيات" بشأن الرواتب، حيث لم تؤد المحادثات بشأن تأخير تسديد رواتب اللاعبين وإمكانية حسم 30 بالمائة من قيمتها الى أي نتيجة.
مرة أخرى… ما تزال الفوضى مستمرة!.